جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2025 الترم الثاني محافظة قنا    البورصة المصرية تخسر 17.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الأحد    تبدأ من 5 جنيهات.. أسعار تذاكر ركوب الأتوبيس الترددي    مجلس الوزراء: مصر ضمن أفضل 12 دولة أداءً بمؤشر الأمن السيبراني العالمي    وزير الكهرباء: القطاع الخاص شريك فى مشروعات الاستراتيجية الوطنية للطاقة    غارات إسرائيلية على غزة توقع أكثر من 100 قتيل    السيسي يستقبل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق أوسطية والأفريقية    انطلاق بطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش 22 مايو برعاية كايرو ثري ايه    وكيل تموين قنا: توريد 152 ألف طن من القمح إلى الشون والصوامع    «رغم تنازل الأب».. النقض تسدل الستار بإعدام طالبة بورسعيد.. والنيابة: الحية التي قتلت والدتها    مجلس الشيوخ يستقبل وفد تحالف الأحزاب المصرية خلال الجلسة العامة    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال المرحلة الأولى بنادي المنصورة الرياضي فرع جمصة    حماس: الإدارة الأمريكية تتحمل مسئولية المجازر الإسرائيلية بغزة    النواب يوافق نهائيًا على العلاوة الدورية وزيادة الحافز الإضافي للمخاطبين وغير المخاطبين بالخدمة المدنية    وفاة بالسرطان.. ماقصة "تيفو" جماهير كريستال بالاس الخالدة منذ 14 عامًا؟    سويلم يوجه بإزالة تعدٍ بحرم النهر بأسوان ومحاسبة المتسببين في تلوث مصرف السيل    لدعم الاستثمار.. انطلاق القمة العقارية المصرية السعودية    ضبط شخص غافل آخر وسرق منه مبلغا ماليا بالقاهرة    جولة محافظ الدقهلية في ميدان الشيخ حسانين وشارع السلخانة بالمنصورة    بدائل الثانوية العامة 2025.. شروط الالتحاق بمدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية    عاجل.. تأجيل اعادة محاكمة متهم ب "خلية هشام عشماوي"    متحف تل بسطا ينظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمى للمتاحف    حفيد عبدالحليم حافظ عن وثيقة زواج "العندليب" وسعاد حسني: "تزوير وفيها غلطات كارثية"    الخشت يترأس جلسة علمية ويطرح رؤية علمية شرعية متوازنة    محافظ الدقهلية يفتتح الوحدة الصحية بالشيخ زايد بمدينة جمصة    التعليم العالي: قافلة طبية من المركز القومي للبحوث تخدم 3200 مريض    مشروبات تهدد صحة الكبد والكلى.. ابتعد عنها    التريلا دخلت في الميكروباص.. إصابة 13 شخصًا في حادث تصادم بالمنوفية    فيديو.. لحظة اصطدام سفينة بجسر في نيويورك ومقتل وإصابة العشرات    خذوا احتياطاتكم.. قطع الكهرباء عن هذه المناطق في الدقهلية الثلاثاء المقبل لمدة 3 ساعات    بعد عرض "كله مسموح".. كارول سماحة تشكر فريق المسرحية والجمهور    "راقب جسمك".. احذر 5 علامات تشير إلى فشل كليتيك    موعد مباراة المغرب وجنوب أفريقيا في نهائي كأس أمم أفريقيا للشباب    أوكرانيا تعلن ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا    حكاية عامل ميت عقبة.. قتل صديقه ومزّقه أشلاء بسبب زوجته    اليوم في "صاحبة السعادة" حلقة خاصة في حب نجم الكوميديا عادل إمام أحتفالا بعيد ميلادة ال 85    هيقفوا جنبك وقت الشدة.. 