يمر اليوم 10 سنوات على رحيل موسيقار عظيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عمار الشريعى، «الغواص التاريخى للأغنية والموسيقى المصرية والعربية». كان بلا شك حالة فنية نادرة ظهر على الساحة الموسيقية فى مطلع السبعينيات من القرن الماضى كعازف للأورج فى الفرقة الذهبية بقيادة صلاح عرام للوهلة الأولى أثبت أنه موسيقى كبير واتجه لمجال التلحين فى منتصف السبعينيات ولحن أغنية امسكوا الخشب للراحلة مها صبرى وحققت نجاحًا كبيرًا. ولحن فى عام 1977 رائعة الراحلة شادية أقوى من الزمن وحققت نجاحًا هائلاً وأصبح «الشريعى» من كبار الملحنين فى مصر فى عصر العمالقة «عبدالوهاب» و«بليغ» و«الموجى» ومحمد سلطان وحلمى بكر. كما نجح فى تكوين فرقة الأصدقاء واكتشف من خلالها المطرب علاء عبدالخالق وحنان ومنى عبدالغنى. وحققت الفرقة نجاحًا هائلاً. حدث ولا حرج عن أغانيه التى لحنها. لعلى الحجار ومحمد الحلو ومحمد منير. قال ذات مرة أتمنى أن يعرض على مسلسلين فى العام لكى ألحن المقدمة للعظيمين على الحجار ومحمد الحلو أشعر باستمتاع خاص عندما ألحن لتلك الأصوات الرائعة بكل المقاييس. كما لحن للطيفة وسميرة سعيد وغيرهما ولحن للراحلة وردة رائعة قبل النهارده وتبقى ألحانه وموسيقاه فى الأعمال الدرامية خالدة فى وجدان الملايين. دموع فى عيون وقحة ورأفت الهجان وأم كلثوم. موسيقى حالمة ومعبرة لأقصى درجة. خرجت من قلب موسيقار عاشق لمصر. لم يتحمل قلب «عمار» ما حدث فى مصر فى 2011. عانى كثيرًا. وبلغت معاناته أقصى مدى حينما قفزت الجماعة الإرهابية لحكم مصر. ليشعر بخطر حقيقى على مستقبل مصر. ورحل يوم 7 ديسمبر 2012 عن عمر ناهز 64 عاماً. رحم الله الموسيقار الغواص فى بحر النغم الجميل عمار الشريعى.
