الجامع العتيق.. أقدم مساجد واحة سيوة

يعد المسجد العتيق بسيوه أحد أقدم المساجد الموجودة في مصر، ويعتبر عمره الذى يقارب الألف عام شاهدًا على مدى أهميته وإتقان بنائه والاهتمام به، فهو الأقدم فى واحة سيوة ويعد عمر هذا المسجد مقاربًا لعمر المدينة التى بُني فيها.
المسجد مركزًا اجتماعيًا
المسجد العتيق بسيوة أهم المساجد بالواحة وعمره تقريباً 843 سنة، وهو أقدم وأشهر مسجد فى الواحة؛ ما جعله مركزاً لإقامة المناسبات والاحتفالات الدينية فى أوقات محددة بطريقة آل شاذلى والتى كانت احتفاليات مهمة وكبيرة يشاهدها أهالى الواحة من خارج المسجد مثل ليلة الإسراء المعراج وليلة المولد النبوي ويتواجد جميع أهالى الواحة من مختلف الأعمار بالباحة الخارجية للمسجد وتتعالى أصوات الذكر والمديح والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم.
ويقع المسجد فى مدينة شالى الشرقيين بواحة سيوة ويرجع تاريخ إنشائه إلى تاريخ إنشاء المدينه وبعد فترة دمرت الامطار والسيول جزء كبير من المدينة وهاجر أهالى المدينة؛ ليسكنوا مكان أمن ولكن ظل المسجد قائمًا وتقام فيه الصلوات يوميًا حتى الآن.
والجدير بالذكر أن المسجد غير تابع لوزارة الأوقاف وبناء عليه يتم اختيار إمام المسجد من قِبل المصلين، وبعد اختياره تكون من ضمن مهامه إقامة الصلوات الخمس فى المسجد والاهتمام به وأيضا عند إقامة المناسبات يكون ابرز المشاركين.
اقرأ ايضًا: مسجد قباء.. أثناه الله في القرآن وشارك الرسول بتأسيسه
إنشاء المسجد ومراحل ترميمه
يميز المسجد تصميمه المميز ومئذنته المخروطية التى بنيت على الطراز الأندلسي حيث أنها ليست دائرية بل تاخذ شكل المكعب وكلما ارتفعت يقل حجمها لتأخذ الشكل المخروطى او شكل الصوامع وهناك تشابه كبير مع مئذنة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ويغطي المسجد سقف من جزوع النخل وراطيم خشبية .
بنى النسجد على قطعة ارض مستطيله بمساحة 100 متر مربع استخدموا فى بنائه مادة الكرشيف المعروفه لدى اهل سيوة وهى مكونه من الطين المشبع بالملح المصنع محليا بالواحة, ومن الداخل به ثلاث اروقة يتوسطهم 6 اعمده داعمة
للسقف وله باحة خارجية وتعد هذه الباحة من اهم ملحقات المسجد حيث تقام بها إحتفلات دينية فى غاية الأهميه عند أهل سيوة.
وبسبب عوامل التعرية ومرور الزمن تعرض المسجد لبعض الإنهيارات حتى انهارت المئذنه بالكامل مما ادى الى وجوب ترميمه وهذا ما تم.
فمنذ بناء المسجد حتى الأن تم تجديده عدة مرات ومن ابرز مراحل التجديد كانت على يد المعمريان القبطيان عماد فريد ورامز عزمي الحاصلان على عدة جوائز محلية ودولية فى العمارة بالتعاون بين شركة نوعية البيئة الدولية والمجلس الثقافي البريطاني وتحت الإشراف الكامل من وزارة الآثار.
وتم ترميمه بإستخدام المواد الطبيعية الموجوده بالواحة والتى يستخمها اهالى الواحة فى البناء مثل مادة الكرشيف وجزوع النخل وغيرها وبعد بذل مجهود كبير تم إعادة المسجد لرونقه بكل تفاصيله التراثية الأصلية.
تعلق أهالى سيوة بالمسجد
كل هذا الاهتمام أن دل فإنه يدل على مدى أهمية المسجد لدى أهالى سيوة وأهميته بين المساجد الأثرية بشكل عام حيث أنه لا يعتبر مجرد مسجد قديم بل مركز لإقامة حلقات الذكر وغيرها من المناسبات الدينية ومرتبط فى وجدان أهالى الواحة الكثير من الذكريات الروحانية داخل المسجد سواء طفل صغير اوشاب او شيخ بلغ من العمر ما بلغ يبقى المسجد رمز مقدس لجميع أهالى الواحة.
لمزيد من الأخبار تابع alwafd.news