أمانة صندوق الوفد تعلن تبرؤها من التسويات المالية لأحد أعضاء البرلمان    "الأزهر" ضمن أفضل 1000 جامعة على مستوى العالم وفقًا لتصنيف التايمز العالمي    الأمم المتحدة: قيادة الرئيس السيسي الحكيمة عامل جوهرى أدت لاتفاق وقف حرب غزة    تصفيات كأس العالم – انتصارا بنين ونيجيريا يشعلان مجموعة الموت.. وجولة مصيرية    الخواجة: الزمالك يستحق التضحية من جميع أبنائه.. وأتمنى تدارك الأخطاء خلال التوقف    الاقتصاديه تنظر ثانى جلسات سوزى الأردنية 15 أكتوبر    القبض على عاطل سحل طالبة لسرقة هاتفها فى المنيرة الغربية    رحيل زوجين في يوم واحد يهز قرية بقنا.. قصة حب تُروى بالدموع في الترامسة    إلهام شاهين وهالة صدقي وبوسي شلبي أبرز حضور عقد قران إيناس الدغيدي    كاميرا القاهرة الإخبارية توثق فرحة عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة    نضال الشافعى بعد اتفاق شرم الشيخ ووقف الحرب: مصر استعادت غزة بالحكمة والقيادة الرشيدة    انفراد.. خالد العناني يصل القاهرة لأول مرة بعد انتخابه مديرا عاما لليونسكو    37 عامًا من الإبداع.. الأوبرا المصرية تحتفل بعطائها الفني    ياسر محمد يكتب : عيون الوطن    اقرأ غدًا في «البوابة».. أنا النيلُ مقبرةٌ للغزاه.. الأمن المائي المصري خط أحمر    استقرار سعر جرام الفضة في السوق المحلي اليوم الجمعة    تشكيل ألمانيا أمام لوكسمبورج في تصفيات كأس العالم 2026    كيفية علاج انخفاض ضغط الدم المفاجئ بالمنزل    الاتحاد البرازيلي يخطط لتجديد عقد أنشيلوتي حتى 2030    أخبار مصر اليوم.. وزير الصحة يتابع تنفيذ 28 مشروعًا صحيًا في 12 محافظة.. البيئة: مصر تتبنى رؤية متقدمة لإدارة مواردها الطبيعية    أحد أبطال أكتوبر يروي تفاصيل خطة العبور: التوقيت والتدريب وحائط الصواريخ كانت عوامل الحسم    بعد إلغائه.. ما هو قانون قيصر الذي خنق الاقتصاد السوري لخمسة أعوام؟    فيديوهات رقص تقود صانعة محتوى للسجن    شيخ الأزهر يعزي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق في وفاة شقيقته    الكرملين يعلن موعدًا جديدًا للقمة «الروسية- العربية» الأولى بعد تأجيلها    سباق الانتخابات.. 183 مرشحًا أجروا الفحوصات الطبية بالمنيا    شرب سوهاج تصدر فيلما قصيرا لتعريف ذوى الاحتياجات الخاصة بقضايا المياه    قطاع السيارات المستعملة: نشهد انخفاضا في الأسعار.. واختفاء ظاهرة الزبون التاجر من السوق    «محتاج يراجع التاريخ».. عمر حسن يوسف ينتقد تجاهل والده في أغنية مهرجان «المهن التمثيلية»    عزيزة    ضياء السيد: الرئيس السيسي أنهى حرب غزة واتفاق شرم الشيخ يؤكد ريادة مصر    عماد كدواني: المنيا تستحوذ على أكثر من نصف المستهدفين بالتأمين الصحي الشامل في المرحلة الثانية    حسام موافي: الكلى تعمل بضغط الدم فقط.. وانخفاضه المفاجئ يسبب الكارثة    جاهزون للتعامل مع أي تطورات في الإصابات.. مستشار الرئيس للصحة: لا داعي للقلق من متحور كورونا الجديد    وكيل المخابرات المصرية السابق: إسرائيل فشلت فشلا ذريعا بمعرفة مكان شاليط    نيابة العامرية تطلب تحريات العثور على جثة فتاة مقتولة وملقاة بالملاحات في الإسكندرية    نائب محافظ المنيا يتفقد أعمال تطوير ميدان النيل ومجمع المواقف    10 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا الاتجار في العملات ب «السوق السوداء»    مواهب مصرية في الملاعب الأوروبية تنضم للمنتخبات    الخارجية الفرنسية: علينا تقديم الدعم اللازم لاتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار بغزة    الزمالك: ندرس ضم مدرب عام مصري لجهاز فيريرا    مكتب رعاية المصالح الإيرانية يهنئ المنتخب بتأهله لكأس العالم: إنجاز للأبطال المصريين    لبنان: بيروت ودمشق اتفقتا على تشكيل لجان مشتركة لمعالجة الملفات العالقة    أحمد عمر هاشم يستحضر مأساة غزة باحتفال الإسراء والمعراج الأخير    اسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 10 اكتوبر 2025    الخبراء تطالب بحوار مجتمعي قبل فرض ضريبة على المشروبات الغازية    أصحاب الكهف وذي القرنين وموسى.. دروس خالدة من سورة النور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 10-10-2025 في محافظة الأقصر    أدعية يوم الجمعة.. نداء القلوب إلى السماء    مصر تستعد لتطبيق التوقيت الشتوي وبداية فصل الشتاء 2025    أوقاف المنيا تفتتح المسجد الكبير بأبو فليو ضمن خطتها لإعمار بيوت الله    الطرح الجديد لوحدات «جنة» و«سكن مصر» 2025.. أسعار مميزة وأنظمة سداد مرنة للمواطنين    «أوقاف المنيا» تعقد 109 ندوة علمية في «مجالس الذاكرين» خلال أسبوع    إيرادات فيلم "فيها إيه يعني" تتجاوز ال30 مليون جنيه خلال 9 أيام عرض بالسينمات    الحسابات الفلكية تكشف أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1447 هجريًا    شرط يمنع التقدم لحج القرعة هذا العام.. تعرف عليه    أمطار لمدة 24 ساعة .. بيان مهم بشأن حالة الطقس في القاهرة والمحافظات    وليد صلاح: عقدنا اجتماعا مع مانشيني.. وتوروب مناسب لكل معاييرنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزهر يساند مبادرة «السيسي» للحوار الوطنى
د. نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية:
نشر في الوفد يوم 23 - 06 - 2022

مجمع البحوث الإسلامية هو الهيئة التى تعمل على تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الشوائب والتعصب السياسى والمذهبى، وبيان الرأى فيما يستجد من مشكلات مذهبية أو اجتماعية تتعلق بالعقيدة.
وحمل تبعة الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلى رأس هذه الهيئة العليا يجلس فضيلة الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، وهو واحد من أعمدة الفكر الإسلامى فى مصر والعالم الإسلامى، ومن رجال الأزهر الثقات الذين تحملوا أمانة المسئولية للعمل من أجل رفعة الدين وخدمة الإسلام والمسلمين.
حصل «عيّاد» على الماجستير فى أصول الدين تخصص العقيدة والفلسفة، وحملت رسالة الماجستير عنوان «النفس الإنسانية عند فلاسفة الإسلام فى المغرب ومدى التأثر بالفكر اليونانى» ثم نال درجة الدكتوراه فى أصول الدين، وجاءت أطروحته العلمية تحت عنوان «إنكار الغيب وخطره على الفكر الإنسانى».
تدرج العالم الكبير فى العديد من المناصب حتى صدر القرار عام 2019 بتوليه الأمانة العامة للمجمع.
حاضر «عياد» فى العديد من المحافل المحلية والدولية، فهو إلى جانب تواضعه الشديد عالم مفوه يمتلك الحجة والبيان ليكون خير سفير للأزهر الشريف تحت ريادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
التجديد صفة راسخة فى الشريعة الإسلامية ولسنا بعيدين عن قضايا الواقع.
«الوفد» التقت الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وهذا نص الحوار:
بداية.. ما الرسالة الأساسية التى يقوم بها مجمع البحوث الإسلامية.. وما أهم أهدافه؟
المجمع إحدى الهيئات العلمية المهمة بالأزهر الشريف، وله أدوار قوية على المستوى المحلى فى الجانب الدعوى والتوعوى وهو ما يقوم به وعاظ الأزهر فى مختلف قرى ومدن ومحافظات الجمهورية وبالتركيزعلى المناطق الحدودية والمترامية الأطراف والتى تعد الأكثر احتياجًا لهذا الجانب التوعوى، وعلى المستوى العالمى من خلال مبعوثيه فى مختلف دول العالم. ولذلك فإننا نعمل جاهدين على دعم هذا الدور من خلال الخطط التوسعية التى تقوم على مواجهة قوية للمشكلات المجتمعية المنتشرة بين الناس، فضلًا عن أننا نستهدف التركيز على جانب الوعى لدى المواطنين وخاصة الشباب من خلال التواصل المستمر معهم وزيادة قدرتهم على الفهم الحقيقى للقضايا والشبهات الفكرية المثارة على الساحة حاليًا ومنها قضايا التكفير والغلو والتطرف، وكذلك الإلحاد وخطره على الشباب، من خلال معالجات وفق خطط بحثية وجوانب تأخذ فى اعتبارها واقع الناس.