5 أبراج تشكل أفضل الأصدقاء    في أجندة قصور الثقافة.. قوافل لدعم الموهوبين ولقاءات للاحتفاء برموز الأدب والعروض المسرحية تجوب المحافظات    مركز الازهر للفتوى الإلكترونية يوضح عيوب الأضحية    مستشهدًا ب الأهلي.. خالد الغندور يطالب بتأجيل مباراة بيراميدز قبل نهائي أفريقيا    النائب عبد السلام الجبلى يطالب بزيادة حجم الاستثمارات الزراعية فى خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي الجديد    نماذج امتحانات الصف الثاني الثانوي pdf الترم الثاني 2025 جميع المواد    رومانيا.. انتخابات رئاسية تهدد بتوسيع خلافات انقسامات الأوروبي    «أنتم السادة ونحن الفقراء».. مشادة بين مصطفى الفقي ومذيع العربية على الهواء    1700عام من الإيمان المشترك.. الكنائس الأرثوذكسية تجدد العهد في ذكرى مجمع نيقية    زيلنسكى ونائب ترامب وميلونى.. الآلاف يحضرون حفل تنصيب البابا لاون 14    وسائل إعلام إسرائيلية: نائب الرئيس الأمريكي قد يزور إسرائيل هذا الأسبوع    متى تقام مباراة اتلتيكو مدريد ضد ريال بيتيس في الدوري الاسباني؟    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    في ذكرى ميلاده ال 123، محطات فى حياة الصحفي محمد التابعي.. رئاسة الجمهورية تحملت نفقات الجنازة    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    براتب 15 ألف جنيه.. «العمل» تعلن 21 وظيفة للشباب بالعاشر من رمضان    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    سيراميكا كليوباترا يقترب من التعاقد مع كريم نيدفيد    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية : الأزهر منارة الفكر المعتدل
نشر في الوفد يوم 31 - 03 - 2021

نتصدى للمفاهيم المغلوطة والفكر المنحرف.. وتحرك ميدانى لعرض صحيح الدين
نحتاج لرفع النقاب عن الأفكار الهدامة.. وبعض التيارات الدينية سبب الإلحاد
«الطيب» حريص على تسيير قوافل السلام وتفعيل دور الأزهر لمواجهة التطرف
230 لجنة فى المراكز والمدن لمواجهة فوضى الفتاوى.. وأرشفة إلكترونية حديثة
الدكتور نظير عيَاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من العلماء الثقات الذين حملوا الأمانة بمسئولية أمام الله والدين والمجتمع، حصل فضيلته على الماجستير فى أصول الدين تخصص «عقيدة وفلسفة» وكان عنوان أطروحته العلمية «النفس الإنسانية عند فلاسفة الإسلام فى المغرب ومدى التأثر بالفكر اليونانى»، ثم نال درجة الدكتوراه فى أصول الدين بعنوان «إنكار الغيب وخطره على الفكر الإنسانى»، عين معيدًا فى قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالمنصورة وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيسًا لقسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات، ثم وكيلًا لكلية الدراسات العربية والإسلامية بكفر الشيخ، ثم أمينَا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر منذ 2019، ثم رئيسًا لتحرير مجلة «الأزهر الشريف»، ثم المشرف العام على المركز العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية.
أصدر الدكتور نظير عياد العديد من المؤلفات العلمية التى أفادت الباحثين وأثرت المكتبة الإسلامية، كما ناقش العديد من الأطروحات العلمية، وحاضر فى العديد من المحافل الدولية والمحلية والمؤتمرات الإسلامية.
«الوفد» التقت الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وهذا نص الحوار:
بداية ما الدور المنوط بالمجمع حاليًا؟
المجمع كمؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية يسير وفق خطة علمية ودعوية من خلال أبحاث وكتب علمية تعمل على إبراز رؤية المجمع التى تنبثق عن رؤية الأزهر العلمية والعالمية، من خلال انتشار وعاظه بين الناس بخطاب دعوى مستنير لا إفراط ولا تفريط فيه، يتخذ من منهج الأزهر الوسطى سبيلًا لخدمة الناس وتحصينهم من كل محاولات العبث بعقولهم أو تشتيت أذهانهم أو بث الأفكار الشاذة فيما بينهم، مع ضرورة الوضع فى الحسبان لآليات الوضع وطبيعة القضايا وأطر وأساليب الحل.
