إن المحبة الحقيقية هى محبة عملية تظهر فى التأنى على من تحبه.. وكما يقول الكتاب المقدس «الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ،» (1 كو 13: 4).. وكما نقول فى الأمثال الشعبية (حبيبك يبلعلك الزلط..).. فإن كنت تحب محبة حقيقية فلا بد أن تكون طويل البال ولا تغضب على من تحبه إذا أخطأ بل تطيل أناتك عليه.. مثلما يفعل الله معنا.. فنحن نخطئ كل يوم والله فى محبته يطيل أناته علينا.. ولا يعاملنا بما نستحق.. غير أن طول اناة الله هدفها قيادتنا إلى التوبة وإلى الاصلاح.. فلا نستغل طولة باله ونفعل الخطية.. ولكن نستغل طول باله فى تقديم الاعتذار والتوبة.. فلولا طول اناة الله على يونان النبى ما كان ذهب إلى نينوى وأخذ بركة توبتهم. وأهل نينوى أيضاً لولا طول اناة الله ما أرسل لهم ليدعوهم للتوبة رغم شرورهم، وعندما تابوا قبلهم.. أنها المحبة التى تتصف بطول الأناة. وفى العهد الجديد.. لولا محبة الله وطول أناته على شاول الطرسوسى لما تحول وتغير من مضطهد للكنيسة إلى بولس العظيم الذى تعب أكثر من جميع الرسل. وهى المحبة التى تكلم عنها بولس الرسول فى الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس، موضحاً أنها أسمى من المواهب الروحية، حتى أعظم التضحيات بالذات، بدون محبة، تكون عديمة الفائدة. وهى المحبة التى علمنا أهم سماتها وأنها تتأنى وترفق. المحبة لا تحسد. المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تقبح، ولا تطلب ما لنفسها، ولا تحتد، ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شىء، وتصدق كل شىء، وترجو كل شىء، وتصبر على كل شىء. وأنها لا تسقط أبداً. وقد اقترنت المحبة فى رسائله أكثر من مرة بالإيمان والرجاء كما فى الرسالة إلى تسالونيكى الأولى وغلاطية وتيموثاوس الثانية. أخيراً يا أحبائى لنطيل أناتنا على بعض إن كنا حقاً نحب بعض.