تشهد سلطنة عُمان فعاليات اقتصادية متنوعة، وتعبر الكثير من هذه الفعاليات غير التقليدية عن حيوية المجتمع، وقدرته على مواكبة العصر ومواصلة تفعيل خطط التنمية لدعم مجتمع المنتجين، والتوسع في توفير فرص العمل للشباب وتشجيعهم علي الالتحاق بالقطاع الخاص، حيث ينطلق، غدًا الأحد، معرض العسل والرطب العماني في صلالة بمحافظة ظفار، بتنظيم من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ويستمر حتى 13 أغسطس القادم، ويشارك في المعرض عددٌ من مزارعي ومنتجي الرطب والتمور والنحالين من مختلف محافظات سلطنة عُمان، وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويهدف المعرض إلى تسويق المنتجات الزراعية المحلية من العسل والرطب اللذين تشتهر بهما سلطنة عُمان بالتنوع والكثرة والجودة في فترة موسم صلالة السياحي. وتمتلك مدينة صلالة تاريخًا عريقًا رَسَم الملامح الحضارية والطبيعيّة لهذه المدينة الشهيرة في شبه الجزيرة العربية منذ قديم الأزمان، وقد أشارت الدراسات الأثرية إلى تاريخ صلالة القديم في أماكن مختلفة فيها، مثل النقوش والكتابات الأثرية. وتُظهر هذه الدراسات آثارَ الحضارات التي تعاقبت على أرض صلالة، والتي ما تزال شواهدها حاضرة حتى يومنا هذا، وقد تم تحديد العصور التاريخية لمختلف الحضارات التي تعاقبت عليها، والتي تظهر بشكل واضح في «منطقة البليد الأثرية»، التي تعود إلى القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلاديين. ونستعرض في هذا التقرير أهم الأماكن التاريخية والأثرية بمدينة صلالة لمحبي التاريخ والمواقع الأثرية.. فهيا بنا نسافر في رحلة تاريخية إلى الأراضي العُمانية، حيث نشاهد التاريخ مكتوبًا أمام أعيننا متمثلًا في مدن ومزارات، ومساجد، وأضرحة، فضلًا عن مواقع تراث عالمية. الأماكن التاريخية والأثرية تقع مدينة البليد الأثرية، التي تُعد من أقدم وأهم الموانئ والمدن التجارية القديمة، على الشريط الساحلي لمدينة صلالة. ويُعد «موقع البليد الأثري» من بين أهم المواقع الأثرية في سلطنة عُمان: نظرًا للمكانة التي كانت مدينة البليد تتمتع بها على مر التاريخ. ويُعد هذا الموقع أحد مواقع أرض اللبان المدرجة في قائمة التراث العالمي لدى «اليونسكو»، فضلًا عن شهرته بأنه أكبر المواقع الأثرية وأهمها في عُمان. وكشفت نتائج الحفريات الأثرية عن أن تاريخ المدينة يعود إلى فترات زمنية إلى ما قبل الميلاد، وكانت تمثل مركزًا سكانيًا رئيسًا منذ نحو 2500 عام قبل الميلاد، وبرزت خلال العصر الحديدي المتأخر بوصفها مدينة مركزية نشطة، وكذا ازدهر ميناؤها خلال العصور الإسلامية. ويحتوي «المنتزه الأثري» في صلالة على العديد من المكونات الأثرية والثقافية والطبيعية، أبرزها مدينة البليد الأثرية التاريخية، و«متحف أرض اللبان»، وخور البليد. ويضم هذا المنتزه أيضًا مجسمًا علميًا ل«محمية أشجار اللبان» الواقعة في وادي «دوكة»، وحديقة نباتية للأشجار المحلية الشائعة في محافظة ظُفار. ويمكن للزوار التجوال في المدينة الأثرية باستخدام العربات الكهربائية أو التنزه في بحيرة خور البليد والاستمتاع بمشاهدة الطيور من خلال ركوب القوارب الكهربائية، كما يتوفر بالمنتزه منافذ لبيع الحرف التقليدية العُمانية وركن للتحف والهدايا وخدمات ترفيهية أخرى للزوار. المزارات والأضرحة.. «ضريح النبي عمران» و«دحقة النبي صالح» تحتضن مدينة صلالة العديد من الأضرحة والمزارات الدينية، منها: «ضريح النبي عمران»، الواقع في منطقة القوف، بجانب «فندق بيت الحافة»، وتحديدًا جنوب مطار صلالة الدولي. تحيط بهذا الضريح، ذى الغرفة مستطيلة الشكل، حديقة صغيرة غنّاء تزخر بالنباتات وأشجار الزينة المحلية ومسجد. وبالقرب