نعمل بفضل الله تعالى لصد الفكر المتطرف من خلال محاور عدة، فهناك المحور العلمى البحثى ويدور هذا حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التى يقوم عليها هذا الفكر وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، حيث يعمل المجمع على معالجة المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالقضايا التالية: (التكفير– المنطلقات الفكرية لجماعات التكفير والإرهاب– الغلو والتعصب– التطرف– الإرهاب– الجهاد– الحاكمية– الولاء والبراء– دار الإسلام ودار الحرب-الخلافة– تطبيق الشريعة– الطائفة الممتنعة– دفع الصائل– التترس– القتل على الهوية– تصحيح المفاهيم المغلوطة – ضوابط التعامل مع النصوص الشرعية– بيان أحكام الجهاد).
وهناك محور التحركات الميدانية من خلال القوافل التى تجوب الجمهورية لعرض صحيح الدين وبيان محاسنة، فضلًا عن التواصل المستمر مع مختلف مؤسسات الدولة لتكثيف التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم من خطر الفكرى التكفيرى والمضلل، كما يتم تكثيف التواجد فى المناطق الحدودية لتنفيذ العديد من البرامج التوعوية لحماية قاطنى تلك الأماكن من خطر الفكر التكفيرى، والرد على أسئلتهم واستفساراتهم حول كل ما يلامس واقعهم ويرتبط بشأنهم ارتباطًا مباشرًا.
كذلك هناك محور آخر من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع بحيث يمكن من خلالها إصدار نشرات دورية تحدد هذه الأفكار وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذى يناسب الحال.
كيف يتم اختيار الوعاظ والواعظات فى ظل التقدم التكنولوجى المعاصر.. وما آلية اختيار الوعاظ فى لجان المجمع؟
عدد الوعاظ حاليًا حوالى أربعة آلاف واعظ وواعظة تم اختيارهم جيدًا عن طريق مسابقات مرت بمراحل مختلفة من الاختبارات التحريرية والشفوية والمقابلات الشخصية، كما يتم إعدادهم جيدًا، إضافة إلى متابعتهم والعمل على رفع كفاءتهم من خلال الدورات العلمية والإلكترونية والمكتبات التى يتم توزيعها عليهم، كما يتم تأهيلهم للتعامل مع القضايا التى يهتم بها المواطنون فى كل محافظة التى قد تختلف من منطقة لأخرى، كذلك يتم تدريبهم على الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا، فضلًا عن تدريبهم على التواصل الفعال مع الناس وفن الإقناع والتأثير فيهم. وإذا كان الدعاة يقومون بدورهم الدعوى والتوعوى فإنهم ليسوا مسئولين وحدهم عن ملف التوعية فلابد للجميع أن يسهم فى ذلك من واقع دوره ومكانته.
ماذا عن ملف الابتعاث الخارجى.. وهل حقق الجدوى المرجوة منه.. وكيف يتم تدريب الوعاظ وزيادة عدد الواعظات وإمدادهم بمقومات الفكر السليم؟ وهل هناك تنسيق بين المجمع وأكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ؟
المجمع يبذل كل الجهود الممكنة لتأهيل المبعوثين الذى يبدأ من مرحلة الاختيار الأولية التى تقوم على معايير موضوعية لاختيار الكفاءات فقط، فهذه النماذج المبتعثة تمثل مصر والأزهر فى دول العالم، ولذلك فلابد أن يكونوا نموذجًا متميزًا، كما يتم تكثيف الدورات التأهيلية لهم قبل سفرهم حتى يكونوا على إلمام برؤية ورسالة الأزهر، فضلًا عن تدريبهم على كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة، وكيفية كسب ثقة الناس والتأثير فيهم وتلبية احتياجاتهم المعرفية، وبيان المعالم الحقيقية للإسلام ورؤيته للتعايش السلمى واحترام الآخر، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم التواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس. ويقوم المبعوثون بدور توعوى مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين فى صورته الحقيقة السمحة التى تدعو إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير فى تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس.
هل هناك استراتيجية اتبعها المجمع لتطوير العمل فى لجان الفتوى؟
لمواجهة فوضى الفتاوى التى تصدر عن غير المؤهلين لها، وحماية المجتمع من النتائج السلبية لتلك الفتاوى المضللة التى تخالف التعاليم السمحة للإسلام؛ تم التوسع فى افتتاح لجان الفتوى فى المراكز والمدن، حيث بلغ عدد لجان الفتوى حوالى 230 لجنة فتوى.
كما بدأنا بالفعل عمل أرشفة إلكترونية للجان الفتوى؛ لجمع الفتاوى المترابطة فى الباب الواحد لدراستها وتحديد خطط العمل التوعوية بناء عليها، والمساعدة على القراءة الواقعية للمشكلات المجتمعية والمساعدة فى حلها، كما يشمل هذا التطوير الاستعانة بأساتذة من علم الاجتماع والنفس خاصة لمعالجة المشكلات الأسرية، حيث إن أكثر الأسئلة ورودًا تكون فى مجال الأحوال الشخصية.
البعض يتساءل عن دور المجمع فى التصدى للأعمال الدرامية والأفلام التى تحتوى على مشاهد عرى وابتذال فما ردكم؟
المجمع غير مختص إلا بمراجعة الأعمال الدينية والتاريخية وهذا ما يقوم به المجمع على أكمل وجه من خلال مراجعة النصوص وتعديلها ثم السماح بالتصوير ومراجعته قبل السماح بعرض العمل على الجمهور.
شهد المجمع واقعة فريدة بتعيين أستاذة أزهرية فى منصب مساعد أمين المجمع ما دلالة هذه الخطوة؟
تعيين أستاذة جامعية كمساعد لأمين عام المجمع لشئون الواعظات أمر فى غاية الأهمية ويدل على إدراك فضيلة الإمام الأكبر لقيمة الدور المنوط بها، أو ما يمكن أن تسهم به فى الواقع، حيث تتحرك واعظات الأزهر الشريف وفق خطط دعوية وعلمية للاستفادة من طاقاتهن، وهذا أمر واقع حاليًا، حيث شاركن مؤخرًا فى الكثير من الفعاليات التى تنفذ فى المدارس والمعاهد والمصالح الحكومية ودروس السيدات والتجمعات السكانية، فضلًا عن مشاركتهن الفعّالة فى القضايا المجتمعية، خاصة المتعلقة بالأسرة، والمساهمة فى حل المشكلات المجتمعية التى تواجه المرأة، ونسعى لزيادة أعدادهن خلال الفترة المقبلة، خاصة أنهن يمثلن أهمية فى العمل الدعوى والتوعوى.
ماذا عن قوافل السلام التى أطلقها الأزهر الشريف منذ سنوات.. وهل هى مستمرة وما الهدف منها؟
تشير قوافل السلام التى يطلقها الأزهر الشريف إلى حرص الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب شيخ الأزهر الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة، وتفعيل دور الأزهر العالمى فى إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، فى مواجهة الإرهاب والتطرف الذى يحاول استخدام الدين للتشويش على عقول الناس وتضليل الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة التى تنشر باسم الدين.
كيف يتصدى المجمع لدعاة الفكر التكفيرى الظلامى والتنظيمات المتطرفة وما الآليات نحو تحقيق هذا الهدف؟
من واقع دور وأهمية المجمع فإنه يركز على كل القضايا التى تمس المجتمع بشكل مباشر ولعل من أبرزها فى هذه الفترة الحالية القضايا الفكرية والمجتمعية، خاصة القضايا التى تهدد أمن وسلامة المجتمع، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الفكر المنحرف والمضلل، وحماية الشباب من كل ما من شأنه أن يلوث عقولهم ويأخذهم بعيدًا عن الطريق الأمثل لهم والذى يحقق آمالهم ويلبى احتياجاتهم، حيث يعمل المجمع على تصحيح المفاهيم المغلوطة، من خلال محاور عدة، فهناك المحور العلمى البحثى، ويدور هذا حول محاولة حصر القضايا الجدلية وتفكيك الأسس التى يقوم عليها هذا الفكر وذلك بأساليب علمية موثقة بالأدلة المتنوعة والحقائق التاريخية، وهناك محور التحرك الميدانى من خلال القوافل التى تجوب الجمهورية لعرض صحيح الدين وبيان محاسنه، فضلًا عن التواصل المستمر مع مختلف مؤسسات الدولة لتكثيف التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وتحصينهم من خطر الفكرى التكفيرى والمضلل.