كذلك فإننا نستهدف أيضاً من خلال خطتنا الاهتمام بدور المرأة باعتبارها شريكًا للرجل واستغلال طاقاتها فى كثيرٍ من القضايا الجوهرية والمحورية خصوصًا أن الواقع يشهد على صدق هذا الدور سواء فى القصايا الاجتماعية والدعوية وذلك من خلال مشاركتها فى كثيرٍ من المنتديات وعضويتها للعديد من الجمعيات، فضلًا عن الدور الذى أسهمت به من خلال بعض المواقع التى تقلدتها. كما أننا نعمل على التنسيق مع الوزارات والهيئات المختلفة لتحقيق التكامل والتناغم بين مؤسسات الدولة المصرية فى مختلف القضايا المهمة ومجالات العمل المشتركة.
ما آخر تطورات ملف واعظات الأزهر وما خطتكم لدعم الواعظات بمقومات الفكر الإسلامى الصحيح وهل هذا بمثابة رد على من يتهمون الأزهر بعدم إنصاف المرأة؟
فى إطار الجهود المبذولة لتأهيل وتدريب واعظات الأزهر الشريف، يقوم المجمع بعقد العديد من الدورات العلمية التى تستهدف مناقشة قضايا المرأة ونظرة المجتمع إليها، وبيان مكانتها وأنها شريك أساسى فى بناء الأسرة والمجتمع، وإعداد الأجيال الصالحة، بالإضافة إلى التركيز على بيان معالم المنهج الأزهرى فى الوسطية والاعتدال وأهمية احترام المرأة والاعتراف بقدرتها على العطاء والتميز فى شتى المجالات.
وتمثل الواعظات عنصرًا دعويًا مهمًا خاصة فى هذا التوقيت الذى يعانى فيه المجتمع بمختلف أفراده ومكوناته من تحديات تحتاج إلى إعداد الكوادر النسائية من الواعظات اللاتى يتسمن بسعة الأفق والبعد عن التعصب، لتبصير الناس بحقيقة هذا الدين.
ماذا عن الوافدين وكم يبلغ عددهم داخل الأزهر وما أهمية قوافل السلام التى أطلقها الأزهر للخارج؟
الطلاب الوافدون لهم عناية خاصة فى جميع قطاعات الأزهر الشريف فى إطار اهتمام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالطلاب الوافدين ودعمهم علميًا وفكريًا ليكونوا سفراء للأزهر فى بلادهم، قادرين على حمل منهج الوسطية ونشر صحيح الدين فى العالم كله؛ حيث يبلغ عدد الطلاب حوالى 46 ألف طالب وافد فى مراحل التعليم المختلفة بداية من رياض الأطفال إلى مرحلتى الماجستير والدكتوراه.
بالرغم من وجود لجنة مراجعة المصحف بالمجمع والجهد الكبير الذى تقوم به لحماية كتاب الله من التحريف إلا أنه توجد بعض النسخ بها أخطاء بين الحين والآخر.. فما تعليقكم؟
العناية بطباعة المصحف الشريف من حيث المراجعة والضبط قضية فى غاية الأهمية، لذلك يولى لها المجمع اهتمامًا خاصًا، حيث يقوم على هذه المراجعة نخبة من المتخصصين فى القرآن الكريم وعلومه من أعضاء هيئة التدريس بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر ومعاهد القراءات.
وباعتبار أن هذه اللجنة هى الوحيدة القائمة على مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، ونظرًا لكثرة طلبات المراجعة التى تُقدم من جانب دور النشر فإنها تلتقى أسبوعيًا لمراجعة ما يعرض عليها من أعمال لطباعة المصحف الشريف وإصدار تصاريح الطبع والتداول، حيث تقوم اللجنة بمراجعة المصحف الشريف على مرحلتين الأولى منهما: مراجعة تجارب الطباعة، وفى هذه المرحلة تقوم دار النشر بتجهيز نسخة من المصحف وعلى جوانبه هامش، للتأكد من سلامة النص القرآنى وموافقته لقواعد الرسم والضبط والتأكد من الالتزام بأحكام التجويد وموافقتها للقراءات المتواترة، ويجرى ذلك على عدة مراحل: تبدأ الأولى بمراجعة النص القرآنى، تليها المرحلة الثانية وهى مراجعة الرسم، ثم المرحلة الثالثة وهى مراجعة الضبط والتشكيل.
