أثارت كلمة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، في مقر الأممالمتحدة عن الإسلام وشهر مضان والقرآن الكريم، تفاعلًا واسعًا من المسلمين والعرب على وسائل التواصل الاجتماعي وسط إشادة كبيرة. اقرأ أيضًا.. أمين الأممالمتحدة يصف الأزمة الروسية بالأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية وحظيت كلمة جوتيريش بإشادة كبيرة بعد أن تناولت فضل الإسلام وشهر رمضان ومحبة المسلمين للصدقات، قائلًا إن رسالة السلام والتراحم التي جاء بها الإسلام تشكل إلهاما للناس حول العالم. وأضاف جوتيريش في خطابه خلال فعالية للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة رهاب الإسلام، استضافتها الأممالمتحدة في نيويورك، أن كلمة إسلام ذاتها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة سلام، مؤكدًا أنه عندما كان يشغل منصب مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين رأى بنفسه سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها للأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها. واستشهد الأمين العام للأمم المتحدة بآية كريمة من سورة التوبة، قائلا: "رأيت تجليّاً معاصراً لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة (إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ)". وأكد جوتيريش أن هذه الحماية يجب أن تُكفل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء كما ذكر في القرآن الكريم، مشددا على أن هذا التعبير "مبهر" عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إبرام اتفاقية عام 1951 للاجئين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلال كلمته بتلك الفعالية: "يعكس ما يقرب من 2 مليار مسلم في العالم الإنسانية بكل تنوعها الرائع. إنهم يأتون من جميع أنحاء العالم. إنهم عرب وأفارقة وأوروبيون وأمريكيون وآسيويون. لكنهم غالبًا ما يواجهون التعصب والتحيز ليس لأي سبب آخر سوى معتقدهم." وأشار إلى أن الكراهية ضد المسلمين تتخذ عدة أشكال، "فهناك التمييز الهيكلي والمؤسسي، الذي يتجلى في الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي، وسياسات الهجرة التمييزية، والمراقبة غير المبررة والتنميط. إنها تتجلى في الوصم الكامل للمجتمعات المسلمة." وأكد الأمين العام أن ما يدعم ذلك هو التقديم الإعلامي المتحيز والخطاب والسياسات المعادية للمسلمين التي ينتهجها بعض القادة السياسيين، مشيرا إلى أنه بعيدا عن رهاب الإسلام، "يعاني المسلمون هجمات شخصية، وخطاب بغيض وقوالب نمطية. وقد لا تنعكس العديد من أعمال التعصب في الإحصاءات الرسمية، لكنها تحط من كرامة الناس وإنسانيتنا المشتركة." وأشار إلى أن "الروابط بين الكراهية ضد المسلمين وانعدام المساواة بين الجنسين لا تخطئها العين، نرى بعض من أسوأ الآثار في التمييز ضد المسلمات بسبب جنسهن وعرقهن ومعتقدهن." وتابع: "الكراهية المتزايدة التي يواجهها المسلمون ليست تطورا منعزلا، إنه جزء لا يرحم من عودة ظهور القومية العرقية، وأيديولوجيات التعصب الأبيض للنازيين الجدد، والعنف الذي يستهدف الفئات السكانية الضعيفة بما في ذلك المسلمين واليهود وبعض الأقليات المسيحية وغيرهم." وأكد أن "التعصب يضعفنا جميعا. ومن واجبنا جميعا الوقوف ضده، لا يجب أبدا أن نكون متفرجين على التعصب الأعمى. يجب أن نعزز دفاعاتنا، وهذا يعني الدفع بسياسات تحترم حقوق الإنسان احتراما كاملا وتحمي هوياتنا الدينية الثقافية، لاسيما للأقليات." وشدد جوتيريش على ضرورة الاعتراف بأن التنوع ليس تهديدا، لكنه ثراء للمجتمعات، وتكثيف للاستثمارات السياسية الثقافية والاقتصادية في التماسك الاجتماعي. لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: