اكتشف مواهب شباب الجنوب فى القرى والنجوع.. وتفاعل الأطفال مع الأراجوز وورش الحكى تختتم مساء بعد غد الأحد، فعاليات الدورة السابعة من مهرجان مسرح الجنوب، المقامة فى محافظة قنا فى الفترة من 7 وحتى 12 مارس الجارى، بمشاركة 15 دولة هى العراق وعمان وبولندا وفرنسا وأسبانيا وفلسطين والجزائر والسودان والمانيا وكندا والسويد واقليم كوردستان العراق وتونس. حققت الدورة الجديدة نجاحا كبير لأنها وصلت بالعروض إلى جمهور القرى والنجوع فى محافظة قنا، وهو المهرجان المسرحى الأول الذى يقدم فى هذه المحافظة بشكل دولى، ما جعل الجمهور يتهافت بشكل كبير لحضور العروض سواء فى قصر ثقافة قنا أو القرى مثل قرية الطويرات ونادى الفتيان وفرشوط ودشنا ومركز شباب المعنى وغيرها، بالإضافة إلى أن المشاركة الدولية كانت لافتة للانتباه بالملابس الرسمية لكل دولة مامثل تلاقيا حقيقيا للثقافات التراثية. ورش تدريبية بمشاركة دولية لتعليم فن الآداء والماكياج وكان ضمن المشاهد اللافتة للانتباه فى المهرجان هذا العام هو التفاعل الكبير من الجمهور مع العروض حتى أن بعضا من العروض سمح بمشاركة الجمهور، وهى ظاهرة تؤكد أن جمهور القرى والنجوع مظلومون بشكل كبير من الفن بأنواعه المختلفة، كذلك حضر المهرجان عدد كبير من الوفود الاجنبية واهتموا بحضور الفعاليات فى القرى للتعرف بشكل اكبر على فئات مختلفة من الشعب المصرى. بدأ المهرجان عروضه الصباحية فى مستشفى الأورام فى قنا، وتمثلت العروض بالانسانية الشديدة، حيث تفاعل عدد كبير من اطفال مستشفى الأورام بمحافظة قنا، وعدد كبير من الجمهور، مع عروض العرائس والاراجوز واتوبيس الحكى والمكتبة المتنقلة التى قدمتها فرق المهرجان عبر عرض «حكاية لكل قرية»، وذلك عن طريق تقديم جلسات للحكى قام بها مسئول المكتبة الفنان: أحمد شعبان إلى جانب أنشطة القراءة النشطة وعدد من الألعاب الدرامية والذهنية للارتقاء بالحس المعنوى والذوق العام والإسهام فى تحفيز السلوكيات الإيجابية وتطوير القدرات الإبداعية وخاصة المهارات التى تعزز مفهوم حرية التعبير عن النفس. وفى نهاية ورشة الحكى تم توزيع دوريات مجلة سمير التابعة لدار الهلال على الأطفال كهدايا، وقامت نقابة اطباء قنا بالاشتراك مع المهرجان لتوزيع فوانيس رمضان للاطفال المرضى. الحدينى: المهرجان يثبت حجم المواهب الكبيرة فى مصر غير المستغلة كذلك تفاعل الجمهور مع عرض «العرائس والماريونيت» مغامرات إيمى وتربو» الذى قدمته فرقة بلاك تيم، وشارك فيه الفنانون حازم محمد، سما اسامة واخراج ايمان فتوح، ويهدف العرض إلى توجيه الاطفال والأسر لبعض السلوكيات الخاطئة التى أصبحت منتشرة وتهدم المبادئ والقيم الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية من خلال بثها فى الأفلام والمسلسلات والأغانى الهابطة لنرتقى بالذوق العام واحياء التراث باستخدام العرائس. ونفس العروض قدمت على المقهى فى قرية دشنا، وخلال ايام المهرجان كان هناك عروض مقدمة فى بعض المدارس منها مدرسة دريمز والمدرسة الفندقية بدشنا وقرية الطويران وقدمت فيها فعاليات منوعة لعروض «مغامرات الشيخ بنتالونى» وهو عرض جزائرى لفرقة جمعية الكاملة للمسرح بواسماعيل، وهو يمزج بين شخصية الشيخ بنتالونى الشخصية الهزلية وعرض العرائس الخيط من خلال حوارات تحكى اهمية المحافظة على بلدنا والمواطنة بشكل عام، بطولة: وليد الطويل، سفيان رابح منديل، توفيق بوخزانى، شيماء مداح، إخراج قاصدى مهدى، وهو ما شهد تفاعلا كبيرا ولافتا للانتباه يؤكد حاجه الجمهور لمثل هذه الوسائل الترفيهية. البولندى كريستوف ريجاتزويتس: الشباب المصرى موهوب بالفطرة أيضا عروض مسرح الشارع، شارك فيها عروض دولية لأول مرة، وافتتحها العرض السودانى «فئران السلطان» فى النادى الاجتماعى بقنا، للورشة المستمرة لتطوير فنون العرض، وتدور المسرحية فى الزمن البعيد عن امرأة قتلت الفئران التى اكلت الطعام فى منزلها فذهبت للسلطان العادل تشكو فطلب تحميل الغذاء لبيتها، والعرض يقدم بصورة جميلة مفهوم العدل والرحمة وقدمه كعرض مونودراما الممثل السيد عبدالله صوصل، إخراج زهير عبدالكريم صابر. أيضا كان من العروض التى تفاعل معها الجمهور. العروض الرسمية.. منافسة مصرية دولية أما العروض الرسمية والتى تتنافس على جوائز المهرجان منها جائزة أحسن عرض متكامل، واحسن ممثل، ممثلة، مخرج، نص، سينوغرافيا، أشعار، وأحسن موسيقى مصاحبة وألحان. يتنافس فيها 11 عرضًا، والمميز فى هذه العروض انها جميعا متنوعة فى تناولها، وموحدة فى موضوعها، حيث تدور كلها حول قضايا التراث. افتتح العروض الرسمية، عرض «عوين» لفرقة أناكوندا المسرحية بقنا، بحضور المحافظ، وعدد كبير من قيادات المحافظة، وتدور أحداث النص حول صراع بين عائلتين ولكن الصراع نفسى يتحكم فيه العند والطمع فكل منهما يطمع فى الزعامة. وفى خضم هذا الصراع يولد قصة حب تحاول أن تحارب هذا الصراع إلى أن ينتصر الحب فى النهاية، كان العرض لافتا فى تقديم قضية تخص المجتمع الصعيدى بشكل كبير وهو انتقال « العمودية « بين الشخصيات فى العائلة الواحدة، ورغم اختلاف الاجيال، تظل الازمة موجوده.. جسدها بتلقائية شديدة الفنانون فاطمو حسن أحمد، عبدالرحيم عطا أحمد، عبدالرحمن عطا أحمد، مدحت محمد حسين، خالد على حسن، ابراهيم صابر ابراهيم واخراج محمد موسى، وقدم العرض أكثر من مرة فى قصر ثقافة قنا والمدرسة الفندقية بقنا وغيرها. ايضا من العروض المصرية، قدم عرض «شفيقة ومتولى» الذى تزامن طرحه فى العيد العالمى للمرأة 8 مارس ليحكى قصة شفيقو ولكن برؤية مختلفة، حيث يتناول القصة الشعبية، الجنوبية والتى تخص صعيد مصر وخاصة محافظة سوهاج، من خلال طرح جديد بصوت متعدد للمرأة فى مراحل عمرية مختلفة ومتتالية فى عمر المرأة، حيث الطفلة والفتاة، والمرأة، لتوضيح الصراع النفسى، الذى عاشت فيه «شفيقة»، وبين مجتمعها، وحصارها بين أبيها الذى أعلن وفاتها للجميع، بعد أن فرت وذهبت مع الغازية «هنادي»، وعاشت«شفيقة» حياة مغايرة لعادتها وتقاليدها، وقرار متولى أخيها، بعد عودته، من الغياب، والذى اختار لها الوفاة ليعلن نهايتها وعذابها فينهى «متولى »، حياة «شفيقة» هذه المرأة المعذبة بيديه ليريح نفسه، ويأخذ بثأره لشرفه، ويريح ضميرها، قدمته فرقة الكرنك المسرحية الحرة، برئاسة مصطفى عماد، من تمثيل وبطولة: أمانى محمد أحمد فى دور «هنادي»، دينا محمد سيد فى دور «شفيقة حامل النعش»، مساعد مخرج: محمود أحمد طايع، إعداد موسيقى: محمود