الدكتور عبدالله الحراصى: المعرض حالة معرفية وحضارية وثقافية تعكس المعرفة فى عُمان معرض مسقط يعيد الهيبة للكتب الورقية وجمعية المرأة العمانية تشارك فى الفعاليات يأتى معرض مسقط للكِتاب 2023، الذى انطلق مساء 22 فبراير الحالى، أحَدَ أهمِّ المعارض الإقليميَّة والعالميَّة، التى اكتسبت صيتًا ذائعًا وسط المعارض الكبرى، حيث يجتذب مجموعةً كبيرة تضمُّ صانعى الفِكر والمُبدعين والأُدباء والمثقَّفين، ويُقدِّم للقارئ المحتوى الفِكرى والثقافى والمعرفى المميَّز. حيث تشهد الدورة ال27 فى تاريخه، مشاركة (32) دولة، فيما بلغ عددُ دُورِ النَّشر المشاركة (826) دارَ نشْرٍ من مختلف الدوَل و(42) مشاركةً رسميَّة من الجهات المختلفة و(31) دارَ نشْرٍ أجنبيَّة، بينما يبلغ عددُ الفعاليات الثقافيَّة هذا العام (165) فعالية متوزِّعة فى قاعات المعرض المتخصِّصة لها، ويبلغ إجمالى عددِ العناوين والإصدارات المشاركة هذا العام منها (533) ألفًا و(63) إصدارًا، ما يعكس حجم الزَّخم الذى يحمله المعرض فى دَورته الحاليَّة. وبجانب تلك الفعاليات والإصدارات الثقافيَّة المُهمَّة، حرص القائمون على المعرض هذا العام على مزج المعرفة التقليديَّة بأحدث التقنيَّات الحديثة، وذلك عَبْرَ تفعيل تقنيَّة الذكاء الصناعى لقياس عددِ الزوَّار، ومعرفة أوقات الذّروة وتحديد الأعمار وغيرها من البيانات الضروريَّة. بالإضافة إلى مشاركة الجهات ذات العلاقة بصناعة ونشْرِ الكِتاب من حضور مؤلِّفين للتوقيع على إصداراتهم وإبرام عقود الإنتاج والنَّشر، ومشاركة المؤسَّسات المعنيَّة بصناعة الكِتاب وما يتصل به من إعداد وتجهيز وتغليف وإخراج فنى لدُورِ النَّشر من مختلف دوَل العالم، لِيُواكبَ أرقى مسارات التقدُّم فى مجالات معارض الكُتب وأساليب النَّشر والمنتديات والمحاضرات والبرامج الثقافيَّة المصاحبة، ويجعله نقطة انطلاق لتطوير قِطاع النَّشر وتعزيزه على المستويَيْنِ المحلِّى والإقليمى. المعرض يُعزِّز الاقتصاد الثقافى التنموى إنَّ ما يشهده معرض مسقط للكِتاب من تطوُّر مطَّرد يُعزِّز الاقتصاد الثقافى التنموى، الذى تسعى البلاد متمثِّلةً فى رؤية عُمان 2040 إلى تطويره من خلال تنشيط السياحة الثقافيَّة المتنوِّعة، بما يحويه من أنشطة متعدِّدة على مختلف الصُّعد. فالتظاهرات الثقافيَّة الكبرى، التى بات لها موضع على خريطة الثقافة العالميَّة، أصبحت جزءًا من التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وتُسهم بشكلٍ مباشر فى الحراك الاقتصادى، والناتج المحلِّى والوطنى فى نطاق الصناعات الإبداعيَّة. فالمعرض فرصة لتطوير العلاقات بَيْنَ الناشرين وتوطيدها على مختلف الصُّعد المحليَّة والعربيَّة والدوليَّة، مع اهتمامٍ واسع بكُلِّ ما يتعلَّق بالطفل من فعاليات متخصِّصة، بالإضافة إلى ما تُشكِّله من تبادل ثقافى تاريخى بَيْنَ المثقَّفين والأدُباء والكُتَّاب على مختلف الأصعدة الثقافيَّة والعلميَّة والأدبيَّة. الدكتور الحراصى: المعرض تطور فكرى ونمو معرفى وتقدم علمى وإبداع أدبى وقال الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصى وزير الإعلام بعد افتتاح المعرض: «حين نتحدث عن معرض الكتاب فنحن نتحدث عن المعرفة وعن تجدد المعرفة، وعن الإبداع الأدبى والفكرى والابتكار فى ميادين الفكر والكتابة، ففى كل لحظة فى مختلف بقاع العالم يبتكرون الجديد ويمعنون النظر والفكر فى القضايا المختلفة، بما يعكس عصارة فكرتهم وتقييمهم للجمهور، ويقدمون نتاجهم الفكرى، وفى ما يخص الكتب العلمية فنحن نتحدث عن جديد تجارب الإنسان فى مختلف أشكال الحياة، إضافة إلى مختلف ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها» وأكد الدكتور الحراصى أن هذه هى الرؤية العامة للفكر والإبداع التى