كذلك هناك محور آخر من خلال اللجان المنبثقة عن المجمع بحيث يمكن من خلالها إصدار نشرات دورية تحدد هذه الأفكار وتناقشها بالأسلوب الأمثل الذى يناسب الحال، هذا بالإضافة إلى التركيز على عنصر الرقابة الأسرية.
هل من الممكن أن يطلب بعض الدول تدخل الأزهر بفكره الوسطى للتصدى للأفكار الهدامة والمتطرفة التى تعانى منها؟
نعم هذا يحدث بالفعل ويتم التنسيق بين الأزهر ووزارة الخارجية المصرية فى تلقى طلبات الابتعاث أو الإشراف على المراكز الإسلامية بالدول المختلفة، حيث يبلغ عدد مبعوثى الأزهر الشريف حوالى 700 مبعوث فى ما يقرب من 56 دولة حول العالم.
«أفريقيا فى قلب الأزهر».. تحت هذا الشعار، ما هو حجم التواجد الأزهرى فى القارة السمراء؟
الأزهر له تواجد فى الدول الأفريقية من خلال مبعوثيه، حيث يتواجد حوالى 546 مبعوثًا موزعين على أكثر من 30 دولة أفريقية لتلبية احتياجات بلدان القارة من حيث تخصصات العلوم الشرعية واللغة العربية، وبعض التخصصات الثقافية، يقوم هؤلاء المبعوثون بدور توعوى مهم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتجليته من كل ما يلصق به من ادعاءات باطلة، وتقديم هذا الدين فى صورته الحقيقة السمحة التى تدعو إلى السلام والمحبة، وتنبذ العنف والتطرف، والعمل على التأثير فى تلك المجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية، من خلال المنهج الوسطى للأزهر الشريف الذى يقوم بالتواصل المعرفى والحضارى مع مختلف الشعوب لأجل ترسيخ معالم السلام والعيش المشترك بين الناس. كذلك من خلال الطلاب الوافدين الذين يدرسون ويتخرجون من الأزهر الذين يمثلون سفراء للأزهر فى بلادهم، وكذلك من خلال الأئمة والدعاة الذين يتم تدريبيهم من خلال أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى.
ما هى جهود المجمع فى مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟ وهل جولات الإمام الأكبر شيخ الأزهر فى الخارج ساعدت على الحد منها؟
جهود فضيلة الإمام واضحة جلية لا ينكرها أحد، فهذه الجولات الداخلية والخارجية التى يقوم بها فضيلته تشير إلى حرصه الدائم وعمله المستمر على بسط الأفكار الصحيحة والقضاء على الأفكار الشاذة فمن مؤتمرات علمية إلى لقاءات متعددة ما بين قادة دينيين وسياسيين وتربويين وغيرهم، كل ذلك يؤكد أن هذه قضية رئيسة أولاها موفور العناية، والمجمع حريص على الوقوف على نتائج تلك اللقاءات وتوصيات المؤتمرات والعمل على ترجمتها إلى واقع عملى ملموس يسهم فى العلاج.
كذلك فإن جولات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب– شيخ الأزهر الخارجية إلى مختلف دول العالم، تأتى تأكيدًا لحرص الأزهر الشريف على تفعيل دوره العالمى فى إرساء وترسيخ دعائم السلام والتعايش المشترك بين الشعوب والمجتمعات المختلفة، فى مواجهة الإرهاب والتطرف الذى يحاول استخدام الدين للتشويش على عقول الناس وتضليل الشباب من خلال المفاهيم المغلوطة التى تنشر باسم الدين.
