أرسل المجلس القومى لحقوق الإنسان بعثة تقصى حقائق للمدينة الجامعية بالأزهر للوقوف على واقعة التسمم التى تعرض لها الطلاب. وتم إجراء عدة مقابلات مع بعض الطلاب المتواجدين أمام بوابة المدينة الجامعية والاستماع لشهاداتهم باعتبارهم شهود عيان على الأحداث. وأوضح تقرير اللجنة بعض شهادات الطلاب والتى جاءت على النحو التالى أمام بوابة المدينة الجامعية. أكد أحمد عبد الفتاح طالب بكلية الزراعة جامعة الأزهر على أن الطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية يتعرضون لإهمال من المسؤلين فى أمورهم الصحية والمعيشية، مضيفًا أن أبسط الحقوق التى يجب توافرها هو الحق فى الغذاء الصحى والآمن وهو ما لا يُراعيه المسئولون عن طلاب المدينة الجامعية. وأضاف بأن طُلاب المدينة الجامعية قد اعتادوا وجود حشرات وديدان بالطعام المُقدم لهم، مشيراً إلى أنه في عام 2012 وقعت حادثة مشابهة بالمدينة الجامعية "بنات" وخلفت ورائها العديد من الأمراض الخطيرة ومنها مرض السُل. وأشار إلى أن حالات التسمم وقعت بين الطلاب المُقيمين بأحد الأقسام داخل المدينة وهو قسم نصر ( أ ) حيث إن المسئول عن القسم المُشار إليه قام باستلام الأغذية الفاسدة من المورد رغم علمه بعدم صلاحيتها وعلى الجانب الآخر رفض المسئول عن القسم الأخر نصر ( ب ) استلام ذات الغذاء من المورد لعدم صلاحيته، وتم تبديل الوجبات للطلبة بالمبنى الأخير بعلب تونة. أما مكاوى محمد طه - طالب بالفرقة الثالثة بكلية الدعوة الإسلامية قد أفاد بأنه يسكن بالمدينة الطلابية (ب ) وفى حوالى الساعة السابعة مساءً من يوم الحادثة شعر بعض زملائه بآلام مُبرحة بالمعدة وعليه توجهوا للمركز الطبى بالمدينة " مركز أبو عُبيدة " ُوالذى عجز عن تقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم أو حتى مُجرد القيام بالإسعافات الأولية للطلبة المُصابين. وأضاف الشاهد بأن أبسط المُستلزمات الطبية ليست متوافرة بالمركز مما أعجزهم عن قياس الحرارة لأحد المُصابين لعدم وجود ترمومتر، بالإضافة إلى عدم وجود طبيب مُقيم بالمركز. ومن ناحية أخرى، تقابلت البعثة أمام بوابة المدينة الجامعية مع أحمد لملوم – طالب بإحدى الكليات بالجامعة وهو أحد الطلبه المُصابين، وقد اتضح عليه الإعياء الشديد وكان يتكئ على أحد زملائه وبسؤاله عن حالته الصحية وعن الأحداث أكد أنه بعد تناول وجبة الغداء المُقدمة للطلبه المقيمين بالمدينة الجامعية، والتى اعتادوا على عدم مُراعاة النظافة أو الإعداد الجيد لها شعر بآلام مبرحة بالمعدة وعليه اتجه للمركز الطبى بالمدينة ولم يجد اهتمامًا من القائمين على الخدمة الصحية للطلبة " حيث إن الطبيب كان نائما ولا يبالى بما يحدث ". وانتقلت البعثة من أمام المدينة الجامعية وتوجهت لزيارة المستشفيات التى تم نقل المُصابين إليها فتقابلت مع مدير مستشفى جراحات اليوم الواحد، حيث أوضح أن المستشفى استقبلت 63 حالة من طُلاب المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر وقد تم تشخيص الحالات تشخيصا مبدئيًا قي وإسهال وذلك؛ لعدم وجود مركز للسموم بالمستشفى للتأكد من أن الطُلاب مُصابين بتسمم غذائى من عدمه، وعليه تم تشخيص الحالات مبدئيا كما ورد أعلاه وتم خروج الحالات جميعها بذات اليوم، ولذلك لم تُقابل البعثة أيًا من تلك الحالات. كما توجهت البعثة لمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، حيث أكد أحمد خالد – طالب بالفرقة الثالثة بكلية العلوم، أنه بعد تناوله وجبة الغداء " فراخ " بالمدينة الجامعية شعر بإعياء شديد وآلام بالمعدة وعليه توجه لمستشفى الدمرداش وقاموا بإسعافه بتركيب المحاليل اللازمة لحالته لضبط ضغط الدم ولكن الحالة استمرت فى التدهور وعليه قام الطبيب المُعالج بتحويله لمركز السموم التابع لجامعة عين شمس وقد تضرر من تعنت إدارة مستشفى الدمرداش فى استخراج نسخة من التقارير الطبية لحالته وذلك رغم تواجد السادة المسئولين المنوط بهم استخراج تلك التقارير المُثبته لحالات المرضى. وقال طه حجاج عبد الله – طالب بكلية دراسات إسلامية أنه على الرغم من حرص إدارة المدينة الجامعية على تحصيل مُقابل الإعاشه 500 جنية شهرياً من كل طالب مُقيم بالمدينة إلا أن الإدارة لاتفى بإلتزاماتها تجاه الطلبة فالإهمال طال كل شىء بالمدينة سواء فيما يتعلق بالغذاء أو النظافة العامة. وأكد كباقى زملائه على عدم صلاحية الطعام المُقدم للطلاب ووجود حشرات وفضلات طعام بالأغذية وأضاف بأن الطلاب قاموا بالعديد من الاعتصامات والوقفات الإحتجاجية للتنديد من سوء الأوضاع داخل المدينة ولكن دون جدوى. فيما أشار أحمد مشعل – طالب بكلية الزراعة " عضو إتحاد الطلبة بالجامعة " الى انه حضر للإطمئنان على حالة زملائه المتواجدين بالمستشفى، مؤكدا انهم كأعضاء في إتحاد الطلبة قاموا بتحرير محضر بديوان قسم شرطة مدينة نصر أول ضد كلٍ من دكتور اسامه العبد ... رئيس الجامعة ومدير التغذية ومدير المدينة الجامعية باعتبارهم مسئولين عن حالات التسمم الجماعي وقيد المحضر تحت رقم 1096.