تقف خلف معارض الكتب، فمعارض الكتب ليست هى الكتب المصفوفة فقط، وليست ما نراه من حفلات التوقيع وما يرتبط بما نراه بين دفتى كتاب، وإنما هو فيما يعكسه هذا الكتاب من تطور فكرى ونمو معرفى، وتقدم علمى وإبداع أدبى بمختلف أشكال الأدب؛ فمعارض الكتب ومن ضمنها معرض مسقط الدولى للكتاب تعكس هذا التقدم للتجربة البشرية فى الميادين الفكرية والفنية وفى الإبداع الأدبى. حالة معرفية وحضارية وثقافية وقال الحراصى: «أنظر لمعارض الكتب كحالة معرفية وحضارية وثقافية والمعارض دعم كبير للكتاب، وهذا المعرض يدل على دعم الدولة للتقدم الفكرى والعلمى والمعرفى، ودعم الإبداع الأدبى، والفعاليات الثقافية وما تحويه من برنامج ثرى ينافس ما يُقدَّم فى معارض الدول الأخرى، كل هذا يدل على تقدم المعرفة فى عُمان، وتقدم الإبداع ومستوى الوعى للقارئ العمانى». ضيف شرف المعرض.. جنوب الباطنة تثرى الفعاليات وفى عادة سنوية يتم الاحتفاء بإحدى المحافظات، وحلّت هذا العام محافظة جنوب الباطنة ضيفا ثقافيا يقدم مجموعة مختلفة من الفعاليات الثقافية والفنية، وتستعرض تجربة عدد من كتّابها، مع تقديم مؤلفاتهم للجمهور، حيث تجوّل حمود بن فيصل البوسعيدى وزير الداخلية الذى رعى حفل الافتتاح، فى أروقة المعرض وأركانه المختلفة، متعرّفًا على أبرز الأجنحة المشاركة فى المعرض من جهات حكومية أو أهلية محلية، أو خاصة، أو دور نشر محلية وعربية، مستمعا لشرح عن الأجنحة والأركان لأبرز المبيعات وأحدثها التى لا شك أن الكتاب هو فى مقدمتها، ومتعرّفًا على بعض الفعاليات التى ستقام فيها. كما حضر وزير الداخلية ركن ضيف الشرف، ليتعرّف على نبذة مختصرة لما تحويه المحافظة من مقومات ثقافية وفنية وتاريخية بارزة، وما تمتاز به المحافظة من اختلاف وتباين فى البيئة الجغرافية، بين بحر وسهل وجبل، وهو ما أعطاها ثراء وقيمة فى ما يقدمه الباحثون والدارسون والكتّاب فى المحافظة، إضافة إلى احتواء المحافظة على عدد من المعالم التاريخية والأثرية، ومقومات سياحية طبيعية، جعلت منها مقصدًا للسياح فى سلطنة عمان. واشتمل ركن المحافظة على عدد من المقتنيات الأثرية، والمخطوطات، والكتب التاريخية، إضافة إلى معرض مصغر للصور لمصورى المحافظة، وركن خاص بالكتب والمؤلفات. وقال سعيد الطارشى رئيس الفريق الثقافى لضيف شرف معرض مسقط الدولى للكتاب: «فى الحقيقة سعدنا باختيار المحافظة كضيف شرف، ونشعر بالامتنان لإدارة المعرض لإتاحة الفرصة لأبناء المحافظة ومؤسساتها لتقديم برامج ثقافية، فقمنا بإعداد البرنامج انطلاقا من مجموعة من المبادئ والأفكار الثقافية، أهمها: أن الثقافة مفهوم واسع يشمل كل المفردات التى أنتجها المجتمع من أفكار وآداب ومعتقدات وابتكارات وإنتاج مادى. جنوب الباطنة تقدم 26 فعالية ثقافية وتقدم محافظة جنوب الباطنة 26 فعالية ثقافية خلال فترة المعرض أبرزها: محاضرة التجربة الدولية فى بناء المعرفة وازدهار الأوطان، وجلسة حوارية عن المميزات الاستثمارية فى محافظة جنوب الباطنة، و»قراءات فى كتاب «تاريخ نيابة الحوقين» تأليف فضيلة بدر بن سيف الراجحى، وجلسة حوارية بعنوان «مكان وقصة»، و«قراءات فى كتاب التنمية المستدامة فى البيئة المدرسية»، و«قراءات فى كتاب القضاء فى عمان» للدكتورة خلود بنت حمدان الخاطرية، وجلسة حوارية «الترجمة فى عمان». إضافة إلى جلسة حوارية «الرواية التاريخية فى عمان (بين التخييل والتوثيق) قراءة فى روايات عمانى فى جيش موسيلينى ابراهام غوبى، فومبى»، وجلسة حوارية حول «الأماكن الأثرية ودورها الثقافى فى محافظة جنوب الباطنة»، وجلسة حوارية «جوانب من التحولات الفكرية فى سلطنة عمان والعالم العربى»، وجلسة حوارية حول «دور المؤسسات الثقافية المحلية فى محافظة جنوب الباطنة»، وجلسة حوارية «دور