كما أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن الأزهر الشريف عاكف على صيغة ثقافية لتجديد الخطاب الدينى واتقاء تيارات الغلو والإرهاب بمنهج يجعل منه حماية للإنسان قبل أن يكون حماية للأديان.
وإذا نظرنا إلى الكلمات التى يلقيها فضيلة الإمام الأكبر فى كل المناسبات التى يشارك فيها سواء داخليًا أو خارجيًا فسنجد أنها كلها تحمل فى طياتها رسائل مختلفة تمثل تجديدًا للخطاب الدينى ودعمًا للوسطية والاعتدال، وقد شهد بذلك الكثير سواء داخل مصر أو خارجها.
كما كان للتأثير الكبير لفضيلة الإمام الأكبر دور فى اختياره الشخصية الإسلامية الأكثر تأثيرًا فى العالم، وشهدت المشيخة توافد العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والدينية فى العالم، بما يؤكد الدور المهم للأزهر الشَّريف على مختلف المستويات.
كيف واجهتم الإساءات المتكررة لنبى
الإسلام من خلال الرسوم المسيئة التى تظهر من حين لآخر؟ وماذا عن حملة «الدفاع عن النبي» التى أطلقها المجمع؟
أطلق المجمع حملة توعوية باللغة الإنجليزية نشرت عبر موقعه الرسمى على بوابة الأزهر الصادر باللغة الإنجليزية ومن خلال صفحات التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتوتير»، لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وذلك بعنوان: «Islam that they do not know».
واستهدفت الحملة تصحيح الصورة المغلوطة لدى البعض عن الإسلام، التى ينتج عنها صدور بعض الأفعال التى تسيء للمسلمين ومقدساتهم بما يدعم ظاهرة العنصرية والتطرف ضد الأديان ويؤجج مشاعر الكراهية والحقد بين أتباع الأديان.
كما أعلن الأزهر الشريف رفضه الشديد لتلك الأفعال العنصرية التى تنتهك الحريات دون أدنى احترام لمعتقدات الآخرين أو مقدساتهم، خاصة وأن تلك الأعمال تنسف الجهود العالمية التى يقوم بها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر مع رموز المؤسسات الدينية المختلفة لنشر السلم بين الناس جميعًا ونبذ كل ما من شأنه أن يرسخ لمعانى العنف والتطرف.
ركزت الحملة على مواقف الإسلام ونبيه من القضايا المختلفة من خلال بيان الصورة الحقيقية لتعامل الشريعة الإسلامية فى كل هذه المواقف منذ بعثة النبى صلى الله عليه وسلم وحتى انتشار الدين الإسلامى فى شتى بقاع الأرض، كما تُبين الحملة كيف أن الإسلام يُعلى دائمًا قيم الرحمة والمودة والإنسانية والعدل، ويؤكد احترام الآخر لأجل إنسانيته بغض النظر عن لونه أو عرقه أودينه، ويرفض كل ما من شأنه أن يثير الحقد والضغينة بين الناس ويرسخ لمعانى الظلم والعنصرية.
بعض دعاة التنوير يرفضون التراث بحجة أنه اجتهاد بشرى غير مقدس، وأنه سبب ظهور الفكر التكفيرى فما ردكم؟
تراث أى أمة هو هُويتها واللبنة الأولى التى ينطلق منها أى مجتمع، خاصة أن تراثنا مليء بالكنوز التى قلما تجدها فى أى أمة خاصة التراث الإنسانى، بالإضافة لاهتمامنا به وحفظه على مدار العصور والأزمنة، وبالتالى لا يمكن التخلى عنه ولكن يوجد ضوابط عامة وأسس وقواعد للتعامل معه وهذه مهمة المتخصصين لذا نعمل على تحقيق كتب التراث وكذلك رقمنة المخطوطات وترميمها لسهولة اطلاع الباحثين وأخذ منها ما يناسب ويلائم واقعنا المعاصر وبالأخص تلك الشبهات والأفكار المغلوطة التى يظنها البعض حديثة فما هى إلا قديمة والعلماء قديمًا فندوها تفنيدًا، كما أن هناك لجنة من لجان المجمع مختصة بإحياء التراث الإسلامى.
