ضربت كوكب الشرق أم كلثوم المثل دائماً فى حب الوطن والتضحية من أجله فى المحن، وكانت على الدوام الصوت المعبر عن مصر وأغانيها الوطنية صالحة لكل زمان ومكان، فى هذه الأيام يعرض التليفزيون المصرى باستمرار أغنية «حق بلادى» ربما لأنه قد يتصور أنها تصلح لزمننا الحالى.. والسؤال الذى يفرض نفسه هل كانت ظروف عرض الأغنية عندما كتبها عبدالوهاب محمد ولحنها رياض السنباطى وغنتها «ثومة» تتشابه مع وضعنا الراهن. فى البداية نستعرض بعض كلماتها ثم نجيب من خلال قصة الأغنية تقول فى مطلعها: قوم بإيمان وبروح وضمير دوس على كل الصعب وسير حق بلادك وحده عليك عايز منك سعى كتير». قصة هذه الأغنية الوطنية الرائعة بدأت عقب هزيمة يونيو 1967. حزنت أم كلثوم كثيراً وقررت البقاء فى المنزل والتوقف عن الغناء، وعندما علم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن أم كلثوم فى هذه الحالة، اتصل بها ودعاها لمقابلته فى لقاء منفرد، طلب منها أن تستمر فى الغناء، وتفعل كل ما تراه فى صالح مصر، طلب منها أن تغنى حتى تمسح آثار الحزن والكآبة عن المصريين الناتجة عن الهزيمة. بعد هذا اللقاء المؤثر اشتعل الحماس لدى كوكب الشرق وكانت تلك الأغنية أول أغنية وطنية لها بعد النكسة، وكانت تقول لعبدالناصر دوس على كل الصعب وسير حتى نمحو آثار العدوان طبعاً التليفزيون يقصد بكثرة إذاعة الأغنية الآن أن يقول للرئيس مرسى دوس على كل الصعب، ولكن شتان الفارق عقب الهزيمة توحد الشعب خلف قائده لعبور الهزيمة، ولكن الرئيس مرسى نجح فى وقت قياسى فى تقسيم الشعب، الغارق حالياً فى مشاكل اقتصادية لم يسبق لها مثيل. إن مرسى لا يدوس على الصعب بل يزيد الأوضاع الصعبة لدى الناس.