الأرقام لا تصنع نجماً.. وأرفض «الألحان المعلّبة» رفض الانسياق وراء المادة، والشهرة المؤقتة التى لا تصنع الاستمرارية التى يبحث عنها الفنان. الفنان اللبنانى ملحم زين، الذى لقبه الجمهور ب«قبطان الأغنية اللبنانية». التزم بالأصالة فى أعماله الغنائية، لكن هذا لم يمنعه من تجربة أنماط موسيقية جديدة لاختراق أجيال المستمعين كافة على امتداد المنطقة العربية، فعليه أن ينوع ويلون، دون التنازل عن المبادئ الفنية التى يضعها لنفسه. يتهم «زين» الأغنية العربية بالهبوط حالياً، وانجراف نجوم الأغنية وراء المادة على حساب الإبداع. أساير العصر بشروط.. والأغنية العربية على مفترق طرق وأشار إلى أن الأغنية العربية تمر بموضات متلاحقة لمسايرة العصر، تؤثر فى شكل ومستوى الأغنية المتعارف عليها بشكل عام. أكد زين فى حواره مع «الوفد» أنه لا يعتمد على الأرقام فى قياس نجاح أعماله الفنية، وأنه مُقصر فى حق الأغنية المصرية، التى سيضعها على رأس أولوياته خلال الفترة المقبلة. وغيرها من التفاصيل التى سيكشف عنها فى السطور الآتية: أين="" الأغنية="" المصرية="" فى="" رصيد="" ملحم="" - أعترف بأننى مُقصر فى حق الأغنية المصرية، رغم حبى للشعب المصرى وللقامات الفنية المصرية التى تربينا على أصواتها، أنا مدين لمصر وشعبها بالكثير، فهى بوابة النجوم العرب للشهرة والنجاح، وفى الفترة المقبلة انصب تركيزى بالكامل على الغناء باللهجة المصرية، وحالياً بصدد التحضير لإطلاق ثلاث أغنيات متنوعة اللهجات، وسيكون بينها أغنية مصرية. طرحت="" مؤخراً="" أغنية="" جديدة="" بعنوان="" «رفيقة="" قلبى»="" بطريقة="" الميتافيرس..="" ماذا="" عن="" ردود="" الفعل="" التى="" تلقتها..="" وعلاقتك="" - الأغنية حققت نجاحاً ومردوداً جيداً جداً، ووصلت لقلوب المستمعين، وغنيتها خلال حفلى الأخير بإمارة أبوظبى بالإمارات. علاقتى بالتكنولوجيا ليست قوية، ولا أمتلك الاحترافية فى التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى، إلا أن كليب الأغنية حينما طُرح حقق نجاحاً مع الجمهور بسبب فكرته المعتمدة على التكنولوجيا المستقبلية. لقّبك="" الجمهور="" ب«قبطان="" الأغنية="" اللبنانية»..="" كيف="" ترى="" وضع="" الأغنية="" الجبلية="" والفلكلورية="" - بداية، أحب أن أبدى سعادتى بلقب «قبطان الأغنية اللبنانية» لأنه يعنى لى الكثير، فهو مثل الحارس الأمين على الأغنية، وبالفعل أسعى من خلال مشاريعى الغنائية الحفاظ على اللون اللبنانى الذى تربينا عليه، وإن كان العصر يلزمنا بالتغيير والتجديد لكن هذا لا يعنى التخلى عن قناعاتى الفنية، ومستقبل الأغنية الفلكلورية والجبلية بخير طالما هناك شباب يعشقون تراب لبنان. متسائلاً باستهجان: كيف نخشى على مستقبل الأغنية اللبنانية وسلطان الغناء العربى جورج وسوف بخير!، هذا الرجل صاحب المشوار الفنى الكبير وبصمات واضحة فى تاريخ الغناء والفن العربى. دائماً="" ما="" تؤكد="" على="" الكلمة="" فى="" أغانيك..