يخوض نجم الخليج والإمارات العربية المتحدة حسين الجسمى تجربة فنية جديدة في مشواره الفني بمشاركته في برنامج اكتشاف المواهب الغنائية «إكس فاكتور» الذي وصف التجربة بأنها صعبة للغاية، نظراً لتقمصه شخصية القاضى الذي يرفضها تماماً، وكان ذلك سبب تردده في خوض هذه التجربة. وأضاف الجسمى أنه يحترم تماماً وجهة نظر النقاد الذين يهاجمون هذه النوعية من البرامج نظراً لتعاطفهم مع المواهب الشابة، وذلك لأنه أيضاً يشعر بتعاطف كبير معهم أثناء اختبارهم ولكن في النهاية لابد من إعطاء الفرصة للموهبة الحقيقية، ومن جانب آخر تحدث الجسمى عن حبه لأم الدنيا «مصر»، وقال إن لقب أم الدنيا لم يأت من فراغ ولكن مصر فعلاً نموذج كبير من العطاء والحنان وكثيراً ما فتحت ذراعيها لجميع البلدان العربية وكان لها الريادة على مدار تاريخها في شتى المجالات. في حوار مع «الوفد» تحدث النجم حسين الجسمى عن مشاركته في برنامج «إكس فاكتور» وأسباب هجوم النقاد علي هذه النوعية من البرامج ونظرته لمشواره الفنى حتى الآن وعلاقته الشخصية والفنية بمصر. في البداية كيف جاءت مشاركتك في برنامج «إكس فاكتور»؟ - القائمون علي البرنامج طلبوا مني المشاركة كعضو لجنة تحكيم، ولكن في الحقيقة ترددت كثيرا في البداية قبل الموافقة، لأن التحكيم في يده مصير مجموعة من الشباب يغلب عليهم الحماس، وإبداء رأيى في موهبتهم أمر ليس سهلاً علي الإطلاق، لأننا في النهاية بشر والخطأ موجود بشكل كبير في حياتنا الشخصية والمهنية ولكن عندما تحدثت مع المسئولين عن البرنامج وجدت أنهم بالفعل يهدفون إلي مساعدة هؤلاء الشباب، وتسليط الضوء عليهم، ثم تحدثت مع نجوم لجنة التحكيم وقررنا أن تكون آراؤنا بمنتهي الوضوح والشفافية ويكون لنا دور حقيقي في مساعدة هذه المواهب، ولكن بشكل شخصي قررت أن أتعامل مع كل المشتركين برفق، وهذا ينبع من تعاطفى معهم، ولا يهمني أن يظن البعض أنني أنظر إلي الظهور بشكل جيد أمام الجمهور، لأني قررت الابتعاد عن المجاملات وإعطاء هذه الفرصة للشخصية الفنية والموهبة الحقيقة التي تستحقها، وأتمني أن أوفق في ذلك. من وجهة نظرك.. ما سبب هجوم النقاد علي هذه النوعية من البرامج واتهامها بأنها مسابقة علي جثث المواهب الشابة؟ - جميع برامج اكتشاف المواهب الغنائية التي ظهرت في الفترة الماضية، هي برامج عالمية في الأساس يشارك بها مجموعة كبيرة من نجوم العالم، وأعتقد أن ظهورها في وطننا العربي كان شيئاً لابد منه نظراً لضرورة مواكبتنا للساحة العالمية، وأيضاً لمساعدة المواهب الشابة، لأن كلا منا في مجاله كان يحتاج في بداية حياته المهنية لمن يساعده، ولكن النقاد تحدثوا كثيراً بخصوص هذه البرامج، وقال البعض إنها بديل للمطربين عن الغناء والحفلات بعد تدهور الساحة الغنائية، والبعض الآخر قال إن النجوم يتلاعبون بمشاعر المواهب الشابة من خلال هذه البرامج، وفي كل الأحوال أحترم رأي النقاد نظراً لتعاطفهم مع المشتركين الذين يريدون الإفصاح عن موهبتهم الفنية، وألتمس إليهم الحق في ذلك، لأني أشعر بتعاطف كبير مع الشباب أثناء جلوسى علي مقعد التحكيم ولكن في النهاية أتعامل مع هذه التجربة علي أنها رسالة ولابد أن تذهب إلي من يستحقها من الموهبة الجادة أو الموهبة الأفضل وسط المواهب المشتركة. ولماذا يوجه النقد للنسخة العربية من هذه البرامج ولم يوجه أي نقد للنسخة العالمية؟ - في الخارج عندما تدور عجلة العمل فلا مجال للعواطف، فالجيد فقط من حقه الاستمرار، بالإضافة إلي أنهم ينظرون إلي هذه البرامج نظرة مختلفة، لأن الساحة الغنائية العالمية تختلف عن الساحة العربية والمجتمع بشكل عام، فهم يتميزون بقدر كبير من الحرية ونظرتهم بسيطة للأمور ولكن علينا أن نحاول مواكبتهم، ولذلك دائماً أرحب برأي النقاد حتي لو كان ضدي، لأن الانفتاح علي كل الآراء دائماً يوجه للطريق الصحيح ويعطي نتائج طيبة، وأتمني أن يظهر مجتمعنا العربي في أفضل صورة أمام العالم، لأننا نمتلك أيضاً العديد من الإمكانيات وعلينا استغلالها بشكل صحيح. اتفقنا على تعدد هذا النوع من البرامج، فما الفرق بين «إكس فاكتور» والبرامج الأخرى؟ - معظم البرامج تنظر إلي الموهبة فقط أو قوة الصوت ويعتبرون المواصفات الأخرى أشياء مكملة ولكن «إكس فاكتور» اتفقنا أن ينظر للشخصية الفنية إلي جانب الموهبة، وقوة الصوت، لأن المطرب هو عبارة عن مجموعة من المواصفات يأتي منها الموهبة، وقوة الصوت، ولابد من وجود هذه المواصفات فيه بنسب متقاربة، ولذلك عندما أتحدث عن الموهبة الحقيقية أقصد الشخص الذي تتوافر فيه كل الصفات من موهبة، وشخصية فنية متكاملة، وذلك لأن الساحة الغنائية مليئة بالأشكال الفنية المختلفة، بالإضافة إلي أن النجومية لها مفاهيم متعددة ولكن الساحة تعترف بالشخص الذي تتوافر فيه جميع الإمكانيات، ونوهت عن ذلك في معظم حلقات البرنامج لتوصيل الانطباع الصحيح للجمهور. بعيداً عن البرنامج.. كيف ينظر حسين الجسمى لمشواره الفنى؟ - أطرح أعمالى الفنية علي ساحة يوجد بها العديد من الثقافات الغنائية المختلفة، ولذلك إذا حصلت علي النجاح أعتبره دفعة قوية لمواصلة المشوار، وحتي الآن أشعر بأن لدى العديد من الطموحات والأفكار الموسيقية التي أريد طرحها علي الجمهور، ولم أفكر في يوم من الأيام في الوصول لخط معين من النجاح، لأن البداية الجيدة ليست صعبة ولكن الحفاظ على التواصل أصعب ما يكون، فالغناء والموسيقى علم ليس له نهاية، فلابد من الاجتهاد والحرص والاهتمام لاستكمال العمل فيه، وأقتنع أن المطرب الذي يتحدث عن نجاحه محدود التفكير ويبدأ في الاتجاه نحو نهايته، ولم أقرر أن أكون ذلك الشخص في يوم من الأيام. حدثنا عن طبيعة علاقتك الشخصية والفنية بمصر؟ - مصر بلد العطاء ولا خاب من أطلق عليها أم الدنيا نظراً لدورها الكبير في وحدة وتداخل الثقافات العربية ولذلك لا أعتقد أن هناك شخصاً في الوطن العربي لا يحب «أم الدنيا» هذا البلد الملىء بالخير والحنان، أما علي المستوي الفني فمصر طوال تاريخها تفتح ذراعيها لكل الفنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وأشعر بسعادة كبيرة عندما يحدثنى الآخرون عن غنائى لمصر، لأن غنائى لها ينبع من حبي وتقديرى لقيمتها الكبيرة، وأتمني لهذا البلد أن ينعم بالأمن ويعود لمكانته الطبيعية ومن المؤكد أنه في كل الأحوال ومختلف الظروف سيظل بلد الحنان والعطاء والتاريخ.. مصر «أم الدنيا». وما سبب تطرق بعض المطربين المصريين من وجهة نظرك للحياة في الدول أو متابعة أعمالهم من هناك؟ - من الممكن أن يكون ذلك رغبة في التغيير لبعض الوقت أو العمل في بيئة جديدة ولكن بوجه عام أهل مصر بمختلف طبقاتهم معروف عنهم عشقهم لوطنهم، بالإضافة إلى أن الحنين غريزة طبيعية موجودة في كل منا، وعلينا أن ننظر للأمور ببساطة.