صعدت أمس إسرائيل حربها الدينية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة...وانتهكت حرمة المسجد الأقصى المبارك ودخلت قواتها لباحاته وأطلقت النيران واعتدت على المرابطين المعتكفين وأعدمت من مسافة صفر الطبيب الفلسطينى محمد العصيبى (26 عاماً) قرب باب السلسلة أحد الأبواب المؤدية إلى الباحات المباركة. بزعم قيامه بإطلاق النار على عناصر الاحتلال ونفت عائلة الشهيد العصيبى وهو من سكان بلدة حورة فى النقب المحتل، الذى أعلن الإضراب والحداد العام.. رواية الاحتلال حول إعدام نجلها. وطالبت العائلة فى بيان لها، بنشر مقطع الفيديو الذى التقطته الكاميرات الأمنية المنتشرة لقوات الاحتلال فى تلك المنطقة. وأكدت أن نجلها تعرض لإعدام بدم بارد بعد أن أطلق نحوه 20 رصاصة وطالب عضو لجنة التوجيه بالداخل المحتل، الشيخ أسامة العقبي بتحرير جثمان الشهيد العصيبى دون قيد أو شرط، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة بجريمة الإعدام لتقديم الجناة إلى العدالة. وكذب شهود عيان فى تصريحات خاصة ل«الوفد» الرواية الإسرائيلية وأكدوا أن الاحتلال فتح النار عليه بعد محاولته التدخل والدفاع عن فتاة كانوا يعتدون عليها بالضرب، ويحاولون اعتقالها وإخراجها من باحات المسجد قرب باب السلسلة. وأغلقت الشرطة الإسرائيلية أبواب المسجد الأقصى، واستنفرت عددًا كبيرًا من قواتها فى باحاته وحاصرت المعتكفين داخل المصلى القبلى لمنعهم من الخروج منه وفرضت تضييقات وتشديدات فى البلدة القديمة. كما اعتدت قوات الاحتلال بوحشية على الفلسطينيين فى سوق القطانين المحاذى للمسجد للأقصى، وعاثت خرابًا فى السوق. وأكدت مصادر عبرية صدق رواية الشهود. وقالت «ليس من المنطق ألا تكون هناك مقاطع مصورة للحظة إطلاق النار من الجنود صوب الطبيب العصيبى، لأن منطقة باب السلسلة بالمسجد الأقصى مليئة بكاميرات المراقبة». وأكدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن الجمعة الثالثة من شهر رمضان ستكون حاسمة للأمن الإسرائيلى. مشيرة إلى أن الجمعة الثالثة من رمضان ستصادف احتفالات اليهود بما يعرف ب«عيد الفصح اليهودى»، والذى يسعى فيه المستوطنون لاقتحامه وذبح القرابين الحيوانية وقال المحلل العسكرى للصحيفة عاموس هرئيل، إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية مهيأة للتصعيد خلال رمضان لكن الأسبوع الأول مر بهدوء نسبى بالقدس والضفة المحتلة وكان من الواضح أن الفلسطينيين لا يريدون تصعيد الأوضاع. وأشار إلى مساعى وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير من محاولة الظهور النجم الإعلامى الأول ويسعى لاقتحام الأقصى خلال عيد الفصح، أو السماح للمستوطنين بفعل ما يريدون. وحذر هرئيل من السماح لبن غفير، باقتحام الأقصى خلال الأعياد العبرية وندد المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، بالتصعيد الخطير لسلطات الاحتلال الإسرائيلى، فى الأقصى، والاعتداء على المرابطين فى ساحاته، وفى أزقة وحارات البلدة القديمة بمدينة القدسالمحتلة، واعتبر أن هذه الخطوة المفتعلة هدفها الرئيسى هو توتير الأجواء وجر الأمور إلى مربع العنف فى الشهر الفضيل، خاصة بعد الأعداد الكبيرة من الفلسطينيين التى زحفت للصلاة فى البقعة المباركة. وطالبت وزارتا الأوقاف الأردنية والفلسطينية فى القدسالمحتلة بوقف التعاون مع العدو ووقف تنفيذ مخرجات قمتى العقبة وشرم الشيخ بمنع الاعتكاف فى المسجد الأقصى. وقال أحمد الطيبى العضو العربى بالكنيست الإسرائيلى: «مرة أخرى جريمة قتل بدم بارد كما فى جرائم سابقة للشرطة الإسرائيلية وسائر قوات الاحتلال ورواية كاذبة كما تعودنا على العديد من الروايات الكاذبة، وطالب بعرض أشرطة الفيديو على الملأ وأى تأخير بعرضها يكون فقط لتشويه الحقيقة والتغطية عليها». كما وصفت النائب عايدة توما الجريمة البشعة بأنها نتيجة مباشرة للتحريض المنفلت والسياسات العنصرية الموجهة بشكل حصرى تجاه كل ما هو عربى وفلسطينى. كلام صور: جثمان الشهيد العصيبى عقب استشهاده على أبواب الأقصى عدوان وحشى على أولى القبلتين وثالث الحرمين. وأسواق القدس المحتلة