من الضريح تنتشر مزارع عامرة بأشجار جوز الهند، كما تضم صلالة «ضريح النبي أيوب»، حيث يقع على قمة «جبل أتين» في الشمال الغربي منها، ويُوجد في محيطه مسجد، ومطعم، وثلاث استراحات. ويمكن لزوار صلالة زيارة «دحقة النبي صالح»، وهي منطقة تؤوي ضريحا في وسط منطقة «الحصيلة»، وفيها آثار خُفِّ ناقة النبي صالح عليه السلام. بالإضافة إلى «مسجد السلطان قابوس»، حيث يقع وسط صلالة، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد؛ فهو مسجدٌ له قبتان كبيرتان، ومئذنتان طويلتان، وهذه العناصر المعمارية تتخذ اللون الأبيض وهي مزينة بالنقش الذهبي، أما من الداخل فالمسجد مفروشٌ بالسجاد الأخضر، ومزين بالفوانيس والأشكال المنحوتة على الجدران. ويُعد «حصن طاقة» من أبرز المعالم التاريخية وأهمها في صلالة، إذ يعود تاريخ بناء هذا الحصن إلى القرن ال 19 بوصفه مبنى أهليا أقيم في تلك الفترة، ويبعد مسافة 33 كيلومترًا عن مركز مدينة صلالة، وقد شُيد هذا المبنى وفقًا للطراز العربي الإسلامي من حيث الشكل والتصميم والزخارف التي وُضعت في هذا المبنى. ويضم تحصينات عديدة وتقسيمات ومخابئ ومداخل تُستخدم للأغراض الإدارية والعسكرية كعادة العُمانيين عند تشييد هذه القلاع والحصون، فضلًا عن عدد من الأبراج لغرض الحماية والمراقبة. ويشتهر «خور روري» بأنه أحد مواقع أرض اللبان المدرجة في قائمة التراث العالمي، ومن أشهر موانئ تصدير اللبان في العالم القديم. ويحتضن هذا الخور «مدينة سمهرم» الأثرية التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، واستمرت إلى القرن الخامس الميلادي، حيث كانت تمثل أكثر المستوطنات البشرية أهمية في فترة ما قبل الإسلام، وذلك لتوسطها مناطق إنتاج اللبان في ظُفار. وكان الميناء الذي يحمل اسم المدينة الأثرية يربط الطرق التجارية بين البحر المتوسط والهند (بلاد السند) ضمن شبكة تجارية واسعة، وقد ورد ذكر «ميناء ور روري» باسم (موشكا ليمن) في النصوص اليونانية التي تعود إلى الفترة ما بين القرن الأول والثاني الميلاديين. وبإمكان الزائر التعرف أكثر إلى تاريخ المدينة الأثرية من خلال مركز الزوار الموجود بالموقع، والذي يوفر المعلومات والخدمات الضرورية للزوار، كما أن منظر الخور والحياة الفطرية بالموقع يطبع على المكان جمالًا فريدًا من نوعه. ويقع موقع «خور روري/سمهرم» على الشريط الساحلي في المنطقة الواقعة بين ولايتي طاقة ومرباط، ويبعد عن ولاية صلالة نحو 40 كيلومترًا ناحية الشرق. وخلال العصور القديمة، شَكَلَ «طريق اللبان» معبرًا تجاريًا للقوافل المحملة بالبخور والتوابل. ويضم هذا الطريق مواقع أرض اللبان التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهي: «منتزه البليد الأثري»، و«منتزه سمهرم الأثري» (خور روري)، و«موقع وبار الأثري» (شصر)، و«محمية وادي دوكة لأشجار اللبان». خريف صلالة وجهة أثيرة للسياح التواقين إلى اغتنام لحظات في ربوع الطبيعة فمن منتصف شهر يونيو وإلى نهاية سبتمبر، يصطبغ الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية بلون أخضر زاهٍ ينبض بالحيوية والجمال، حيث يحل فصل الخريف ويحين موعد أمطار الرياح الموسمية التي تبعث حياة جديدة في مناطق وأرجاء هذه المحافظة العُمانية. وتغدو مدينة «صلالة»، الشهيرة بلقب «سويسرا الخليج» و«المدينة الخضراء»، وجهة أثيرة للسياح التواقين إلى اغتنام لحظات في ربوع الطبيعة. تستقبل هذه المدينة زوارها بمهرجان سنوي يشتهر باسم «مهرجان صلالة السياحي»، حيث تُنظم الحفلات الموسيقية وتُقام العروض الفنية التقليدية والثقافية في كل أرجاء المدينة المبتهجة بالخريف. في صلالة، وسط الحدائق الغنّاء الزاخرة