شارك المخرج الإيراني محمد رسولوف سراً في فعاليات مهرجان »كان« السينمائي الدولي في دورته الستين المقامة حالياً بمدينة كان الفرنسية. شارك رسولوف بأحدث أفلامه وداعاً الذي صوره سراً بمدينة طهران ويعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان وأثار جدلاً واسعاً بين الضيوف ويعتبر الفيلم شهادة فنان علي الأوضاع الاجتماعية في ايران من خلال نورا المرأة الأنيقة الراقية التي نشاهدها وهي تستقل الحافلة وتزيل طلاء الأظافر الأحمر بعناية شديدة وترتب وشاحها بدقة وفن. لديها موعد مع الموظف المختص الذي يفاجئها برفض ملفها الذي قدمته من اجل الحصول علي تصريح لممارسة المحاماة، وبالرغم من البقشيش الذي صاحبت به الطلب سراً في طرف إلا ان طلبها قوبل بالرفض دون ابداء اسباب، تعود نورا الي منزلها حيث تعيش وحيدة بسبب هروب زوجها الي الجنوب، كان زوجها صحفياً مخضرماً له ثقل صحفي وسياسي طاردته الشرطة فاضطر الي الهروب والعمل كعامل يتولي تشغيل الرافعات. يقدم محمد رسولوف شهادته علي حالة الحياة العامة في ايران من خلال المرأة الشابة، المجتمع الذي يعاني من الفساد لدرجة الأعباء، قدمه رسولوف ببساطة دون ابهار، نورا تبقي صامتة والشرطة تهاجم منزلها لتحصل علي الدش وجهاز الكمبيوتر ولا نعرف فيما تفكر هل في طفلها الذي يعاني من مرض جيني أم انها تحلم بالهروب؟ نذهب في اليوم التالي الي مكتب الجوازات بحثاً عن تأشيرة خروج الي أي دولة ونلحظ صورة لبرج ايفل في الليل تتوجه نورا الي المطار واثناء ذلك يلقي القبض عليها دون ابداء اسباب ويكتفي المخرج بمشاهد الاعتقال لختام الفيلم دون الحاجة لكلمة النهاية التي قدها في اسلوب رصين وراق. يذكر ان المخرج محمد رسولوف ولد بمدينة شيزاز الايرانية عام 1973. درس علم الاجتماع بجامعة شيراز ثم كتابة السيناريو في المعهد العالي للصورة بطهران.. كان اول افلامه الطويلة فيلم »الشقق« عام 2002 أعقبه فيلم »الجزيرة الحديدية« عام 2005، أحدثها »المروج البيضاء« عام 2009، الذي رشح عنه للجائزة الذهبية من مهرجان سياستيان السينمائي الدولي وفاز عنه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان دبي السينمائي. في »20 ديسمبر 2010« ألقي القبض عليه بتهمة التواطؤ والتجمهر والدعاية المناهضة للنظام، ودعا المخرج الكبير عباس كبار وستامي الي الافراج عنه كان سبق واعتقل في أول مارس 2010 مع جعفر باناهي ومهدي بوروموسي في منزل باباهي بالاضافة الي »15 شخصاً« منهم زوجة وبنات باناهي ومدير تصوير افلام رسولوف ابراهيم جعفوري ولكن افرج عنه بعد »48 ساعة«، لكن محمد رسولوف لم يفرج عنه سوي بعد »17« يوماً.