31عاماً مرت اليوم على تحرير سيناء، ونعرف جميعاً كيف عادت سيناء بعد تطهيرها من دنس ورجس ونجاسة الاسرائيليين.. ولم يُنكِر أحد الدور الكبير الذى لعبه الرئيس الراحل محمد أنورالسادات حرباً وسلماً من أجل إعادة سيناء، وتبعه على ذات النهج الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.. ورغم مرور أكثر من ربع قرن على تحرير سيناء هناك محاولات ممنهجة وخطة واضحة لطمس الحقيقة وتزوير التاريخ، وانكار الدور الذى قام به الرئيس السابق «مبارك» فى استرداد كامل الأرض.. وفى عيد سيناء يتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للقاء تليفزيونى مع صبحى صالح القيادى الإخوانى الاسكندرانى، يقول فيه إن مبارك لم يسترد طابا، وإن التحكيم حول طابا كان قبل مبارك، وعودة طابا كان بموجب اتفاقية «السادات»، وإن الدكتور مفيد شهاب كان أحد المحكِّمين فى قضية طابا.. والسيد صبحى صالح وهو يسير فى ركب الإخوان، يحاول معهم طمس الحقائق وإنكار التاريخ وتزييفه.. وماقاله صبحى صالح مقصود، وليس «هرتلة» أو هذياناً.. وهو بكلامه هذا يُرسِّخ لمعلومات مغلوطة.. فطابا لم نستردها بموجب اتفاقية للسادات كما يقول.. ومفيد شهاب لم يكن مُحَكِّماً فى القضية، بل كان عضواً فى هيئة الدفاع، والفرق بين القاضى والمحامى، كالفرق بين الحقيقة والكذب.. ولم يكن التحكيم حول طابا قبل مبارك كما يزعم صبحى صالح، بل بدأ عام 1986 وانتهى عام 1988، وكان «مبارك» قد أنهى فترة رئاسته الأولى لمصر.. وبعد مقتل الرئيس الراحل أنور السادات أدرك الرئيس مبارك بعد توليه إدارة البلاد أن اسرائيل تُماطِل فى تنفيذ انسحابها من سيناء وتحاول تأجيله، وافتعلت قضية «طابا»، وفطن لهذه المحاولات، وجرَّهُم هو إلى حيث أراد، وتحقق الانسحاب فى 25 ابريل عام 1982، غير أن منطقة «طابا» بقيت مشكلة، عرض الاسرائيليون لحلها تعويضنا عنها بمساحة أكبر فى صحراء النقب، لكن مبارك رفض وقال لهم إن «طابا» وإن كانت مساحتها سنتيمتراً واحداً، لن أستطيع التنازل عنها أو مقايضتها، فلست قيماً على الشعب، ولا مفوضاً عنه فى التصرف فى أرضه.. وحكمت هيئة التحكيم الدولية فى 29 سبتمبر عام 1988 بأحقيتنا فى طابا، ورغم الحكم ظلت إسرائيل كعادتها تماطل في تنفيذه لمدة ستة أشهر.. وفى 26 فبراير 1989 تم توقيع الاتفاق النهائي لخروج إسرائيل نهائياً من آخر نقطة مصرية، وتأخر حفل توقيع هذا الاتفاق 25 دقيقة لاعتراض «مبارك» على بقاء مساحة 4 أمتار و62 سنتيمتراً لدى اسرائيل، وكان يمر فيها خط الحدود ومقام عليها «كُشك» حراسة خرساني بناه الاسرائيليون، وتم في النهاية تقسيمه بين الطرفين، لينتهى الانسحاب فى 15 مارس 1989، وبعدها بأربعة أيام فى 19 مارس، رفع رئيس مصر العلم المصرى على آخر جزء فى سيناء دنسته اسرائيل لمدة 22 عاماً.. هذه هى الحقيقة التى سجلها التاريخ ياسيد صبحى صالح، ولن تستطيع أنت وغيرك أن تزيفواها.. وأنصحك وأنت تقوم بمهمتك ألا توسعها.. خليك فى المعقول فلربما وجدت من يصدقك.. وعليك أن تخجل مما قلته على الملأ وعبر الفضائيات إنك وأنت كبير فى أولى كُليَّة تلقيت خبر اندلاع حرب أكتوبر 1973، وكنت تتناول «الغداء» الساعة الثانية ظهراً أنت وصديق لك، وفاتك أن الكذب كما يقولون: «مالوش رجلين» .. فقد كان هذا اليوم هو العاشر من رمضان وكنا فى صيام .. ماتوسعهاش الله يخليك..