نستهدف زيادة وعى المواطنين ضد «الشبهات الفكرية»
وفى حالة وجود أخطاء فى هذه النسخة المقدمة تقوم اللجنة بالتنويه عن مواضع الخطأ فى الهامش مع تدوين تقرير عن تلك الملاحظات والأخطاء، ثم يعاد المصحف لدار النشر لتصويب الأخطاء، ثم يعاد مرة أخرى إلى اللجنة للمراجعة وبعد التأكد من التصويب تُمنح الدار موافقة على الطبع فقط.
وبعد الموافقة على الطبع تشترط اللجنة أن تعرض دار النشر نسخًا من المصحف للمراجعة النهائية، ثم بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهى مرحلة المراجعة بعد الطباعة والجمع، حيث تراجع اللجنة النسخ بعد الطباعة والجمع، للتأكد من سلامة النص القرآنى، وعدم حدوث أى أخطاء فنية أو مطبعية، كما تجرى مراجعة جودة الورق والغلاف لكى يتناسب مع قدسية المصحف الشريف، وبعد انتهاء هذه المراحل بدقة عالية تقرر اللجنة منح دار النشر تصريحًا بالتداول.
وفى حالة وجود أو اكتشاف أى أخطاء فى المصحف بعد تداوله بالأسواق يجرى مخاطبة دار الطباعة المسئولة عن المصحف المغلوط لإحضار نسخ من المصحف محل الشكوى، دون إفصاح عن موضع الخطأ المشكو بشأنه، فإن كان الخطأ موجودًا بجميع النسخ تتم مصادرة جميع النسخ من المطبعة ومن الأسواق، وتشكل لجنة لإعدامها مع إبلاغ الجهات المعنية قانونًا «الجهات الأمنية»، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذه الدار، فإذا وُجد خطأ يتم التنبيه على الدار بتوخى الحرص والحذر وعدم الإهمال فى طباعة المصحف، ويؤخذ على صاحب الدار إقرار بذلك.
ما دور المجمع فى قضية تجديد الخطاب الدينى.. وهل نحن بحاجة إلى التجديد أم إلى خطاب
دينى جديد؟
بالنسبة لموضوع تجديد الخطاب الدينى فيتم التنسيق بين قطاعات الأزهر الشريف من أجل تكثيف جهود المواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة، لتنفيذ رؤية الدولة المصرية فى تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الفكر المتطرف، فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ببذل مزيدٍ من الجهود اللازمة لمواجهة الأفكار المتطرفة وبيان خطر المغالطات التى تروجها جماعات العنف والإرهاب.
تستهدف خطة العمل تعاون الأزهر الشريف مع جميع المؤسسات والهيئات المعنية فى الدولة والجامعات من أجل العمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمى وقبول الآخر، ودعم الحوار الهادف والبنّاء وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال، وإيجاد حلول فعّالة للمشكلات المجتمعية التى تواجه المجتمع المصرى، والمخاطر التى تهدد أمن واستقرار الدولة المصرية.
ما هى أهم الآليات التى يمكن اتباعها لتحصين الشباب من السقوط فى براثن الفكر المتشدد والداعشى الذى انتشر مؤخرًا؟!
بالنظر فى الدين الإسلامى يُعلم يقينًا بأن الإسلام دين رحمة وليس عنفًا ونصوصه وأحكامه تؤيد ذلك وممارسة الصحابة الذين نهلوا من فيض النبوة ذلك فليقرأ الناس الإسلام من علمائه والتاريخ الصحيح، ولكن تعاليم الإسلام المثالية التى تحقق لسكان المعمورة الأمن والتعايش السلمى المجتمعى وقبول الآخر يرفضها أصحاب الأجندات الخاصة ومثيرو الفتن من أجل مآربهم الخبيثة.
وإذا نظرنا إلى تلك الجماعات المتطرفة فإنها تعمل على استقطاب الشباب بأكثر من طريقة؛ من ناحية العاطفة الدينية لدى بعض الشباب، ومن ناحية الجهل ببعض تعاليم الدين الإسلامى السمحة، ومن ناحية الأهواء والمتطلبات الشخصية.
