«التروسيكل».. الموت يجرى فوق 3 عجلات

هو آخر عناقيد وسائل النقل الهجين، فهو فى الأصل موتوسيكل تم إلحاق صندوق حديدى به، فصارا معاً وسيلة نقل تحمل اسم «التروسيكل»..
إدارات المرور سمحت بترخيصه مشترطة استخدامه فى نقل البضائع فقط، ولكن كان للمصريين فيه مآرب أخرى، جعلت منه «خطراً يجرى على 3 عجلات».
البعض استخدمه لنقل البشر، فتسبب فى كوارث.. ففى محافظة الأقصر لقى 7 أطفال مصرعهم غرقًا فى ترعة أصفون، بعدما انزلق بهم «تروسيكل» كان يقوده الأب فسقط بهم فى الترعة، فغرقوا جميعاً.
وفى حادثة أخرى لقى عامل فى منتصف العقد الثالث من العُمر، مصرعه، إثر انقلاب «تروسيكل»، على جانب الطريق بقرية أولاد بهيج، بمركز العسيرات جنوب محافظة سوهاج.
وأوضح سامى مختار، خبير السلامة والطرق، أن «التروسيكل» انتشر فى الشارع المصرى وأصبح بديلاً لعربات البضائع التى كانت تجرها الخيول.. وقال: «مشكلته الكبرى أنه يفتقد أبسط وسائل الأمان فى نقل البضائع الخفيفة، وللأسف تم استخدامه فى نقل الأثاث وبعض البضائع الكبيرة ما يسبب خطراً كبيراً على حياة قائده والمارة فى الشارع».
وأضاف: «التروسيكل» يصنف مرورياً على أنه دراجة بخارية ذات صندوق خلفى تستعمل لنقل البضائع الخفيفة، ولا يجوز استعماله لغير تلك الأغراض ولكن بعض ملّاكه يقومون بتحميلها بأوزان كبيرة، ما يهدد سلامته ولذلك لا بد من وضع ضوابط لإجراءات ترخيصه، مع تحديد طرق ومسارات داخل الشوارع الجانبية ويبتعد عن الشوارع الرئيسية والطرق السريعة والكبارى والأنفاق.
وأكد اللواء أحمد هشام، الخبير المرورى، أن التروسيكل مخصص لنقل البضائع فقط، ولا يجوز التعديل على هيكله العام بإضافة تغيير أو إجراء إضافة لم تكن موجودة به لتحميل بضاعة عليه، أو بداخله أو استخدامه كوسيلة نقل للمواطنين، فهذا مخالف تماماً لاشتراط ترخيصه، وفى حالة حدوث ذلك يعد مخالفة لقانون المرور، خاصة أنه أصبح يُستخدم كثيراً فى نقل البضائع، وانتشر فى الشوارع.
وأشار الخبير المرورى، أنه فى عام 2014 أصدرت وزارة الداخلية قراراً بتنظيم ترخيص «التروسيكل» كمصطلح دراجات بخارية ذات ثلاث عجلات، ونص القرار على: «إذا كانت الدراجة النارية مزودة بصندوق لنقل البضائع فيشترط عدم تجاوز الأبعاد التالية أولهما ألا يزيد طول الصندوق الخلفى مع الدراجة عن 3 أمتار، وألا يزيد عرضها عن متر ونصف
المتر، وألا يزيد ارتفاعها عن سطح الأرض على 2 متر، وفى جميع الأحوال لا يصرح بالترخيص لتلك المركبة بصفة دراجة آلية أو نارية ذات الثلاث عجلات إلا لنقل البضائع فقط، وهو ما نجده فى نص القرار ولا يجوز توسعته أو تكبيره أو تحميله حمولة كبيرة عن المسموح بها حتى لا يشكل خطراً وتهديداً على سلامة المواطنين فى الطريق.
وأكد محمد عبدالستار، صاحب أحد المحلات المخصصة لبيع التروسيكل بمنطقة وسط القاهرة، أن زبائن التروسيكل معظمهم من ناقلى البضائع وتجار التجزئة والجملة ومعظم استخدامه يكون لنقل البضائع، لأنه أرخص ثمناً من السيارة «السوزوكى» التى يتخطى ثمنها أكثر من 100 ألف جنيه، وفى الفترة الأخيرة انتشر التروسيكل ويتم ترخيصه بصفة دراجة نارية، ويجب ألا يستخدم إلا لنقل البضائع فقط لأن هناك كثيرين ينقلون عليه حيوانات أو طيوراً، وهو مخالف لاستخدامه، وأقصى حمولة له هى مائتا كيلوجرام، ولا يصلح كوسيلة مواصلات للمواطنين نهائياً، فهو غير آمن فى نقل البشر، وشاع استخدامه فى المشروعات الصغيرة، مثل بيع الخضراوات، وبيع السندوتشات «التيك أواى»، ومشروبات القهوة والنسكافيه ولهذا زاد الإقبال عليه وأيضاً لا يستهلك بنزيناً بشكل كبير.
وأضاف عبدالستار أن «التروسيكل» أصبح له زبائن كثيرة وانتشر وبالنسبة لأسعاره، يبدأ سعر التروسيكل من 15 ألف جنيه على حسب نوعه ويصل إلى 24 ألف جنيه، وهناك أنظمة للتقسيط، أما بالنسبة للتروسيكل المستعمل فيبدأ من 8 آلاف جنيه على حسب حالته.