أكد الدكتور عبد الدايم نصير المستشار التعليمي لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف على أن التطورات التي تحدث في مصر وإفريقيا تستوجب الجلوس معا؛ لتحديد مسار التعاون بين المسلمين في القارة الإفريقية، وبخاصة بين مصر ونيجيريا الدولتين الأكبر والأهم في القارة، مشيرا إلى أن العالم الإسلامي يحتاج إلى الفكر الوسطي ليواجه به حملات التشويه من الأعداء ومن بعض التيارات المتشددة من المسلمين وأن الأزهر هو قلعة الوسطية الإسلامية في العالم، ومن أولوياته القيام بهذا الدور لدعم كل تعاون يسير في طريق جمع المسلمين وتوحيدهم من أجل تقدم حقيقي يساهم في إثراء الحضارة العالمية. جاء ذلك خلال لقاء الدكتور نصير والدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر للشئون الخارجية اليوم مع وفد نيجيري برئاسة السيد أيوبا ماركوس كادافا الوزير المفوض بالسفارة النيجيرية بالقاهرة، والذي ضم عضوين من المجلس الوطني للدراسات العربية والإسلامية بنيجيريا. وأبدى الدكتور نصير استعداد الأزهر للتعاون مع نيجيريا بإرسال مبعوثين مؤهلين بقدرات تخصصية من الأزهر للمساعدة في التدريب والتعليم والدعوة، بالإضافة إلى ما يمكن أن يساهم به الأزهر في مجال تعليم اللغة العربية في البلدان لغير الناطقين بها. وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية للأزهر مع نيجيريا، أشار الدكتور مهنا - خلال اللقاء إلى التحديات التي تواجه الأزهر داخليا وخارجيا في مواجهة حملات التطرف من جانب بعض ذوي الانتماءات الدينية المختلفة، وأهمية وجود الأزهر في الناحية التعليمية لأثره في إصلاح الفكر وتهذيبه، واقترح أن يضاف إلى هذا الاجتماع الثنائي الخارجية المصرية في اجتماع آخر لبحث أوجه التعاون لتكون أكثر فاعلية. من جانبه، استعرض الوفد النيجيري العلاقات التاريخية بين الأزهر ونيجيريا، والتي تأتي منذ فترة الستينات ، حيث تم بالتعاون مع الأزهر تأسيس المجلس الوطني للدراسات العربية الإسلامية ، وكانت هناك زيارات أثناء تولي الإمام الأكبر جاد الحق لمشيخة الأزهر، مؤكدا أن أولوياتهم في العلاقة مع الأزهر الآن تتركز في بحث المعوقات التي تواجه الطلاب النيجيريين في دراستهم بالأزهر، وزيادة عدد المنح لطلاب نيجيريا، والنظر في الاعتراف بشهادات المجلس الوطني التي تعدل الشهادة الثانوية الأزهرية في مصر، إضافة إلى التعاون في مجالات تدريب المعلمين وتأهيلهم. كما أكدوا رغبتهم في بحث أوجه التعاون المشترك بين الأزهر والمجلس الوطني للعلوم العربية والإسلامية هناك في مجال تدريب الأئمة والوعاظ، وعمل ورش عمل وتدريبات مشتركة تهدف إلى تنمية مهارات المعلمين والأئمة في نيجيريا.