الإعلام فى المشهد الثقافى»، وجلسة حوارية «الأفلاج فى محافظة جنوب الباطنة (فلج الميسر وفلج العوابى أنموذجًا)»، وجلسة حوارية حول «حركة النسخ والتوثيق فى محافظة جنوب الباطنة (التوثيق الصخرى، توثيق الوثائق ونسخ المخطوطات)». علاوة على عدد من الحلقات المتخصصة فى مجالات متنوعة أبرزها حلقة التاريخ المروى، وأمسية شعرية للشعر الفصيح والشعر الشعبى يشارك فيها عدد من الأسماء الشعرية فى المحافظة، إضافة إلى مسرحية تقدمها فرقة الرستاق الأهلية، وحلقة فى المسرح. جمعية المرأة العمانية تطلق مبادرة لجمع وإعادة توزيع الكتب المستعملة بدورها، قالت مريم بنت محمد الزدجالية رئيسة جمعية المرأة العمانيةبمسقط إن الجمعية ستشارك هذا العام فى معرض مسقط الدولى للكتاب، هذه الاحتفالية ة الثقافية الكبيرة التى تستقطب دور النشر من مختلف دول العالم وتستهدف القراء من مختلف المستويات العمرية والاتجاهات الفكرية. واشارت الزدجالية ان مشاركة الجمعية فى هذه الدورة ستكون مرتكزة على البعد الثقافى والمعرفى للكتاب، حيث أطلقت الجمعية مبادرة لجمع وإعادة توزيع الكتب المستعملة بهدف توسيع دائرة انتشار وتبادل الكتاب بين أفراد المجتمع، وقالت أيضا إن هذه المبادرة فى نسختها الاولى تستهدف جمع ما لا يقل عن 2020 كتابا تيمنا بالعام الذى تولى فيه السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم فى البلاد. وأشارت الزدجالبة بأن جمعية المرأة استعدت لاطلاق هذه المبادرة بالاعلان عنها فى حساباتها على جميع المنصات الرقمية وان استقبال الكتب من جميع افراد المجتمع قد بدأ وسيستمر حتى 28/2/2023. وذكرت رئيسة جمعية المرأة العمانيةبمسقط أن الكتب الدينية والاجتماعية والثقافية والعلمية وباللغتين العربية والانجليزية هى من الكتب التى سيتم استقبالها من المتبرعين، مؤكدة ثقتها بتفاعل المجتمع مع هذه المبادرة المعرفية التى تعتبر نوعا من التكافل المعرفى الذى يجب ان نعمل كمؤسسات مدنية على ترسيخه إكراما لقيمة الكتاب والأفكار التى يحتوى عليها، بحيث يتم انتشار الكتاب بين أكثر من قارئ، وهو ما سيسهم فى تربية جيل محب للقراءة ومحب للعطاء والبذل من خلال التبرع بالكتاب بعد قراءته. معرض مسقط يعيد الهيبة للكتب الورقية يؤكد خبراء الإعلام والثقافة أنه رغم التطوُّر التقنى الذى تشهده المعمورة، إلَّا أنَّ معارض الكُتب لا تزال تؤدِّى دَورًا ثقافيًّا ومجتمعيًّا مُهمًّا، حيث تُعدُّ هذه التظاهرات الثقافيَّة الكبرى فرصةً حقيقيَّة لتلاقح الأفكار وتبادلها بَيْنَ صنَّاع الفِكر على الصعيدَيْنِ الإقليمى والعالمى. كما أنَّها تُعدُّ فرصةً كبيرةً للمتلقِّى فى الاستزادة من المعارف والعلوم العالميَّة فى بلده، والتعرف على مستجدَّات الثقافة، ما يحفظ للكُتب الورقيَّة قِيمتها وأهميَّتها ودَوْرَها البارز فى تطوُّر الإنسان وتعلُّمه، حيث تؤكِّد المعارض أنَّ الكِتابَ سيظلُّ هو الوسيلة الأولى للتعلُّم والتنوير واستقاء أُصول العِلْم وتعلُّم الثقافات عَبْرَ التاريخ البَشرى، كما يؤكِّد الإقبالُ على الكِتابِ الورقى أنَّ الحِبرَ لا يزال يحتفظ بقِيمته رغم التطوُّر التقنى. مشاركة دولية كبيرة تجدر الإشارة إلى أن عدد دور النشر المشاركة فى المعرض هذا العام قد بلغ 826 دار نشر من 32 دولة تشارك ب533 ألفًا و63 من العناوين والإصدارات، ويبلغ عدد الإصدارات العُمانية 22 ألفًا و950، فيما يبلغ عدد الإصدارات الحديثة 5 آلاف و900 والكتب الأجنبية 204 آلاف و411 والكتب العربية 260 ألفًا و614. ويحتضن المعرض عددًا من الفعاليات الثقافية المصاحبة التى تصل إلى 165 فعالية، ويبلغ عدد فعاليات ومناشط الطفل 166 فعالية بمشاركة 85 جهة رسمية وخاصة و51 كاتبا وفنانا من سلطنة عُمان و7 كتّاب وفنانين من الوطن العربى.