الأمل من أكثر الأمور التي تجعل الإنسان يعيش في هذه الحياة القاسية، مع التشبث بالأمل وعدم اليأس والإيمان بالله وقدره وقدرته على حل الأمور ، والصبر عليها حتى يقضي الله أمر كان مفعولًا، وهناك العديد من القصص وعبارات عن الأمل في الله التي تحكي عن الأمل في الله وعدم اليأس وقدرته على إخراجنا من المصاعب التي نمر بها. اقرأ أيضًا: تربية النشء على الإيمان الصحيح يقولون دائمًا: مِن رحم المُعاناة يُولد الأمل، ربّما لأنّ ميلاد الأمل لا يتحقّق عن طريق فكرة ملموسة، وإنّما يتحقق عن طريق الموهبة، وكما قال محمود درويش: "ليس الأمل مادّة ولا فكرة، إنّه موهبة" [1]، فأنتَ وحدك القادر على خلقه من قلْب المُعاناة، وإنارة الطريق لنفسك بشمعة الأمل في عتمة اليأس، واستعادة الإيمان والأمل بالله في ذروة القنوط والإحباط. إنّ الأمل هو الرجاء، الاعتقاد والظنّ بحصول ما فيه خير وسعادة، ونصر على الأعداء، وجبر لكسر النّفس، على الرّغم من كلّ المظاهر التي تدعو لليأس وتُثقل كاهلنا بالأحمال، وقد خُلقت النّفس البشريّة بطبيعتها على الأمل، وجعله الله سبحانه وتعالى مُلازمًا لنا في كلّ مراحل حياتنا، فيشتعل الرأس شيبًا، ويبقى القلب بالأمل شابًا، وقد أكّد على هذا الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلم- ع في حديث عن أبي هريرة قال: "سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- يقول: لا يزال قلب الكبير شابًّا في اثنتين: في حبّ الدنيا وطول الأمل".[2] على هذا، ولمّا كانت الفطرة التي فطر الله النّاس عليها هي الأمل، فقد حُرّم علينا اليأس والقنوط ،بل وجعله كبيرة من الكبائر وتشبُّهًا بالكافرين، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم على لسان يعقوب عليه السلام :" يَا بني اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُون"[3]، بل ويُؤكد الله في كتابه العزيز أنّ القنوط من رحمته هي صفة الضالّين، فيقول سبحانه :" قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ".[4]