المعمورة كانت في الماضي أرقي مصايف مصر وملاذا للاسترخاء ومصيفا شهيرا يقطنه جميع الوزراء والمسئولين ورؤساء الجمهورية السابقين، ولكن سوء إدارة الشركة منذ عشرات السنين جعلت قاطنيها يهربون الي الساحل الشمالي وغيرها من المصايف بسبب سوء الخدمات والعشوائيات وعدم النظافة وانتشار الحشرات والفئران بالإضافة الي التمييز في التعامل بين القاطنين لصالح الكبار الذين يحصلون علي جميع الامتيازات بالمخالفة للقانون ولا عزاء لباقي السكان، ولم تقف مهازل الشركة عند حد النصب علي المواطنين بتحصيل رسوم دخول المعمورة الشاطئ بعشرين جنيها للفرد ولم تقف عند رفض تسليم البوابات والشواطئ للمحافظة ودفع المستحقات بل امتدت الي الاستيلاء علي 173 فدانا أخري لتصبح مساحتها 780 فدانا في حين أن عقد البيع المبرم في 1954/11/19 والموثق برقم 1149 لسنة 56 يثبت أن مساحة الأرض 607 أفدنة وهو ما يبين استيلاء الشركة علي 173 فدانا من الإصلاح الزراعي بدون وجه حق وهو ما يؤكده أحد التقارير الرقابية بقيام الشركة بهدم بعض الأبنية دون الحصول علي رخص هدم طبقا للقانون وإقامة عمارات سكنية بالمخالفة لما جاء بمشروع التقسيم المقدم منها. كشف التقرير بطلان شركة المعمورة منذ عام 89 معللا بأن القرار الجمهوري رقم 2909 لسنة 64 حدد مدة الشركة ب25 عاما من تاريخ صدور القرار علي أن تعتمد الإطالة بقرار جمهوري وبالرغم من ذلك صدر قرار وزير الإسكان والمرافق رقم 348 سنة 86 ليقرر تعديل النظام الأساسي لشركة المعمورة للإسكان والتعمير. وينص في المادة الخامسة من الباب الأول »تأسيس الشركة« أن المدة المحددة للشركة خمسون عاما تبدأ من تاريخ قرار تأسيسها وهو قرار مخالف للقانون ومناقض للقرار الجمهوري أيضا، وعلي النقيض من هذا يكشف التقرير ما ورد بالوقائع المصرية بالعدد 213 الصادر في 1993/9/22 في شأن الباب الأول »تأسيس الشركة« المادة الخامسة أن المدة المحددة للشركة خمسون سنة تبدأ من تاريخ قيد الشركة بالسجل التجاري ويجوز بقرار من الجمعية العمومية للشركة »إطالة هذه المدة أو تقصيرها«، وكذلك ورد بالسجل التجاري للشركة رقم 5747 والصادر في 1974/11/2 أن مدة الشركة خمسون عاما تبدأ من 1973/9/25، ويؤكد التقرير أنها قرارات متضاربة ومتناقضة وأن القاعدة القانونية تؤكد أن القرار الجمهوري بقانون لا يجبه أي قانون أو قرار ولإلغائه أو تعديله لابد من صدور قرار جمهوري بقانون آخر ينظمه. ويضيف التقرير أنه لم يصدر أي قرار جمهوري خاص بمد الشركة منذ صدور القرار رقم 2909 لسنة 64 الذي يحدد مدة الشركة 25 عاما بدءا من صدور هذا القرار وهو ما جعل اللواء محمد عبدالسلام المحجوب محافظ الاسكندرية الأسبق يصدق علي قرار عدم أحقية الشركة في فرض أي رسوم دخول للمعمورة أوالشاطئ وأن صاحب الاختصاص الأصيل في ذلك هو المجلس التنفيذي والمجلس الشعبي المحلي لمحافظة الاسكندرية وكذلك استلام البوابات والشواطئ ولكن رئيس هيئة الاستثمار الأسبق أرجأ كل هذه القرارات التي صدق عليها المحجوب بعد مقابلة مع المحجوب بناء علي توصية من الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار السابق، وتوقف بعدها كل شيء رغم انتهاء اللواء إيهاب فاروق وكيل أول وزارة السياحة السابق من إعداد جميع اللجان المتخصصة لتنفيذ القرار واسترداد مستحقات الدولة ومنافعها ومواردها. يذكر أن المهندس محمد سعيد عمر عضو المجلس السابق ووكيل وزارة الزراعة الحالي سبق أن تقدم ببيان ورسالة عاجلة حول مخالفات الشركة بتاريخ 1993/4/24 ثم ذهبت توصياتها ادراج الرياح في عهد المرحوم المستشار الجوسقي عندما كان محافظا للاسكندرية وإذا ما تحدثنا عن مخالفات الشاليهات