الإلحاد ظاهرة خطيرة.. وهناك علاقة تكاملية بين العلم والدين.
وفى إطار الخطة التوعوية الكبيرة التى يقوم بها الأزهر الشريف بشكل غير تقليدى فى التواصل مع الناس يقدم المجمع مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التى تستهدف توعية المواطنين فى جميع أنحاء الجمهورية بالعديد من القضايا والمشكلات التى يعانى منها المجتمع وتمثل تحديًا يعرقل مسيرة التنمية فى الوقت الحالي؛ حيث ينتشر وعاظ وواعظات الأزهر الشريف فى جميع قرى ومدن ومراكز الجمهورية، بالإضافة إلى النشر الإلكترونى على مواقع التواصل الاجتماعى.
ويتم تحديد واختيار الحملات والقوافل التوعوية بناء على دراسة واقع الناس والقضايا المجتمعية التى يحتاج إليها الناس فى كل وقت، وتنفذ تلك الحملات والقوافل من خلال انتشار الوعاظ فى مراكز الشباب والنوادى والمصانع والشركات والمدارس ودور الرعاية والمقاهى الثقافية، فضلًا عن النشر الإلكترونى.
يضاف إلى ذلك إصدارات السلسلة العلمية للمجمع التى تتم إتاحتها للجمهور بأشكال مختلفة سواء من خلال النشر الورقى أو الإلكترونى، فى إطار تعظيم سبل الاستفادة من إصدارات المجمع، واستعادة دوره فى تشكيل وعى ووجدان المجتمع، وحماية العقول من محاولات العبث الفكرى التى تتم ممارستها باسم الدين، حيث قدم المجمع العديد من الإصدارات العلمية التى تعالج قضايا مختلفة مثل: معالجة القضايا الفكرية وفق الضوابط والقواعد المنطقية التى ترفض السطحية فى القراءة والفهم، ومعالجة المشكلات المجتمعية من خلال رؤية ومنهج القرآن فى التعايش بين الناس وفى إقرار السلم والأمن المجتمعى، وأزمات الإنسانية وما قدمه القرآن فى هذا الشأن من حلول واقعية ترتبط بحياة الناس ارتباطًا مباشرًا، بالإضافة إلى الحديث والسيرة واللغة والتاريخ.
قضية التراث شائكة أثير حولها جدل كبير إلى أى مدى يقوم المجمع بتنقيح كتب التراث؟!
تراث أى أمة هو هُويتها واللبنة الأولى التى ينطلق منها أى مجتمع وخاصة أن تراثنا مليء بالكنوز التى قلما تجدها فى أى أمة خاصة التراث الإنسانى، بالإضافة لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالى لا يمكن التخلى عنه ولكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه، وهذه مهمة المتخصصين، لذا نعمل على تحقيق كتب التراث وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين وأخذ منها ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التى يظنها البعض حديثة فما هى إلا قديمة والعلماء قديمًا فندوها تفنيدًا فما من شاردة ولا واردة إلا تحدثوا عنها بل أنهم كانوا يفترضون وجود شبهات ويعملون على الرد عليها، وكل ذلك لأن مسألة اتهامه مسألة خطيرة وبعيدة عن الواقع، والفيصل فيها ينبغى أن يكون للمتخصصين.
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر له جهود خارجية عظيمة لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام.. كيف ترى هذه الجهود؟
جولات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب–شيخ الأزهر الخارجية إلى مختلف دول العالم، تأتى تأكيدًا لحرص الأزهر الشريف على تفعيل دوره العالمى فى إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، فى مواجهة الإرهاب والتطرف الذى يحاول استخدام الدين للتشويش على عقول الناس وتضليل الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة التى تنشر باسم الدين.
وفضيلة الإمام الأكبر ومنذ توليه مشيخة الأزهر الشريف وهو يقوم بجهود عظيمة على مستوى الدور الأزهر الذى يحفظ على المؤسسة تاريخها وريادتها خاصة الجانب العلمى والدعوى، كما أن جولاته فى الشرق والغرب لنشر ثقافة السلام بين جميع الشعوب خير شاهد على هذا الدور المهم، كما أنه لا يخفى على أحد مشاركات فضيلة الإمام الأكبر فى المؤتمرات الدولية والمحلية وتأكيده المستمر على المواجهة الحاسمة لكل فهم مغلوط لا علاقة له بصحيح الدين الإسلامى وسماحته.