عظيمة، والعرض من ديكور: د. علياء ماهر، تأليف دكتور شوقى عبد الحكيم، وإخراج، مدير فرقة الكرنك عماد الدين عبد العاطى. أيضا عرض قصاصات الورق لفرقة فرقة خربشة التابعة لجمعية رواد قصر ثقافة قنا، تم تقديمه أكثر من مرة، بدأ فى قرية « المعنى» وتفاعل معه الجمهور، تدور أحداث العرض حول كمية القيود والضغوط التى تمارس على البنت فى صعيد مصر من قبل العادات والتقاليد الموجود فى الصعيد من ورث وزواج وثأر وغيره فى شكل درامى تصاعدى للأحداث، حتى أن الفتيات فى القرية خلال العرض ظلوا يصفقون منذ الجزء الثانى من العرض تأكيدا على صوتهم بالظلم الذين مازالوا يتعرضون إليه، وهو من بطولة : ادهم محمد، محمود احمد، ايمان متولى، شريف عبد العظيم، احمد محمد، احمد كمال، حسين خالد، محمود حمدى،اخراج مصطفى ابراهيم. أيضا شاركت اسبانيا بعرض مثير للجدل، حيث قدمت فرقة أبريجو للانتاج عرض «عرس الدم»، وهو مونودراما تراثية لواحدة من أشهر الروايات المقدمة عن العادات والتقاليد الأندلسية، وقدمته فى شكل مونودرامى بطلة واحدة وهى الممثلة الاسبانية ماريا جوزية، ورغم الاداء المتميز للبطلة الا أن اللغة كانت عائقا كبيرا فى تقديمها العرض باعتباره دراما شعرية من الفولكلور الأندلسى، بطريقة تراجيدية، ويستند فى جوهره على العادات والتقاليد التى كانت سائدة فى إسبانيا القديمة، وهى تجربة جديدة على مسرح الجنوب، من اخراج فرانشيسكو دومينيتش جونزالو. وضمن العروض التى نالت ردود فعل كبيرة، هو العرض العمانى «حكايات المحطات» حيث اقتحم جمهور مسرح الجنوب خشبة مسرح قصر ثقافة قنا ليسلموا على ابطال وصناع العرض بعد النجاح اللافت خاصة فى أداء الممثلين، حيث تميز العرض بموضوع متماسك يتسم بالايقاع المشدود على مدار العرض كاملا وطاقات تمثيلية جبارة تم استغلالها استغلالا جيدا من مخرج العرض، وقد تناول العرض رؤية فلسفية عميقة عن رحلة الإنسان فى الحياة وانتظاره نهاية الرحلة فى المحطات التى قد لا تنتهى كما نرغب ابدا، وقدم العرض فرقة الأمجاد المسرحية، بطولة : مشاعل السعيدية، عبدالله الشبلى، وسينوغرافيا يوسف البريكى، محمد الصالحى، اخراج احمد الشبلى وسيف المعمرى (رئيس الوفد). أما العرض العراقى فقدمته فرقة نقابة الفنانين فى الديوانية، تحت عنوان تراك، يحكى عن قضية الغربة والاغتراب التى يعانى منها الإنسان المهاجر فهو يعيش ازدواجية الثقافة التى يمارسها ؛ ثقافة الهوية التى عاش عليها وتبناها وثقافة الغرب المتمثلة بمنحه الجنسية، ويتجسد ذلك عبر غربة المرأة التى عاشت مر الغربتين للبحث عن حريتها وعن وجودها الإنسانى بين ثقافتين، العرض بطولة: فاطمة مدلول حمزة , حيدر حليم، محمد سلمان، سيف الدين علاء الدين، نوفل خالد، زياد موسى، إخراج - حليم هاتف. وكان لافتا للانتباه عدد الوفد العراقى والكوردستانى الذين حضروا إلى المهرجان هذا العام بمرافقة عدد من النقاد العراقيين المشهورية منهم الناقد مهند العميد، والذين تفاعلوا مع العرض بشكل كبير، وفى نفس الليلة قدمت الفرقة الكوردستانية عرض الشارع «الموت فى الفصول الأربعة» وهو عرض مشترك مع كندا والسويد، ويدور العرض عن 4 سيدات فى مجتمع ذكورى تتعرض كل منهم للقهر والعنف الذى تعيشة وتحكى