يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد أصعب التحديات منذ انتخابه لفترة ثانية في مايو الماضي ،حيث دخلت النقابات العمالية في البلاد، اليوم الثلاثاء، إضرابا عاما للمطالبة بزيادة الرواتب، وسط التضخم الذي تشهدة فرنسا . اقرأ أيضا..مظاهرات حاشدة في فرنسا وخروج آلاف الأشخاص في احتجاجات واسعة بشوارع العاصمة باريس، الأحد، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين وإضرابات أدت إلى إغلاق العديد من محطات الوقود في أنحاء عديدة فرنسا. الاضطرابات التي تشهدها فرنسا تأتي وسط أجواء سياسية متوترة، إذ تستعد الحكومة لإقرار ميزانية 2023 باستخدام صلاحيات دستورية خاصة تمكنها من اجتياز تصويت في البرلمان. احتجاجات وإضرابات عدد المشاركين في الاحتجاجات وصل إلى 30 ألف شخص، بحسب تقديرات الشرطة. قال المنظمون إن عددهم بلغ نحو 140 ألف متظاهر. المظاهرات نظمتها أحزاب اليسار الفرنسية المعارضة لسياسة الرئيس إيمانويل ماكرون. شارك في المسيرة عدد كبير من نشطاء "السترات الصفراء" والمتقاعدين. واحتجوا ضد غلاء المعيشة في ظل استمرار تشبث الاتحاد العام للعمال بمواصلة إضرابه. النقابات العمالية في فرنسا تدخل إضرابا عاما للمطالبة بزيادة الرواتب وسط التضخم الأعلى منذ عقود. شمل الإضراب القطاعات العامة مثل المدارس والنقل والرعاية الصحية. شركة يوروستار ألغت بعض خدمات القطارات بين لندنوباريس بسبب الإضراب. امتدت الإضرابات بالفعل إلى أجزاء أخرى من قطاع الطاقة، ومنها شركة الطاقة النووية العملاقة "إلكتريستي دو فرانس"، حيث ستتأخر أعمال الصيانة الضرورية لإمدادات الطاقة في أوروبا. أوضاع غير مبشرة وقال الأكاديمي والمحلل السياسي، آرثر ليديكبرك إن "المظاهرات تأتي في مناخ متوتر حيث أدى إضراب مستمر منذ أسبوعين لعمال المصافي في حدوث نقص الوقود مما تسبب في بيعه ب3 يورو للتر الواحد". وحمل ليديكبرك الحكومة مسؤولية تدهور الأوضاع حيث إن "التباطؤ في التعامل مع إضراب موظفين في معامل لتكرير النفط كان الشرارة الأولى حيث تسببت تصريحات ماكرون وتلميحه إلى المصادرة كحل لأزمة الوقود في اشتعال الأزمة بعد دعوة العديد من النقابات إلى إضراب عام". وأوضح آرثر ليديكبرك أن "الأوضاع لا تبشر بانفراجة قريبة، فبينما تعمل الحكومة بكل جهودها لعدم عودة زخم مظاهرات 2018 التي كانت تقودها حركة السترات الصفراء قال زعيم المعارضة اليسارية، جان لوك ميلونشون، إن البلاد ستعيش أسبوعا استثنائيا من المظاهرات والإضرابات، فأزمة السترات الصفرات كانت انطلقت من غضب من رفع أسعار الوقود، واليوم أزمة أخرى إلا أن الفارق اليوم أن النقابات حاليا منقسمة وليست على رأي واحد". انتخابات مبكرة واردة وحول المطالب، أوضح أن الإليزيه لم تتغير عقليته عن السابق فبينما يرفض ماكرون ربط أي علاقة بين الإضرابات والاحتجاجات وتداعيات الحرب إلا أن مطالب المتظاهرين مرتبطة بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة وتحسين إصلاح المعاشات التقاعدية وتأمينات ضد البطالة، لافتا إلى "خيارات صعبة قد تضعف أكثر الحكومة الفرنسية التي تجابه من جهة اقتصادا متدهورا بسبب الحرب ومن جهة أخرى غضبا شعبيا قد يفاقم الأزمة الراهنة". وتابع: "ميلونشون هدد بعد الانتخابات التشريعية بأنه ستكون هناك دورة ثالثة اجتماعية بالشارع الفرنسي وما يحدث هو تنفيذ لهذه التهديدات وتتزامن مع تدهور القوى الشرائية جراء ارتفاع التضخم دون وجود إجراءات وقائية من الحكومة". وعن خيارات الحكومة لحل الأزمة، أشار إلى أنها الأزمة ليست فرنسية فقط ولكن أوروبا كلها تشهد أزمة طاقة وكذلك تضخم عال وسيجتمع القادة في قمة بروكسل لبحث حل جماعي وتضامن ينقذ الجميع، أما عن المطالب الداخلية فإن ماكرون يواجه أزمة في البرلمان على تمرير أي قانون حتى أنه سيلجأ لصلاحيات دستورية لتمرير الميزانية. واعتبر أن "فرنسا تشهد أزمة كبيرة قد تدخل البلاد في انتخابات مبكرة على خلفية هذه التداعيات حيث هددت المعارضة من اليمين واليسار والاشتراكيين أيضا بأنه حال الإقدام على استخدام الصلاحيات الدستورية الاستثنائية فإنهم سيقدمون على سحب الثقة وسيطيحون بالحكومة ما قد يدفع ماكرون لحل البرلمان". ما هي حركة السترات الصفراء؟ 17 نوفمبر 2018 خرجت أول مظاهرات دعت لها الحركة للتنديد بارتفاع أسعار الوقود. استطاعت أن تحشد في أول مظاهرة لها 282 ألف متظاهر، بالعاصمة باريس والعديد من المدن الفرنسية، استجابة لدعوات أطلقت عبر الإنترنت، للتنديد بالأوضاع الاجتماعية الصعبة. خرجت الحركة غير المسبوقة من رحم المواقع الاجتماعية بعيدا عن أي وصاية من أي جهة حزبية أو نقابية. استطاعت بفعل قوتها أن تهز ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي كان مجبرا على طرح إصلاحات جديدة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من الجزء الأول من ولايته. اختارت لباس السترات الصفراء المستخدمة من قبل السائقين في حال تعرض سياراتهم لأي عطل على الطريق، كرمز لها. تابع المزيد من الأخبار العربية والعالمية عبر alwafd.news