ما هو دور الأزهر بشأن مبادرة الحوار الوطنى التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا؟
دعنا نتفق أولًا أن الأزهر الشريف مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية، وبالتالى هذه المبادرة التى أطلقها رئيس الجمهورية فيما يتعلق بالحوار الوطنى المجتمعى واحدة من المبادرات التى يتبناها الأزهر الشريف ويركز عليها خصوصًا أن الأزهر الشريف يعتمد فى توصيل رسالته وفى أداء أدواره على جوانب كلها قائمة على العلم والمعرفة والدعوة، وهذا كله يقتضى الحوار، وبالتالى هذه المبادرة التى أطلقت من قبل رئيس الجمهورية مبادرة تبناها الأزهر الشريف بكل قطاعاته ويعمل على بيان ما فيها والكشف عن مضمونها خصوصًا أن الحوار لا يأتى إلا بالخير وأن الحوار باب من أبواب التقدم، ويفتح آفاقًا ومجالات متعددة بالوصول بالوطن والمواطن إلى ما ينبغى أن يكون عليه. وبالتأكيد مثل هذه المبادرات الجميع فى حاجة إليها خاصة فى الوقت الحالى من تاريخ الدولة المصرية التى تحتاج فيه الدولة لتكاتف الجميع من أجل البناء والتنمية الشاملة، وإذا
نظرنا إلى تاريخ المؤسسة الأزهرية فسنجد أنها حريصة كل الحرص على إنجاح مثل هذه المبادرات الحوارية ومساندتها، لما تنتجه من تحقيق للاستقرار المجتمعى وتبادل وجهات النظر وتكاتف الجميع من أجل صالح الوطن.
الإلحاد ظاهرة باتت موجودة بين شباب كثيرين فما نظرتكم لحجم هذه الظاهرة وما خطورتها وما السبيل لمواجهتها؟
الإلحاد ظاهرة خطيرة ينبغى أن يتكاتف الجميع من أجل مواجهتها، سواء على المستوى الفردى أم على المستوى المجتمعى، وأولى سبل مواجهة الإلحاد هى الدعوة إلى توحيد الله -عز وجل- من خلال دعوة الناس إلى دين الله وتعريفهم به والكشف عن مضامينه، وإبراز محاسنه، ويتمثل السبيل الثانى يتمثل فى العمل على ربط العلم بالدين؛ خصوصًا أن الإلحاد المعاصر يعتمد فى كثير من الأحيان على العلم التجريبى، زاعمًا أن هناك تنافرًا بين العلم والإيمان، والواقع أن هناك علاقة تبادلية تكاملية بين العلم والدين.
أما السبيل الثالث فيتمثل فى قيام المؤسسات بدورها، سواء كانت مؤسسات دعوية أو علمية أو تربوية أو إعلامية أو مجتمعية، ينبغى أن يؤدى كل منها دوره فى بناء الوعى المجتمعى ومواجهة الأفكار الهدامة والتى من أهمها الدعوة إلى الإلحاد، والسبيل الرابع يتمثل فى الرقابة الأسرية، باعتبار أن الأسرة هى المنفذ الأول الذى ينبغى أن يراقب ويكشف الأب والأم لأولادهما الصحيح من السقيم، وبدون تلك الرقابة يكون أفراد الأسرة فى خطر الوقوع تحت براثن الإلحاد وغيره من الظواهر الخطيرة.
ما ردكم على الإساءة من حين لآخر ضد الإسلام والنبى من خلال الرسوم أو المقالات أو الدعوات فى بعض دول الغرب تحت ذريعة حرية الرأى والفكر والتعبير؟ وهل مازالت حملة «الدفاع عن النبى» التى أطلقها المجمع سارية؟!
أطلق المجمع عدة حملات توعوية باللغتين العربية والإنجليزية عبر موقعه الرسمى على بوابة الأزهر الصادر باللغة الإنجليزية ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتوتير»، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا؛ لتصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض عن الإسلام، والتى ينتج عنها صدور بعض الأفعال التى تسيء للمسلمين ومقدساتهم بما يدعم ظاهرة العنصرية والتطرف ضد الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية والحقد بين أتباع الأديان.