بالنباتات والأشجار المحلية الباسقة، فضلًا عن الاستمتاع برحلة شائقة على متن القارب في بحيرة «وادي دربات» الشهير بمناظره الخلابة. وانغمس في تجربة تخطف الأنفاس، وأنت تسير فوق الجبال الشامخة التي تصد أمواج بحر العرب الهائجة الذي تتسلل مياهه إلى الصخور وفجواتها، ثم تنفجر على شكل نوافير طبيعية يصل ارتفاعها إلى 30 مترًا. الطبيعة في صلالة تتمتع صلالة بطبيعة خلابة ومتنوعة من جبال وأنهار وشواطئ ورمال ناعمة جميلة وعيون ماء، فإذا كنت تبحث عن الاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة فهذه المدينة هي وجهتك بالتأكيد، إذ تشتهر صلالة باحتضانها عدة عيون منها، «عين حمران»، الواقعة في شمال منطقة المعمورة، حيث تتميز هذه العين بالكهوف المحيطة بها وبكثرة زوارها تحديدًا في فصل الخريف. فيما تُعد «عين رزات» أكثر العيون غزارةً في المياه، حيث يقصدها الزوار ومُحبو الرحلات كثيرًا، إذ تُحيط بها حديقة جميلة مليئة بأشجار الظل، فيما يظهر التنوع وجمال الطبيعة في عيني «طبرق وأثوم» خاصة في فصل الخريف والمواسم الماطرة، وهما من العيون الدائمة الجريان التي تتميز بطبيعتها الجميلة ومناظرها الخلابة. تُشكل السهول الواسعة في صلالة، بمناظرها الجميلة والخلابة، وجهة أثيرة للتنزه والتخييم، ومن هذه السهول: «سهل أتين» الواقع في الشمال الغربي من صلالة. ويُعد هذا السهل أحد المزارات السياحية الشهيرة، حيث يضم مجموعة من المرافق التي تلبي حاجة الزوار، بوصفه مركز البلدية الترفيهي الذي يقدم الفعاليات والأنشطة الموسمية المتنوعة، كما أن هناك أسواقا ومطاعم مختلفة، وأماكن خاصة للأطفال، بالإضافة إلى المصليات على امتداد شارع هذا السهل. ويوجد في صلالة العديد من مناطق الجذب السياحي مثل، «كهف أتين» الواقع فوق جبل، والممشى الذي تم بناؤه حديثًا، بالإضافة إلى «منتزه أتين» المميز بالمساحات الخضراء الخصبة، وتبعد أتين دقائق فقط عن مطار صلالة الدولي. وتُعد الشواطئ الرملية الناعمة من أهم المناطق الطبيعية في صلالة، فمن بين هذه الشواطئ شاطئ «المغسيل» الذي يجمع عددًا من الجماليات التي نادرًا ما تشاهدها في شاطئ آخر، حيث إن جزءا من هذا الشاطئ رملي وجزءًا منه صخري. ويمتد هذا الشاطئ مسافة ستة كيلومترات، ويزدان بنوافيره الطبيعية التي يمكن رؤيتها من خلال كهف «المرنيف»، حيث تخرج هذه النوافير المائية عبر الثقوب الصغيرة، والموجودة في الصخور الواقعة بالقرب من البحر. فيما يمكن رؤية الزوارق العُمانية لدى شواطئ ولاية «مرباط»، حيث تحتضن هذه الولاية العديد من الشواطئ، وعلى طول الطريق أثناء القيادة من صلالة إلى مرباط تُشاهد الزوارق التقليدية التي تُستخدم لصيد الأسماك، ويمكن الاستمتاع بالشواطئ الرملية البيضاء. تجتذب كهوف مدينة صلالة الكثير من هواة المغامرة والاستكشاف، إذ تضم مجموعة من الكهوف الجميلة لرواد المغامرة ولمحبي الاستمتاع بالطبيعة مثل، كهف «المرنيف» الواقع في منطقة شاطئ المغسيل، والذي يرتاده السياح خلال فصل الخريف بشكل خاص لجماله في هذه الفترة من العام؛ وكهف «عين حمران» حيث يمتاز بوجود العديد من الطيور المميزة بداخله. وتمثل أخوار ومحميات صلالة مكانًا رائعًا لمحبي الطبيعة حيث يستطيع الزائر الاستمتاع بيوم مثالي في قلب الطبيعة الجميلة ومن بين هذه الأماكن، «محمية خور البليد»، و«محمية خور عوقد»، و«محمية خور القرم الصغير والكبير»، و«محية خور الدهاريز»، و«محمية خور المغسيل». وتتميز صلالة بتنوع الأنشطة والفعاليات على مدار العام باختلاف فصولها، ولكل فصل مميزاته. كلام الصور: 1 من المناظر الطبيعية في صلالة 2 من المزارات الأثرية في عُمان 3 العسل العُماني يغزو الأسواق العالمية