نال الفيلم الروائى السورى «نزوح» تقييمات إيجابية عقب عرضه فى إطار فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائى بدورته ال79، المقامة حاليًا، وأشادت عدة مقالات نقدية بالفيلم الذى تخرجه السورية سؤدد كعدان. لم تستطع النجمة السورية كندة علوش السيطرة على نفسها، بعد انتهاء العرض الخاص لفيلمها «نزوح» ضمن فعاليات الدورة التاسعة والسبعين لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى فى مسابقة آفاق إكسترا، حيث بدأت تبكى وسط دفء كبير وحماسة من قبل الجمهور، الذين أبدوا إعجابهم بالفيلم بالتصفيق الحار والهتافات باسم سوريا. والفيلم يعتبر ثانى أفلام كعدان الروائية ككاتبة ومخرجة بعد تجربة «يوم أضعت ظلي» الفائز بجائزة أسد المستقبل من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى. لم تبتعد كعدان، فى تجربتها الثانية «نزوح» عن الخط الذى رسمته لنفسها فى بداية مشوارها، فالفيلم لا يختلف كثيرًا عن تجربتها الأولى، فكلاهما يدفع ضريبة ثمن حب الوطن. فيما يبدو أن «كعدان» التى نشأت فى فرنسا، وتلقت فيها العلم، لم تبتعد يومًا عن قضايا موطنها الأم سوريا، الحاضرة فى ذهنها، والمهمومة بها دائمًا، فقررت أن تعبر عنها بعدستها وقلمها الذى تطوعه فى قضية الوطن وما يعتريه من قصف ودمار. تفضل كعدان، الخط الاجتماعى لتناول قضاياها، كما لمسنا فى «نزوح» الذى فاز بالعديد من الجوائز من مهرجانات كان وبرلين وغيرها، حيثُ تدور أحداثه فى سوريا خلال صراعات السنوات الماضية، حيث يدمر صاروخ سقف منزل الفتاة زينة «هالة زين» ذات ال14 سنة، لتنام بعدها لأول مرة تحت النجوم، وتقيم صداقة مع عامر «نزار العانى» الصبى بالمنزل المجاور، ومع تصاعد العنف تُصر والدتها هالة «كندة علوش» على الرحيل وتدخل فى صراع مع زوجها معتز «سامر المصرى» الذى يرفض أن يتحول للاجئ ويمنع عائلته من ترك المنزل. وكان مشروع الفيلم، الذى تم تصويره بالكامل فى تركيا قد حصل على جائزة باومى للسيناريو من برلين، وفى مهرجان كان السينمائى فاز بجائزة تليفزيون ARTE، وجائزة سورفوند، ضمن ورشة سينيفونداسيون، كما نال دعمًا من تورينو فيلم لاب ومؤسسة الدوحة للأفلام، معهد الفيلم البريطانى.