أشارت دراسة حديثة إلي وجود ارتباط قوي بين انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية وطول العمر لدي الأفراد الذين لديهم شعور مستمر بالبرودة. ويعتقد العلماء أن التغيرات الهرمونية التي تحافظ على بقاء الطاقة والحرارة داخل الجسم طويلاً عن طريق إبطاء عملية التمثيل الغذائي تساعد علي إبقاء حياة الفرد لمدة أطول. ونشرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن البحث يعتبر أحد حلقات سلسلة من البحوث التي تستهدف ربط النظام الغذائي الدقيق للحيوانات بإضافة سنوات أطول إلى معدلات أعمارهم حيث تشير الدراسة إلي أن خفض 30% من حجم السعرات الحرارية للفرد يومياً يمكن أن يؤدي إلي زيادة في معدل عمره بنسبة 50% عن العمر المعتاد. وأشارت الدراسة الصادرة عن جامعة واشنطن إلى أن خفض السعرات الحرارية يؤثر على درجة حرارة الجسم الأساسية، كما تشير المقاييس الداخلية إلي أنه عندما تكون حرارة الجسم من الخارج 37 درجة مئوية تكون درجة حرارة الجسم الداخلية 98.6 درجة فهرنهيت، والتي تكون عادة أعلى من درجة حرارة الجلد. وأوضحت الدراسة أن تناول 24 شخصا من المبحوثين في منتصف الخمسينات من عمرهم لحبوب تخفيض حرارة الجسم الداخلية أدي إلي تخفيض معدل السعرات الحرارية بأجسامهم بما لايقل عن 25% لمدة 15 عاما كما وفرت هذه الحبوب لهم صحة جيدة جعلت مجموعة منهم من عدائي المسافات الطويلة. وقال كبير الباحثين الدكتور لويجي فونتانا: "إن الأشخاص الذين تقل لديهم السعرات الحرارية، تنخفض درجة حرارة أجسامهم في المتوسط بمقدار 0.2 درجة مئوية فقط، وهو ما يبدو انخفاضاً ضئيلاً ولكنه ذو دلالة وتأثير كبيرين علي صحة وعمر الفرد، وهو ما يشبه الانخفاض الذي لاحظناه على الفئران طويلة العمر ذات السعرات الحرارية المنخفضة". مشيرا إلي قدرة أصحاب الأجسام الباردة علي التحمل وممارسة الرياضة أكثر من أقرانهم في نفس المرحلة العمرية من أصحاب الأجسام المعتدلة في حرارتها. وأضاف الدكتور فونتانا "ليس من الواضح تأثير انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية علي درجة الحرارة العامة ولكن المؤكد أن هذا الانخفاض أحد المفاتيح للعيش لمدة أطول حتي سن الشيخوخة". وأوضح أن هذه الطبيعة تتمتع بها بعض الأجسام نتيجة لهرمونات معينة تبطئ من سرعة التمثيل الغذائي لديها ولكن هذا التأثير يمكن الحصول عليه بتناول حبوب خاصة لخفض حرارة الجسم الداخلية مستبعدا إمكانية الحصول عليه عن طريق فتح النوافذ أو الاستحمام بالمياه الباردة.