يعد المسجد العتيق بواحة سيوة من أهم المعالم السياحية والأثرية بالواحة الفريدة التي تقبع في قلب الصحراء الغربية ويعود تاريخه للقرن الثاني عشر الميلادي. وقام ببنائه أصحاب الطريقة المدنية الشاذلية بعد دخول الإسلام للواحة البعيدة ويتشابه تصميمه المعماري إلى حد كبير بفن المعمار الأندلسي للمساجد ذات المئذنة المخروطية الشكل . ويقول محمد العوضي مدير منطقة الآثار الإسلامية بمطروح أن أهمية المسجد العتيق تعود لكونه أقدم مسجد بالواحة ويحمل طراز معماري فريد خاص بعمارة الصحراء حيث تم بناءه بطبقة الكرشيف المحلية وهى عبارة عن الطين الممزوج بالملح والحجارة ويقع المسجد العتيق أعلى جبل إدرار والذي بنيت عليه إطلال مدينة شالي القديمة والتي تعنى باللهجة السيوية المدينة، حيث اضطر أهل الواحة لبنائها عام 1203 ميلادية للاحتماء بها من هجمات البربر وقطاع الطرق وكذلك خوفا من الحيوانات المفترسة . ووصف مدير الآثار الإسلامية التصميم المعماري للمسجد بأنه بتكون من مساحة مستطيلة تبلغ 100 متر مربع تقريبا مقسمة لثلاث بلاطات متوازية لجدار القبلة ومقسمة بواسطة 6 دعامات ضخمة تحمل سقف المسجد العتيق وملحق بالمسجد من الناحية الشرقية ساحة مستطيلة تعتبر بوابة لدخول المسجد من الناحية الشرقية ويوجد بالمسجد نافذتين صغيرتين صنعت من جذوع أشجار الزيتون المتينة وهدفها الإضاءة والتهوبة للمصلين بالإضافة إلي المشكاة لحفظ أدوات الإضاءة والتي صنعت من الملح . وأضاف العوضي أن المئذنة تعتبر من أهم العناصر المعمارية بالمسجد وتتميز بشكلها المخروطي والمعروف باسم طراز الصوامع وهى ليست دائرية الشكل كالمعتاد ولكنها تتميز بالشكل المكعب، ومن أهم ملحقات المسجد مصلى الخلاء والهدف منها إقامة حلقات الذكر والتي يقيمها أهالي واحة سيوة في المناسبات الدينية كليلة القدر والإسراء والمعراج . والمنبر ذات الدرجات الثلاث موازيا الجدار القبلة بحيث لا تفطع صفوف المصلين أسوة بمنبر الرسول صلي الله عليه وسلم موضحا أن المنبر خالي من أي زخارف أو رسومات ومغطى بطبقة بسيطة من الجص. وكان اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح قد أولى اهتماما بالغا بالحفاظ على التراث الإسلامي المتمثل بالمسجد العتيق بالواحة وقام بافتتاحه بعد عمليات الترميم والصيانة منذ شهر تقريبا ورافقه وزيري الآثار والأوقاف ليظل المسجد العتيق بالواحة واحدا من أشهر معالمها السياحية والأثرية بشكله وتصميمه الفريد فى قلب صحراء مصر الغربية.