كما أعلن الأزهر الشريف عن رفضه الشديد لتلك الأفعال العنصرية التى تنتهك الحريات دون أدنى احترام لمعتقدات الآخرين أو مقدساتهم، خاصة وأن تلك الأعمال تنسف الجهود العالمية التى يقوم بها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر مع رموز المؤسسات الدينية المختلفة لنشر السلم بين الناس جميعًا ونبذ كل ما من شأنه أن يرسخ لمعانى العنف والتطرف.
ركزت الحملات على مواقف الإسلام ونبيه من القضايا المختلفة من خلال بيان الصورة الحقيقية لتعامل الشريعة الإسلامية فى كل هذه المواقف منذ بعثة النبى صلى الله عليه وسلم وحتى انتشار الدين الإسلامى فى شتى بقاع الأرض، كما تُبين الحملة كيف أن الإسلام يُعلى دائمًا قيم الرحمة والمودة والإنسانية والعدل، ويؤكد احترام الآخر لأجل إنسانيته بغض النظر عن لونه أو عرقه أودينه، ويرفض كل ما من شأنه أن يثير الحقد والضغينة بين الناس ويرسخ لمعانى الظلم والعنصرية.
ما ردكم على من يتهمون المؤسسة الدينية فى مصر بانفصالها عن مستجدات العصر؟
هذا يمكن الرد عليه من خلال الواقع ذاته، ولعل مؤخرًا هذه المبادرة التى أطلقت من قبل أحد قطاعات الأزهر الشريف «لتسكنوا إليها» واحدة من الأمور المهمة التى تؤكد أن الأزهر الشريف لا ينفك عن الواقع وعن قضايا العصر، ثم إن المؤتمر الذى عقد مؤخرًا فيما يعرف ب«قضايا التجديد فى فى الفكر الإسلامى» والذى أجاب فيه الأزهر عن (20) قضية تحتاج إلى رؤية تنويرية وعصرية، وأجاب فيها الأزهر الشريف فيما يتعلق بالتكفير وفيما يتعلق بالآثار وفيما يتعلق بحقوق المرأة، والحقوق المتعلقة بالبيئة والمناخ، كل ذلك يدفع هذه الاتهامات بجانب هذا المؤتمر الذى عقد مؤخرًا من خلال جامعة الأزهر الشريف، وهى أحد قطاعات الأزهر فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والبيئة، كل هذا يؤكد أن الأزهر الشريف ينطلق من رؤية تنويرية تجديدية لا تنفك عن الواقع أبدًا، وأقول ذلك بأن الأزهر يعنى بأمور الشريعة، والتجديد صفة راسخة فى الشريعة الإسلامية، وبالتالى لايمكن أن يكون الأزهر فى وادٍ وقضايا الواقع أو مشكلاته فى وادٍ آخر، بل يمكن أن نقول إن الأزهر يرتبط بالواقع ارتباطًا وثيقًا يشهد بذلك القضايا التى تطرح، ولعل ما حدث فى أزمة كورونا كان الأزهر الشريف سباقًا فى هذا الجانب وتم بحث المسألة بحثًا علميًا أصيلًا من خلال التخصصات المتعددة سواء الأطباء أو علماء النفس وعلماء القانون أو الشرع، وهذا يؤكد أن الأفق الواسع الذى تنعم به الموسسة الأزهرية لهو خير شاهدٍ على أنها لا تنفك عن الواقع.
ماذا عن مبادرة «لتسكنوا إليها» التى أطلقها المجمع مؤخرًا؟
أعلن المجمع فى مؤتمر رسمى عن إطلاق مبادرة موسعة لمواجهة التكاليف الباهظة للزواج فى محافظات الجمهورية وذلك بعنوان: «لتسكنوا إليها»؛ حيث تسعى المبادرة لتحقيق مجموعة من الأهداف التى تقضى على العادات السيئة والمتبعة فى الزواج، أملًا فى تيسير الأمور المتعلِّقة به، ومواجهة المغالاة فى تكاليفه خاصة فى مثل هذه الظروف الاقتصادية التى يعانى منها العالم أجمع، فى إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، واهتمام المجمع بالقضايا التى تؤرق المجتمع المصرى.
وتأتى هذه المبادرة كدعوة عامة لجميع الناس فى محافظات مصر للتخلى عن هذه العادات التى تحول دون تكوين أسرة مستقرة وآمنة تحقق أهدافها وتبنى مستقبلها؛ حيث سيتولى نشرها بين الناس والدعوة إليها وعاظ وواعظات الأزهر فى جميع محافظات مصر من خلال متابعة الأمانة العام للدعوة والإعلام الدينى.