والمباني بمنطقة المعمورة نجد من خلال دفاتر الشركة الرسمية أن هناك حوالي 135 مخالفة مباني وإنشاءات وضم مساحات غير قانونية وتغيير البلاط وإغلاق الممرات بالألوميتال وتقفيل مناطق تحت السلالم وأسوار وتحويل المساحات الخضراء الي بلاط وعمل تندات من الصاج وضم الأجزاء الأمامية وغيرها من مئات المخالفات غيرالمسموح بها في العقود المبرمة بين الملاك، والشركة والشيء المضحك في هذه القصة أن المخالفات لم تشمل كبار القوم والمسئولين الأحياء منهم والأموات والموجودين منهم خلف القضبان بتهم الفساد ومعروف لجميع سكان المعمورة الشاطئ وكذلك الرأي العام المصري المشكلة الشهيرة بين سحر عباس المذيعة بالتليفزيون المصري والمرحوم المستشار اسماعيل الجوسقي حيث قامت المذيعة اللامعة بتحرير عدة شكاوي للدكتور جمال عوض بسبب قيام المرحوم قبل وفاته بتقفيل جانبي البلكونة الملاصقة لها مما حجب عنها رؤية البحر بالمخالفة للقانون وبالمخالفة للبند التاسع بالعقد المبرم بين الشركة والجوسقي وحقيقة الأمر أن سحر عباس قطعت أشواطا كبيرة لمحاولة الحصول علي حقها القانوني ولكنها في ظل الفساد الحكومي السابق لم تستطع بالرغم أنها حررت عدة محاضر أرقام 14658 لسنة 2008 و12553 لسنة 2008 بقسم شرطة المنتزه ثان ونقطة شرطة المعمورة، وبالرغم من ذلك لم يقم الدكتور جمال عوض رئيس مجلس الإدارة بإيقاف المخالفات التي استكملها الورثة ولم يتخذ ضدهم الإجراءات القانونية ولا تفعيل الشرط الجزائي الموجود بجميع العقود المبرمة بين الشركة والملاك والذي يعطي الحق للشركة في إلغاء العقود دون الرجوع للمخالف بالعلاوة علي الغرامة وإعادة الشيء لأصله. الغريب أن شركة المعمورة معترفة في سجل مخالفات مجموعة النصر أن الكابينة رقم 28 ملك ورثة الجوسقي مخالفة، والسؤال: أين جمال عوض من هذه المخالفات؟ وهل كبار القوم معفيون من شرط الجزاء؟ وإزالة المخالفات وهل ناطحات السحاب التي أقيمت داخل المعمورة الشاطئ قانونية؟ وهل بيع قطعة أرض مساحتها 21 مترا »منفعة عامة« بالسوق التجاري قانوني؟ وأين المساحات الخضراء التي كانت تزدهر بهاوتتجمل بها المعمورة سابقا؟ وكيف سمحت الشركة للواء حبيب العادلي وزير الداخلية المحبوس حاليا علي ذمة قضايا فساد ببناء فيلا بالحديقة وضمها للشاليه الخاص به وتقفيل الحديقة رغم أنها تخدم بلوك مجموعة »مكسيم« بالكامل والتي يقطنها عشرات الأسر كيف يقوم جمال عوض بالموافقة له أو السماح بتقفيل الحديقة علي حساب السكان؟ أليس ذلك مخالفاً واستغلالاً للنفوذ؟ فهمي صبحي زغلول صاحب الشاليه 109 بمجموعة خالد بن الوليد قال: فوجئت بقيام الشركة ببناء غرفة خلع الملابس علي الشاطئ أمام الشاليه مما حجب عني رؤية البحر، وعندما اشتكيت للشركة لم تتحرك لإيقاف البناء المخالف ورفضت حتي المعاينة للأضرار التي سببها الجار. تقدمت بشكوي لهيئة الاستثمار والرقابة الإدارية، وفوجئت بعد ذلك بدخول البلطجية الشاليه وحطموا جميع الأثاث الموجود داخله. ويقول الدكتور فتحي صالح رئيس أندية »ليونز« بالإسكندرية وأحد أصحاب الفيلات: بالرغم أننا ملاك لابد أن نستأذن الشركة لدخول أي شيء لمنازلنا، والشركة تفرض علينا كملاك رسوم كارنيهات الشاطئ وتقدر ب 200 جنيه للفرد يعني 1000 جنيه للأسرة المتوسطة، بالرغم أننا ملاك. في الوقت الذي لا يوجد خدمات ولا أمن بالمعمورة الشاطئ والدليل علي ذلك السرقات المتكررة للشقق والفيلات والشاليهات، بالإضافة إلي تواجد الباعة الجائلين بكثرة خاصة باعة الأسماك. ويضيف الدكتور فتحي صالح: أصبحنا نعيش في مدينة عشوائية وخرابة كبيرة وليست مدينة راقية كما كانت سابقاً، فهل يتحرك المسئولون لإنقاذ سكان المعمورة.