تعيش السينما المصرية حالة انعدام وزن جعلتها ريشة في مهب الريح تتمايل مع كل حدث يضرب الشارع المصري، خاصة مع ندرة الإنتاج السينمائي وتراجع معدلاته إلي ادني مستوياتها خلال السنوات الثلاث الاخيرة. فأزمة السينما لم تبدأ مع الثورة ولكن بدأت مع سيطرة الموزع الخليجي علي ريموت كنترول الإنتاج في مصر ثم الأزمة المالية العالمية التي أثرت علي السوق الخليجي وبالتالي تراجع الإقبال علي المنتج السينمائي المصري في هذه الدول بعد أن اعتاد المنتج المصري علي الانتاج بأموال الغير ولم يقدم أي من الكبار علي دفع عجلة الإنتاج السينمائي ليكتفي حيتان السينما المصرية بدور الموزع ويتركون الساحة خالية أمام المنتجين الأفراد. وقد يعول البعض علي موسم الصيف بما له من تاريخ في إيرادات شباك التذاكر ورغم بداية موسم الصيف مبكراً، إلا أن المنافسة التي عادةً ما تبدأ عقب امتحانات نهاية العام الدراسي كشفت عن ضعف المنافسة علي إيرادات الموسم الذي بدأ بفيلم «سمير أبوالنيل» لأحمد مكي الذي يتعاون للمرة الأولي مع أيمن بهجت قمر والمخرج عمرو عرفة مع نيكول سابا ومحمد لطفي الذي لم يحقق إقبالاً جماهيرياً كبيراً في أسبوعه الثاني مع انشغال المصريين بالامتحانات والأحداث السياسية التي تحاصرهم من كل جانب ناهيك عن سرقة نسخة الفيلم في اليوم الأول لعرضه علي شاشات السينما لينتشر بسرعة علي الكثير من المواقع الإلكترونية علي شبكة الإنترنت. وعلي العكس من المواسم السابقة التي كان النجوم فيها أحرص علي توقيت طرح أفلامهم يتعجل محمد سعد ليطرح فيلمه الجديد «تتح» تأليف محمد نبوي وسامح سر الختم وإخراج سامح عبدالعزيز ويشاركه البطولة دوللي شاهين ومروي وسيد رجب، ليقف سعد في مواجهة مبكرة مع مكي علي إيرادات الموسم في انتظار طرح باقي الأفلام الجديدة التي من المقرر أن تخوض سباق الموسم مثل فيلم «كلبي دليلي» للكوميديان الشاب سامح حسين ويشاركة البطولة أحمد زاهر ومي كساب وهشام إسماعيل والفيلم من إخراج إسماعيل فاروق. ومن المنتظر أن ينافس علي إيرادات الموسم فيلم «الحرامي والعبيط» لخالد صالح وخالد الصاوي وروبي والفيلم من تأليف أحمد عبدالله والإخراج لمحمد مصطفي ولم يحدد موعد عرضه حتي الآن. ومن أفلام الشباب الجاهزة للعرض في موسم الصيف فيلم «متعب وشادية» لعلياء كيبالي وأشرف مصيلحي وأحمد بدير وسعيد صالح وعايدة رياض وسعيد طرابيك تأليف علياء كيبالي وإخراج أحمد شاهين، وفيلم «بوسي كات» لراندا البحيري وانتصار وهالة فاخر ولطفي لبيب والفيلم من تأليف وإخراج علاء الشريف. وباستثناء الفيلمين الأخيرين يمكن أن نكتشف أن موسم الصيف تحول إلي موسم السبكي السينمائي، لأن أغلب الأفلام التي تنافس في هذا الموسم تحمل توقيع شركتي السبكي حيث قدم محمد السبكي فيلم «سمير أبوالنيل» مع أحمد مكي بينما ينافس أحمد السبكي بثلاثة أفلام هي «تتح» و«كلبي دليلي» و«الحرامي والعبيط» لتقدم شركتي السبكي أكثر من 80% من إنتاج السينما في موسم الصيف الأكثر رواجاً، بينما تتولي الشركة العربية مسئولية توزيع أفلام الاخوين سبكي وعلي الجانب الآخر يتولي محمد حسن رمزي توزيع فيلمي «بوسي كات» و«متعب وشادية». ومع تحمل السبكي مسئولية إبقاء دور العرض السينمائي مفتوحة بإنتاج سينمائي مستمر بغض النظر عن المحتوي والمضمون الذي تقدمه يتجه الموزعون لحشو الموسم السينمائي الهزيل بأفلام موسم منتصف العام وما بعده مثل «الشتا اللي فات» للمخرج إبراهيم البطوط بطولة عمرو واكد وفرح يوسف و«فبراير الأسود» تأليف وإخراج محمد أمين وبطولة خالد صالح وأمل رزق وطارق عبدالعزيز وميار الغيطي ورانيا شاهين وإدوارد وفيلم «الحفلة» إخراج أحمد علاء وبطولة أحمد عز وروبي ومحمد رجب و«علي جثتي» لأحمد حلمي وغادة عادل إخراج محمد بكير. وكثير من هذه الأفلام تعرض بالإكراه في سينمات الموزعين كلاً حسب إنتاجه رغم وجودها علي شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية سواء التي اشترت حق عرضها أو التي سرقتها دون دفع حقوق الجهات المنتجة لنكتشف في النهاية أن المحصلة صفر.