شهد الأسبوع الماضى وفاة شاب من عين شمس قبل زفافه بشهرين، والسبب تناوله حقنة البرد رغم تحذيرات وزارة الصحة المتكررة من مخاطرها. فهى كوكتيل للموت فى شكل حقنة، إذ تعرف بحقنة «هتلر» أو «الوصفة السحرية». هذه الحصة تحصد عددًا من الشباب والأطفال، بسبب مكوناتها التى قد تسبب مشكلات حال صرفها دون روشتة، ومن دون اختبار للحساسية.. ووسط تحذيرات متكررة من الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية. كوكتيل الموت أو «حقنة البرد» تكمن خطورتها بحسب الأطباء والخبراء، فى أنها تضر المريض على المديين القصير والبعيد، ومن أخطر هذه الوصفات ما يطلق عليه ب«مجموعة الأنفلونزا» قديمًا، والتى تطورت فيما بعد وأصبح هناك مزيج من ثلاث حقن أطلق عليها «خلطة الأنفلونزا». وتعتبر مجموعة الأنفلونزا أو شكلها الجديد «مزيج الحقن» جريمة فى حق العلم والمريض والمنظومة الصحية لأسباب عدة، هى الخليط يتكون من 3 حقن واحدة مضاد حيوى مضافًا إليه حقنة كورتيزون وحقنة مسكنة. وهى مضاد حيوي «سيفوتاكسيم»، وكورتيزون «ديكساميثازون». ولأن المضاد الحيوى لا يصلح فى حالات الأنفلونزا والبرد، لأنها أمراض فيروسية، وليست بكتيرية، والفيروسات لا تتأثر بالمضادات الحيوية، ولا تحتاج إلا لجهاز مناعى قوى لمقاومته. وهو ما يعنى الكارثة الأكبر أن المريض يأخذ حقنة مضاد حيوى واحدة بمعنى أنه لا يكمل «كورس» المضاد الحيوى، وهذا يخلق سلالات من البكتريا شديدة المقاومة خصوصًا فى ظل صراخ المؤسسات الصحية العالمية من ظهور سلالات بكتيرية تقاوم كل المضادات الحيوية على مستوى العالم، وكان أهم أسباب ظهورها استخدام المضادات الحيوية دون الحاجة إليها، وثانيًا استخدام المضاد الحيوى دون استكمال «كورس» العلاج، وكلا السببين متوفر فى جريمة مجموعة الأنفلونزا أو شكلها الجديد حقنة الأنفلونزا..أو حقنة البرد. والكارثة الأكبر بحسب الدكتور خالد مصيلحى إبراهيم، أستاذ بقسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة فهى حقنة الكورتيزون، وهى مضادة للالتهابات والحساسية، فتقلل أعراض الرشح، وهذا الجانب الظاهر، ولكن حقيقة الأمر أن تكرار أخذ حقن الكورتيزون يضعف المناعة، بالرغم من أن الجهاز المناعى هو السبيل الوحيد لمقاومة الفيروسات. كما أن حقنة الكورتيزون تسبب ارتفاع ضغط الدم، ولها آثار جانبية كثيرة، خصوصًا لو تكرر تناولها أكثر من مرة. كما أن الرشح الذى يقى عليه حقنة الكورتيزون تعتبر وسيلة دفاع طبيعية من الجسم للتخلص من الفيروس، فحقنة الكورتيزون تنقل الفيروس لمرحلة متقدمة تدريجيًا، بالرغم من قدرتها على تخفيف الأعراض، ولكنها فى واقع الأمر تضعف الجهاز المناعى، ولو ضعف الجهاز المناعى ولم يستطيع مقاومة الفيروس، قد تتحول نزلة البرد البسيطة إلى التهاب رئوى بسبب مضاعفات العدوى الفيروسية، ودخول بكتيريا ثانوية، بسبب ضعف المناعة. أما الحقنة المسكنة، وهى المكون الثالث فى هذا الخليط العجيب قد يسكن الآلام فى حالات البرد والانفلونزا، ولكن هناك مسكنات أخف وأقل فى آثارها الجانبية على المعدة والكلى، خاصة أن معظم هذه الحقن تكرارها وبجرعات كبيرة قد يسبب قرح بالمعدة ومشكلات بالكلى والكبد. تحذيرات متنوعة أطلقها الجهات المعنية حول مخاطر وأضرار حقنة البرد. فهيئة الدواء المصرية التى تتبع رئاسة مجلس الوزراء، أطلقت تحذيرا رسميا بشأن هذه الحقنة، مشددة على أنها لا تعالج نزلات البرد. وعن بديل هذه الحقن؛ قالت الهيئة إنه لا يوجد علاج مُحدد لنزلات البرد، وإنّما يتم استخدام بعض الأدوية التى تساعد على تخفيف هذه الأعراض، وتحت إشراف الطبيب. وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أنه مع دخول فصلى الخريف والشتاء يزداد نشاط الفيروسات التنفسية، وهذا أمر طبيعى يحدث كل عام، موضحًا أن الفيروس التنفسى المخولى من الفيروسات القديمة والمعروفة التى تصيب الناس: «فى الجو البارد يكون لدى المواطن ميل أكبر لتقليل التهوية بسبب انخفاض درجات الحرارة»، لافتًا إلى أن من بين 100 مصاب بالفيروس هناك 98 شخصًا يمر بالأعراض البسيطة، بينما حالة أو حالتين تنتقل الإصابة من الجهاز التنفسى العلوى إلى السفلى، مشيرًا إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة والأطفال المبتسرين ومرضى القلب هم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروسات التنفسية.. وتابع: «من يعانون من الارتفاع المستمر فى درجة حرارة الجسم لمدة 3 أيام دون الاستجابة لمخفضات الحرارة ننصحهم بالتوجه إلى المستشفيات»، مشددًا على أنه لا توجد أدوية مخصصة لعلاج الفيروسات التنفسية ونكتفى فقط بالأدوية المعالجة للأعراض مع الاهتمام بالتغذية السليمة لزيادة المناعة.