="" فهل="" هى="" الأساس="" الذى="" تعتمد="" عليه="" فى="" اختيار="" أعمالك="" - الكلمة ليست وحدها الصوت الأعلى فى الأغنية، العمل الفنى الناجح لا بد أن يكون مكتمل العناصر من حيث اللحن والتوزيع والكلمة وطريقة الأداء، فلا يمكن الاعتماد على عنصر من دون الآخر، ولكن تأكيدى فى الكلمة مؤخراً بسبب ظهور بعض الكلمات المتدنية فى العديد من الظواهر والموضات التى شهدتها عصر الأغنية العربية. تقصد="" ظاهرة="" أغانى="" - بداية لست ضد نوع موسيقى معين، ولست ضد أغانى المهرجانات، ولكن ضد بعض الكلمات المستخدمة، لأن الأغنية تعبر عن ثقافة الشعب لذا يجب توخى الحذر عن اختيار كلمات الأغنية، وأن يراعى الفنان أنها ستصل لكل الفئات والأعمار ويجب أن نحافظ على أولادنا من هذه الألفاظ والإيحاءات التى قد تؤثر على سلوكهم الاجتماعى وفى علاقتهم بالآخرين. كثير="" من="" المطربين="" يعجبهم="" اللحن="" أولاً،="" ثم="" يقومون="" بتفصيل="" الكلام="" عليه..="" هل="" تعمل="" بنفس="" هذا="" - أرفض الألحان الجافة المعلبة الجاهزة التى يجرى تفصيل الكلام عليها، لأنها لا تناسبنى، من المفترض أن يعيش المطرب كلام الأغنية أولاً، فإذا أعجبه يطلب تلحينها ثم يقوم بالتوزيع الموسيقى لها فهذا هو التطور الطبيعى لميلاد أى أغنية جديدة. نلاحظ="" التزامك="" بالأصالة="" فى="" أعمالك="" الغنائية..="" هل="" تخشى="" التطوير="" فى="" عصر="" أجبر="" بعض="" الفنانين="" على="" التجرؤ="" فى="" تجربة="" أنماط="" غنائية="" - التزامى بالأصالة لا يعنى رفضى للتجديد، لا بد للفنان أن يكون مواكباً للعصر الذى يعيش فيه، من خلال تقديم بعض الأغانى التى تحمل الإيقاع السريع ولكن بعيدا عن الإسفاف والابتذال. قدمت="" حفلة="" غنائية="" ناجحة="" بدار="" الأوبرا="" المصرية،="" ضمن="" اطار="" مهرجان="" الموسيقى="" العربية..="" ما="" سبب="" قلة="" مشاركتك="" أود فى البداية أن أنوه بالحفاوة التى حظيت بها من قبل الجمهور المصرى الذى أحترمه وأقدره كثيرا وأكن له مودة خاصة، كونه صاحب ذوق فنى رفيع، وهو ما لمسته خلال الحفل، فهى المشاركة الثالثة لى، وقلة مشاركتى لظروف خارجة عن ارادتى. هل="" تعتمد="" على="" الأرقام="" فى="" قياس="" نجاح="" أعمالك="" الأرقام والمشاهدات لا تصنع النجاح الحقيقى ولا النجومية الذى يبحث عنه الفنان، والتريند ليس مؤشر على النجاح، إذِ لا يمكن الحكم على نجاح الأغنية أو فشلها من خلال عدد المشاهدات، لأنها أرقام إفتراضية. تحرص="" على="" الغناء="" بأعمال="" وديع="" الصافى="" ومحمد="" عبدالوهاب="" فى="" حفلاتك="" - هؤلاء قامات فنية كبيرة، وشرف لى أن أغنى من أعمالهم، وأكون سبباً فى تذكرة الجمهور بقامات فنية أثرت فى تشكيل وجداننا وارتقت بسماعنا بأعمالهم الراسخة فى الذاكرة. حققت="" نجاحاً="" كبيراً="" فى="" أعمال="" التترات..="" هل="" تهتم="" بقراءة="" المعالجة="" الدرامية="" أو="" ملخص="" لأحداث="" المسلسل="" قبل="" الموافقة="" على="" غناء="" - أهتم بالأغنية بشكل أكبر، لأن بها مساحة لظهور الصوت بشكل أكبر، وتمنحنى مساحة أكبر لموضوعات مختلفة عن تلك التى أقدمها فى الأغانى المنفردة، وتتر المسلسل يجب أن يكون شارحًا لكل الأحداث التى تمر بالمسلسل، وأن يكون صوتى معبراً عن الحالة النفسية لأبطال العمل، لذلك أركز على صناعة أغنية جيدة ومتميزة فى تلك المساحة المختلفة عن الأغانى المعتادة، لهذا أطلب من المؤلف أو المنتج الاطلاع على ملخص عام للمسلسل حتى أتمكن من التعبير عن القضية التى يدور حولها العمل بشكل أفضل. سبق="" وصرحت="" أنك="" تفكر="" فى="" الاعتزال..="" - فى بعض الأحيان أشعر بالإحباط، لأن الوضع الفنى السائد لا يُلائمنى والعقليات المسيطرة على الساحة لا تتناغم مع قناعاتى ومبادئى الفنية، لذا تراودنى فكرة الاعتزال من حين لآخر للهروب من حالة الضغط التى تنتابنى خلال التحضيرات لأعمال جديدة وفى حفلاتى.