هل للمجمع دور فى معالجة قضايا التفكك الأسرى والفساد المجتمعى والزيادة السكانية؟!
المجمع إحدى الهيئات العلمية المهمة بالأزهر الشريف، وله أدوار قوية على المستوى المحلى فى الجانب الدعوى والتوعوى وهو ما يقوم به وعاظ الأزهر فى مختلف قرى ومدن ومحافظات الجمهورية وبالتركيز على المناطق الحدودية والمترامية الأطراف والتى تعد الأكثر احتياجًا لهذا الجانب التوعوى، أو على المستوى العالمى من خلال مبعوثى الأزهر الشريف.
كما يعمل المجمع من خلال خطة توسعية تقوم على مواجهة قوية للمشكلات المجتمعية المنتشرة بين الناس، فضلًا عن أننا نستهدف التركيز على جانب الوعى لدى المواطنين وخاصة الشباب من خلال التواصل المستمر معهم وزيادة قدرتهم على الفهم الحقيقى للقضايا والشبهات الفكرية المثارة على الساحة حاليًا ومنها قضايا التكفير والغلو والتطرف، وكذلك الإلحاد وخطره على الشباب، وذلك من خلال معالجات وفق خطط بحثية وجوانب تأخذ فى اعتبارها واقع الناس، والقضايا الأسرية المختلفة مثل تنظيم النسل، وزواج القاصرات والطلاق وغيرها من المشكلات المجتمعية.
ما هو دور لجنة القدس داخل المجمع؟
إن جهود الأزهر الشريف فى دعم قضية فلسطين والقدس الشريف، بدأت مع بداية القضية؛ حيث عقدت المؤتمرات الإسلامية بالأزهر، وصدرت عنها التوصيات الداعية إلى الوحدة الإسلامية، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والنصرانية، ومن أهم التوصيات التى صدرت عن مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بشأن فلسطين أن قضية فلسطين هى قضية المسلمين جميعًا؛ لارتباطها الوثيق بدينهم وتاريخهم وتراثهم.
فلم تغب قضية القدس عن الأزهر يومًا؛ حيث كانت حاضرة فى وجدان الأزهريين من أكبر مسئول حتى أصغر طالب من طلابه؛ حيث يواصل الأزهر الوقوف إلى جانب القضية الأهم فى الشرق الأوسط والعالم الإسلامى داعمًا للحق الفلسطينى ورافضًا أى قول أو فعل أو قرار يخالف ذلك، فكانت مواقفه مشرفة وفاعلة ومؤثرة على مدى تاريخ القضية.
ومن هذا المنطلق تعمل لجنة القدس على دراسة الموضوعات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ومكانة القدس والمسجد الأقصى فى نفوس المسلمين، والمساهمة فى توحيد الصف لمتابعة المساعى الرامية إلى تحرير القدس والأماكن المقدسة؛ وذلك من النواحى الشرعية والدينية والاجتماعية.
هل لدى المجمع استراتيجية لاستعادة القيم الأخلاقية وتأسيس الحوار والتعايش السلمى بين الأديان؟
يعمل الأزهر الشريف بجميع قطاعاته ومن ضمنها مجمع البحوث الإسلامية على نشر الوسطية والاعتدال وبيان سماحة ويسر الدين الإسلامى، ومن يتأمل جهود فضيلة الإمام يراها واضحة جلية لا ينكرها أحد فهذه الجولات الداخلية والخارجية التى يقوم بها فضيلته تشير إلى حرصه الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة فمن مؤتمرات علمية إلى لقاءات متعددة ما بين قادة دينيين وسياسيين وتربويين وغيرهم، كل ذلك يؤكد أن هذه قضية رئيسة أولاها موفور العناية، والمجمع حريص على الوقوف على نتائج تلك اللقاءات وتوصيات المؤتمرات والعمل على ترجمتها إلى واقع عملى ملموس يسهم فى العلاج.
كما أن تجربة بيت العائلة المصرية وما تقوم به من جهود فى هذا الشأن يعكس هذا الاهتمام بل ويبلور دور الأزهر فى التعاون من أجل الارتقاء بمصرنا الحبيبة وحمايتها من كل محاولات بث الفتن بين أبنائها.
نتصدى لمحاولات استقطاب الشباب فى جماعات التطرف
تراثنا مليء بالكنوز.. والمسلمون حافظوا عليه عبر العصور
«الواعظات» عنصر مهم فى الدعوة بسبب سعة الأفق ونبذ التعصب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.