استشهاد وإصابة 20 بينهم سيدتان وتدمير عشرات المبانى وحريق بقاعدة أمريكية

دمشق تطالب بتحرك دول" عاجل لوق& العدوان عل" أراضيها
شن أمس الاحتلال الإسرائيلى غارات وحشية على سوريا فى اليوم الثالث عشر لكارثة الزلزال، وأسفر القصف الصاروخى الذى استهدف حى كفرسوسة السكنى فى دمشق عن استشهاد ما لا يقل عن 15 شخصاً بينهم سيدتان وإصابة العشرات بينهم مدنيون.
فى حصيلة هى الأعلى فى العاصمة السورية نتيجة قصف مماثل. وهرع السكان للشوارع مخافة أن يكون زلزالاً جديداً وسمع دوى الانفجارات فى محيط العاصمة السورية وهرعت سيارات الإسعاف والمطافئ وعلا صراخ الأطفال واستغاثات النساء وكبار السن فى مشهد أعاد للاذهان كارثة الهزة الأرضية المدمرة لتركيا وسوريا منذ أسبوعين.
أوضح شهود عيان ل«الوفد» أن الغارات الوحشية استهدفت بشكل رئيسى حى كفرسوسة فى جنوب غرب دمشق، والذى يعد من الأحياء الراقية فى العاصمة السورية وتوجد فيه مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية ومعهد ثقافي إيراني، واكدت المصادر اندلاع حريق فى قاعدة عسكرية أمريكية فى سوريا عقب سقوط أحد الصواريخ قرب مهبط طائرات الهليكوبتر بجانب خزان الوقود، ونتيجة لذلك اندلع الحريق، ولم تعرف حالات الوفيات والإصابات بين الجنود الأمريكيين.
روسيا: العدوان مخالف للقانون الدولى.. وإيران تندد بصمت الغرب
وقالت «دوت عدة انفجارات فى محيط قاعدتين للتحالف الدولى فى سوريا، خلال الساعات الماضية، إثر استهدافهما بصواريخ مجهولة المصدر، وسط استنفار أمنى بالمنطقة. واستهدفت الصواريخ مواقع حيوية فى القاعدتين إذ استهدفت بعضها مهبطاً لطائرات الهيلكوبتر فى حقل العمر، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، ما تسبب فى استنفار للقوات المتواجدة من التحالف الدولى ضد تنظيم داعش فى الأراضى السورية». ورجحت وسائل إعلام سورية أن الصواريخ أطلقت من قبل ميليشيات إيرانية متواجدة فى الأراضى السورية باتجاه القاعدتين، وذلك عقب إسقاط القوات الأمريكية لطائرة استطلاع إيرانية فى منطقة شمال شرق سوريا، خلال قيامها بالاستطلاع فى أجواء قاعدة حقل كونيكو العسكرية التابعة لقوات التحالف الدولى فى ريف دير الزور.
وأضافت المصادر أن منشأة عسكرية بالقرب من حقل العمر النفطى الرئيسى وضعت فى حالة تأهب، كما تم وضع القوات فى القاعدة الأمريكية المجاورة بالقرب من حقل الطابية للغاز فى حالة تأهب قصوى. ونادراً ما تشن إسرائيل ضربات مماثلة داخل دمشق، إذ تقتصر ضرباتها على مواقع عسكرية على أطراف العاصمة وفى ريفها ومناطق أخرى.
وقال مصدرعسكرى سورى فى بيان له «نفذ العدو الإسرائيلى عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السورى المحتل مستهدفاً بعض النقاط فى مدينة دمشق ومحيطها من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين»، مضيفاً «وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوى لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها».
وسُمع فى دمشق دوى انفجارات عنيفة، تلتها أصوات سيارات إسعاف هرعت إلى الموقع المستهدف. ونشرت وكالة الأنباء السورية شريط فيديو يُظهر حفرة كبيرة أمام المبنى المؤلف من عشرة طوابق، وقد تصدعت أجزاء من واجهته الأمامية، مما أدى فى حصيلة أولية إلى ارتقاء وإصابة أكثر من 20 مدنياً وتدمير
عدد من المنازل.
توالت أمس ردود الفعل الغاضبة والمتباينة عقب العدوان الإسرائيلى الوحشى على سوريا التى تعانى من حصار منذ سنوات وكارثة إنسانية بسبب الزلزال المدمر.
ونددت وزارة الخارجية الروسية بالهجمات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق وضواحيها، مؤكدة أنها تعتبر الغارات الإسرائيلية على دمشق «تخالف القانون الدولي»، واعتبرت الخارجية الروسية، الهجمات الإسرائيلية انتهاكاً صريحاً للقانون الدولى.
وشدد وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، على ضرورة إنهاء الوضع الراهن فى سوريا ومعالجة الملف الإنسانى، مؤكدًا أن إجماعاً بدأ يتشكل فى العالم العربى على أنه لا جدوى من عزل سوريا.
وقال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود فى منتدى ميونخ للأمن: «سترون أن إجماعاً يتزايد، ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجى بل فى العالم العربى، على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار».
وأدانت إيران، القصف الإسرائيلى مطالبة المجتمع الدولى برد فعل فورى وجاد ضد هذه الاعتداءات. وأعربت وزارة الخارجية الإيرانية فى بيان، عن إدانتها الشديدة للاعتداءات الإسرائيلية على أهداف فى دمشق وريفها. وأضاف البيان أن «صمت الدول الغربية بشأن الانتهاك المتكرر لسيادة وسلامة أراضى سوريا من قبل النظام الصهيونى المعتدى أمر مخزٍ». وطالبت طهران المجتمع والمؤسسات الدولية المسئولة، خاصة مجلس الأمن، برد فعل فورى وجاد وفعال تجاه العدوان على دولة عضو فى الأمم المتحدة.
وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية، الهجمات الإسرائيلية على دمشق، فى بيان لها «تدين وزارة الخارجية والمغتربين القصف الإسرائيلى الذى طال العاصمة دمشق فجر اليوم موقعاً الدمار والضحايا فى صفوف المدنيين فى اعتداء جديد وموصوف على سيادة سوريا وشعبها الذى ما زال يلملم آثار الزلزال المدمّر الذى أصابه».
واستنكرت حركات المقاومة الفلسطينية القصف الإسرائيلى الذى استهدف العاصمة السورية دمشق وقالت حركة حماس فى بيان لها «ندين بشدّة العدوان الصهيونى على سوريا واستهدافه الأحياء السكنية فى العاصمة دمشق، ما أدّى إلى سقوط عدد من الضحايا بين شهيد وجريح».