يمثل شهر رمضان فرصة عظيمة لتعديل وتصحيح العادات الغذائية، وعلاج الجسم من الكثير من الأمراض المتفشية، والتخلص من الوزن الزائد، ويحتاج الصائم إلى نظام غذائى صحى متوازن ومتكامل، فالغذاء الصحى المتوازن يحسّن صحة الصائم، ويمكنه من أداء فروضه وواجباته الدينية دون مشاكل أو متاعب صحية. ويقول الدكتور يحيى الفقى، أستاذ محاضر أمراض الباطنة بالكلية الملكية البريطانية، يجب على المريض تنفيذ جميع التعليمات التى ينصح بها الطبيب المعالج، ليحافظ على حالة صحية أفضل، خاصة فى ما يتعلق بوظائف الكبد وضغط الدم وحالة القلب وتوازن السكر فى الدم، وكذلك حالة النشاط العام والراحة النفسية، وأن يتعود على الصبر وعدم الاستعجال. ويوضح الدكتور يحيى الفقى، أن الحالة النفسية للمريض تجعله يتدرب على الصبر وبالتالى يخرج من الصيام بحالة نفسية وعصبية أفضل، وتحسن فى الأمراض المزمنة التى قد تكون موجودة مثل السكر وضغط الدم وأمراض القلب، وأن يلتزم المريض بالاقتصاد فى تناول الطعام، وتجنب المواد التى قد تتسبب فى زيادة الوزن، مثل المواد الدهنية والسكريات والنشويات، ويكون التنظيم من خلال وجبة أساسية لا تمتلئ فيها المعدة، ثم وجبة أخرى تكون خفيفة، وبهذه الطريقة يكون قادراً على أن يؤدى مجهوده النفسى والعضلى بصورة أفضل، وكذلك القدرة الفكرية تكون أفضل، والحالة النفسية تكون مستقرة فى جميع أوقات حياته، وننصح بمراعاة شراب من 3 إلى 4 لترات مياه يوميًا فى الصيف، وفى الشتاء 3٫5 لتر، وتجنب التخمة التى تحدث نتيجة الافراط فى تناول الاطعمة، ولا داعى لاستعادة الوزن الزائد بعد أنخفاضه فى رمضان، والحرص على استمرار تناول الخضراوات الورقية، والتنوع فى جميع أنواع الخضراوات والفاكهة الموجودة، وعدم ملء المعدة، بمعنى أنه يمكن تجزئة الوجبات وتكون بسيطة وموزعة على طول فترة الافطار إلى السحور والعودة للطبيب المعالج لكى يراجع المريض ونظام العلاج والأدوية، وكذلك عدم الإسراف فى تناول ملح الطعام فالملح مطلوب للجسم ولكن بنسب عادية. ويقدم الدكتور يحيى الفقى، عدة نصائح هامه للصائم لتحقيق أقصى استفادة صحية من الشهر الكريم، وفى البداية يجب تقليل كميات الطعام بشكل عام خلال الافطار والسحور، لأن الإقبال بنهم على الطعام يساعد على جلب العديد من الأمراض والأضرار، وخاصة لمرضى السكر والسمنة والضغط وغيرها، والالتزام بروح شهر رمضان بتجنب الاسراف فى كل شىء وتنظيم الوجبات الغذائية، والاعتدال وعدم الإفراط فى بعض الأنواع، مثل ملح الطعام والدهون والشحوم، والتنظيم والاعتدال فى تناول الغذاء المتوازن المحتوى على معظم المواد الغذائية، لوقاية الجسم شر العديد من الأمراض. ويؤكد الدكتور يحيى الفقى، على تزايد الأدلة العلمية التى توضح ما للسمنة وزيادة الوزن من أضرار خطيرة جسيمة على الصحة، فهى تساعد على حدوث أمراض كثيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول والإصابة بمرض السكر وأمراض القلب وتشحم الكبد وحصوات المرارة وروماتيزم المفاصل الغضروفى فى الركبتين وزيادة الإصابة ببعض أنواع السرطان، وكذلك فإن الإفراط فى تناول الطعام يُحدث إجهادًا على غدد الجسم، حيث تتأثر وظيفتها وتحدث بالجسم تغييرات كيميائية تسرع بالجسم إلى الشيخوخة، ولو التزمنا بروح «رمضان» وتجنبنا الإفراط فى الطعام لتأخر وصولها، وقد أقيمت دور للعلاج فى شتى أنحاء العالم لعلاج مرضى السكر باتباع نظام الصيام لفترة نحو عشر ساعات، كل حسب حالته ثم يتناول المريض وجبات خفيفة جداً، وذلك لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع، وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة فى علاج مرضى السكر، ودون أية عقاقير كيميائية. وينصح الدكتور يحيى الفقى، بتجنب تناول الطعام الغنى بالدهون والحلويات بكميات كبيرة، وضرورة الاكثار من تناول الخضراوات والفواكه بشكل كاف، والابتعاد عن المشروبات الغازية بكثرة، واستبدالها بمشروبات رمضان المفيدة مثل الكركديه والتمر هندى. كلام الصورة: د. يحيى الفقى