سياسى بولندى: رد فعل الغرب وواشنطن على روسيا لن يكون عسكريًّا فقط.. وسنقوم بحرب اقتصادية شاملة الدمار خبراء: «بوتين» يسعى لاستعادة الاتحاد السوفيتى قال البيت الأبيض إن روسيا تمهد الطريق لضم الأراضى الأوكرانية، وتنصب مسئولين غير شرعيين ليكونوا وكلاء لها فى المناطق التى تسيطر عليها، مع سعيها لفرض سيطرتها الكاملة على أجزاء حققت فيها مكاسبها فى شرق أوكرانيا، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى جون كيربى، إن الروس يستعدون لتنصيب مسئولين بالوكالة واعتماد الروبل عملة رسمية، وإجبار السكان على التقدم بطلب للحصول على الجنسية. و أصدر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مرسومًا يقضى بتسريع منح الجنسية الروسية لجميع المقيمين على الأراضى الأوكرانية، بعد أن كان مقتصرًا فى الوقت السابق على سكان جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين فى شرقى أوكرانيا. واستعرض القرار الفئات التى تستطيع التقدم للحصول على الجنسية الروسية، وهي: سكان لوجانسك ودونيتسك، والسكان الدائمون فى أوكرانيا، بمن فى ذلك الذين كانوا يملكون فى الماضى الجنسية الروسية وتخلوا عنها. وقال المحلل السياسى والأكاديمى فى العلاقات الدولية فى «موسكو»، مصطفى خالد المحمد، إن مرسوم بوتين الأخير، أعاد تأكيد اتهامات غربية له بأنه يسعى إلى «استعادة الاتحاد السوفيتي»، لا سيما أنه قال ذات يوم إن «انهيار الاتحاد السوفيتى أكبر كارثة جيوسياسية فى القرن العشرين». وأضاف أن هذا الإعلان تحديدًا فى هذا الوقت مؤشر قوى على أن مرحلة الضم الفعلى والرسمى لهذه المناطق بأوكرانيالروسيا قد بدأت بالفعل، حيث يسيطر عليها الجيش الروسى والقوات الحليفة له فيها؛ ويبدو أن الأمر لم يعد مقتصرًا على جمهوريتى دونباس، إذ سيمتد لبقية المناطق الأوكرانية الواقعة تحت السيطرة الروسية، مثل خيرسون التى جرى تسليم الدفعة الأولى من جوازات السفر الروسية لسكانها، الشهر الماضي. وأعتقد أن موسكو تقوم باستفزاز حلف الناتو وإظهاره بموقف الضعف التام لما يحدث فى أوكرانيا، إذ إن روسيا تسعى لتوجيه رسالة قوية إلى أمريكا والغرب وحلف الناتو، مفادها عدم تنازل موسكو عن أى نصر عسكرى مقابل عدم توسع حلف الناتو شرقًا وعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى، وأنه إذا لم يتحقق ذلك عبر الحوار الدبلوماسى فإن لموسكو وسائل أخرى تواجه بها أوكرانيا والغرب. وأوضح مصطفى المحمد الأكاديمى فى العلاقات الدولية أن موسكو رفعت سقف أهدافها فى أوكرانيا وتخطتها لتصل إلى فكرة إعادة أمجاد الاتحاد السوفيتى وضم كل دول الاتحاد إليها بطريقة مباشرة كما يحدث فى أوكرانيا أو بطريقة سيطرة غير مباشرة كبيلاروسيا؛ اليوم تأكدنا أن الوضع لا يمكن حله عن طريق الدبلوماسية. وهذا نراه من طريقة تعاطى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لردود فعل دول حلف الناتو. وفى ذالت السياق، أكدت واشنطن أنها تمتلك معلومات استخباراتية بخصوص كيفية وضع روسيا الأساس لضم الأراضى الأوكرانية التى تسيطر عليها، فى انتهاك مباشر لسيادة أوكرانيا. وتابع المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى جون كيربي: «إنه الأسلوب ذاته الذى استخدمته روسيا فى 2014 عندما أعلنت ضمها لشبه جزيرة القرم الأوكرانية»، علمًا بأن المجتمع الدولى يعتبر ضم شبه جزيرة القرم غير شرعي. وترى واشنطن وحلفاؤها من الغرب أن خطوة بوتين الخاصة بالجنسية واللغة والتغلغل فى مفاصل المدن الأوكرانية التى سيطر عليها تعتبر مؤشرًا قويًّا على أن مرحلة الضم الفعلى والرسمى لهذه المناطق قد بدأت بالفعل، بخلاف استمرار العملية لجميع أنحاء أوكرانيا. وتعقيبًا على تلك الخطوات، قالت واشنطن إنها ستعلن فى الأيام القليلة المقبلة عن حزمة أسلحة جديدة لأوكرانيا؛ ومن المتوقع أن تتضمن الحزمة راجمات صواريخ متنقلة أمريكية «هيمارس»، وقذائف لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، بالإضافة إلى ذخائر المدفعية. وقدمت الولاياتالمتحدة 8 مليارات دولار مساعدة عسكرية لأوكرانيا منذ بدء الحرب، منها 2.2 مليار دولار الشهر الماضى، ويقول كاميل جيل كاتى، السياسى والإعلامى البولندى، إن رد فعل الغرب وواشنطن على موسكو لن يكون عسكريًّا فقط عبر الدعم، بل عبر حرب اقتصادية شاملة الدمار، من خلال حزم عقوبات مدمرة غير مسبوقة فى التاريخ القديم والمعاصر.