كل منهن قصتها وهدف كل منهن هو الوقوف بكل شدة وقوة ضد العنف والاضهاد لكل البشر، من بطولة: فريدة على، تلار اكرم حسين، احمد فؤاد ولى، به يام كاكل احمد، ابراهيم سعدالدين ابراهيم، داره وان زرار امين، بيان احمد سعيد، اخراج - خرمان جمال هيرانى، ولفت الانتباه بالزى الكوردى المعروف والذى يقدم لأول مره فى مسرح مصرى بالقرى. ورش تدريبية لثقافات دولية على مدارس سنوات المهرجان كانت تهتم ادارة المهرجان بتقديم ورش تدريبية مهمة فى فنون المسرح المختلفة، ولكن هذا العام جاءت مختلفة بعض الشيء، حيث تستضيف فيها 50 شابا من محافظات الجنوب المختلفة بجانب شباب محافظة قنا لحضور الورش والحصول على شهادة فى نهاية الورشة باتمامها. والدورات هى التأليف باستخدام التراث للكاتب بكرى عبد الحميد، ورشة التمثيل للمخرج أحمد السيد، الديكور للدكتورة عايدة علام، ورشة الفنون الآدائية للمخرج البولندى كريستوف ريجاتزويتس، ورشة المكياج للفنانة الجزائرية حكيمة جلايلى، ورشة صناعة العرائس للمخرج أحمد أبو طالب، ورشة آداء وتحريك العرائس الماريونت للمخرجة إيمان فتوح وورشة فنون الآداء فى الغناء المسرحى الموسيقار محمد مصطفى. المخرج البولندى كريستوف ريجاتزويتس، قال إن هذه التجربة هى الأولى له فى مصر، أن يقدم ورشة فى فنون الآداء، والتى سبق وقدمها فى العديد من دول العالم، لكن لأول مرة يتعامل مع الجمهور المصرى وخاصة ابناء الصعيد. وقال كريستوف، إن كواليس الورشة مختلفة تماما، الشباب الحاضرون لديهم رغبة شديدة فى التعلم، والتعرف على الثقافات المختلفة، وعلى الفنون الغربية فى فن الاداء، مضيفا: انا أتلقى العديد من التساؤلات حول انواع المسرح فى بولندا والدول الغربية، ودائما هناك مقارنات فى الاداء والاسلوب، مشيرا إلى أن الشباب الحاضرين معه موهوبون بالفطرة، فهم لم يتعلموا فى اكاديميات فنية لكن لديهم الموهبة الحقيقية فى الاداء، مؤكدا على سعادته بزيارة معبد دندرة وزيارة تاريخ مصر القديم عبر المعابد الأثرية المختلفة ضمن الرحلة السياحية التى قدمتها ادارة المهرجان للتعرف بشكل اكبر على مصر وحضارتها. لجنة التحكيم برئاسة الحدينى أعضاء لجنة تحكيم المهرجان هو الفنان القدير محمود الحدينى والمخرجة عبير على والكاتبة صفاء البيلى.. أكد الفنان محمود الحدينى سعادته بترأسه لجنة تحكيم المهرجان هذا العام، وقال فى تصريحات خاصة للوفد، أن الهدف من اقامة مهرجان مسرح الجنوب تجسد امامه من خلال العروض المقدمة فى كل انحاء المحافظة، وأضاف أن العروض كلها مميزة، وهو ما جعل وظيفة اللجنة صعبة، وذلك يثبت حجم المواهب الكبيرة فى مصر فنيًا، حيث يشارك العديد من الفرق الجديدة التى تكتشف مواهب أبناء الأقاليم وهو الهدف الأساسى من إقامة المهرجان. واشاد بالعروض الاجنبية، خاصة وانها تقدم تراث وعادات وتقاليد الدول المختلفة، مشيرا إلى أن المهرجان يسمح بالتعرف على ثقافات دول مثل المغرب وبولندا وتونس والجزائر والعراق، وهذه كلها مؤشرات مهمة لتبادل الثقافات بين الدول، ما يسمح ايضا بمشاركة الفرق الجنوبية فى المهرجانات العالمية وتقديم التراث المصرى فى المهرجانات العالمية لشباب موهوبين مبتدئين، وهذه هى الطريقة للوصول للعالمية فى الفن.