تحتفل الهند ومصر بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية فى 18 أغسطس 2022. وباعتبارهما من أقدم الحضارات فى العالم، تمتعت الهند ومصر باتصالات وثيقة منذ عدة قرون مضت. وتشير مراسيم الإمبراطور أشوكا فى الهند إلى علاقته بمصر فى عهد بطليموس الثاني. وفى العصر الحديث، كان المهاتما غاندى وسعد زغلول يؤمنان بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، وهى علاقة أدت إلى نشوء صداقة وثيقة واستثنائية بين الرئيس ناصر ورئيس الوزراء نهرو، مما أدى إلى توقيع معاهدة صداقة بين البلدين فى عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز. وقد أدى التفاعل السياسى المستمر على أعلى المستويات إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. وأعطت زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى للهند فى أكتوبر 2015 وفى سبتمبر 2016 مزيدًا من الزخم لعلاقات الأخوة والود مع مصر. وقامت وزيرة الشئون الخارجية الهندية السيدة سوشما سواراج بزيارة مصر فى عام 2015 وزار وزير الخارجية المصرى سامح شكرى الهند فى عام 2018. وكانت هناك عدة زيارات وزارية أخرى بين البلدين. وخلال جائحة كوفيد-19، أجرى رئيس الوزراء مودى والرئيس السيسى مكالمات هاتفية أعربا فيها عن تضامنهما مع بعضهما البعض فى محاربة هذا الخطر من خلال التعاون المتبادل. وقامت مصر بشراء 50000 جرعة من لقاح Covid-19 «صنع فى الهند» بينما اشترت الهند 300000 جرعة من رمديسيفير لمحاربة الموجة الثانية من Covid فى الهند فى مايو 2021. بالإضافة إلى ذلك، أرسلت مصر ثلاث طائرات تحمل مساعدات طبية إلى الهند فى مايو 2021 مما ساعد فى إنقاذ العديد من الأرواح. وقد زاد حجم التجارة الثنائية بسرعة بنسبة 75٪ فى عام 2021-2022 ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق محققا 7.26 مليار دولار أمريكى. وتظهر الأرقام التجارية لأول شهرين فى هذه السنة المالية استمرار النمو. وتقوم حوالى 50 شركة هندية بالعمل فى مصر بإجمالى استثمارات تتجاوز 3.15 مليار دولار فى قطاعات مثل: الملابس والزراعة والكيماويات والطاقة والسيارات وتجارة التجزئة وغيرها. وبشكل عام، توفر هذه الشركات فرص عمل مباشرة لما يقرب من 38000 مصرى. ويسعدنى أن أخبركم أن الشركات الهندية العاملة فى مصر تقوم بضخ استثمارات إضافية بقيمة 700 مليون دولار أمريكى. كما أبدت العديد من الشركات الهندية اهتمامًا بمشروع الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء فى مصر، بما فى ذلك مذكرة التفاهم الأخيرة التى أبرمتها شركة Renew-Power لاستثمار 8 مليارات دولار فى مصر. كما قامت أكثر من عشرة وفود تجارية تضم حوالى 300 شركة هندية بزيارة مصر خلال العام الماضى، وذلك للمشاركة فى المعارض التجارية وإجراء المحادثات التجارية. كما قامت السفارة بتفعيل الآليات المؤسسية من خلال عقد الدورة الخامسة لاجتماعات «اللجنة التجارية الهندية - المصرية المشتركة» والدورة الخامسة لمجلس الأعمال المشترك خلال يوليو 2022 لبحث أوجه التعاون الثنائى من أجل تعزيز الشراكة بين البلدين. بعد تحررهما من أغلال الاستعمار، أرست الهند ومصر دعائم تفاهم سياسى وثيق يقوم على أساس تاريخ طويل من التواصل والتعاون فى القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية. لقد تعاونا بشكل وثيق فى المنتديات المتعددة الأطراف وكنا من الأعضاء المؤسسين لحركة عدم الانحياز. تمثل الهند تطلعات البلدان النامية فى المحافل المتعددة الأطراف وتسعى بقوة إلى إجراء إصلاحات فى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. تسير الهند ومصر قدماً فى سبيل تحقيق تطلعات مواطنيهما من أجل الوصول إلى المكانة التى تليق بهم بين الأمم. تُظهر مبادرة مصر لاستضافة مؤتمر المناخ COP-27 فى شرم الشيخ خلال نوفمبر 2022 استعداد مصر وقدرتها على لعب دور حاسم فى القضايا ذات الاهتمام العالمى. وستشارك الهند بوفد كبير فى مؤتمر المناخ وستعمل عن كثب من أجل إنجاح هذا المؤتمر. يكتسب عام 2022 أهمية خاصة حيث نحتفل بمرور خمسة وسبعين عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الهند ومصر. وتعتزم البلدان تنظيم عدد من الفعاليات لإحياء هذه المناسبة. فمن المقرر أن تنظيم الدورة القادمة من مهرجان «الهند على ضفاف النيل» خلال أكتوبر 2022. ويضم المهرجان عروضاً لأشكال الرقص الهندى الكلاسيكى المختلفة إلى جانب مجموعة متنوعة من الفعاليات الخاصة بالمأكولات الهندية واليوجا والأفلام الهندية. ونتوقع أن تشهد العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية نمواً ملحوظاً خلال المستقبل القريب مما يسهم فى تعزيز العلاقات الثنائية العريقة بين بلدينا والتى تعود إلى آلاف السنين.