البعض يتهم المؤسسة الأزهرية بالتعثر فى ملف تجديد الخطاب الدينى.. فما قولكم.. وما الخطوات التى اتخذها الأزهر نحو تحقيق هذا الهدف؟
نجح الأزهر الشريف فى العمل على تجديد الخطاب الدينى خلال السنوات الماضية، حيث نظيم عدة مؤتمرات خلال هذه الفترة مثل: مؤتمر الإرهاب وخطره على السلام العالمى، ومؤتمر القدس، ومؤتمر «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل» بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ومؤتمر الأزهر العالمى للسلام بحضور بابا الفاتيكان، ومؤتمر «الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل»، حيث كان لهذه المؤتمرات تأثير عالمى وإقليمى فعال فى هذه القضايا المهمة.
وقد أكد فخامة الرئيس أن الأزهر الشريف منارة الفكر الإسلامى المعتدل، وأن هناك مسئولية كبيرة ملقاة على عاتق الأزهر وشيوخه وأئمته الأجلاء فى تقديم النموذج الحضارى الحقيقى للإسلام فى مواجهة دعوات التطرف والإرهاب.
هل ثورة تجديد الخطاب الدينى تعنى القطيعة مع التراث، خاصة أن من يرفضون التجديد يتعللون بضرورة عدم العبث؟
إن القطيعة مع التراث هى انقطاع من الأصل الذى يبنى عليه الفرع، وإنما التعامل مع التراث يكون بتحقيق وتنقيح، فما يصلح لزمان ويفيد مجتمعنا لا مانع من تطبيقه والاستفادة منه، أما ما كان منها متقيدًا بزمن وعصر معين ووقائع معينة لا تصلح لزماننا فلا نستخدمه فى عصرنا ونتركه كما هو كموروث وتراث للأمة يشرح ويعلم وفق زمانه ومكانه ولا يتخطاه.
البعض يهاجم المدرسة الأشعرية ويطرح سؤالًا: ماذا قدم الأزهرى الأشعرى فى قضايا العصر المشروعة.. فماذا تقول؟
إن قائل هذا القول لعله لم يعرف من هم الأشاعرة، وما هى معتقداتهم وأفكارهم، وما هو المنهج الذى يسيرون عليه، إن الأشاعرة مدرسة جمعت بين علوم الدين والدنيا، مدرسة لم تهم العقل، فلم تسر كقطيع مستسلم، ولم تهمل الشرع فتسير وفق الأهواء، إن العاصم من الخطأ فى الأزمنة الغابرة هو المنهج الأشعرى، ولما زادت قوة المال والنفوذ وحاولت التأثير عليه باتهامات وحملات دعائية نتج ما يطلق عليه اليوم التيارات المنحرفة والمتشددة، وأدل دليل على ذلك أن تلك التيارات تكفر الأشاعرة، فالأشعرى هو الذى يؤمن بالتعددية المذهبية فى الفقه، ويؤمن بوجود الآخر وحرية الأديان، ويستخدم العقل لفهم النص، فعنده الشرع والعقل لا يتعارضان، لأن المنبع واحد، أما التيارات المتشددة فلم تفهم النص فكفرت الأمة، وأما التيارات المتسيبة لم تفهم النص فوقعت فى الإلحاد.
كثيرون من رجال الفكر والثقافة يتهمون الأزهر بأنه يدعى العصمة لنفسه وأنه صاحب قداسة، بل رأينا وزراء هاجموا المشيخة باعتبارها معصومة فى نظرهم، فبماذا ترد على هذا القول؟
إن الأزهر الشريف المنفتح على العالم منذ أكثر من ألف عام الذى يفتح بابه للمثقفين والمفكرين بشتى توجهاتهم، وعلماؤه نشروا الإسلام فى ربوع المعمورة يدعون أن الأزهر معصوم وهو الذى ينادى على كل المنابر لا كهنوت فى الإسلام، كما فتح الأبواب للتكاتف للوقوف ضد التيارات التى تريد استقطاب الشباب، لا يقبل النقد، بل على العكس تمامًا أنه يقبل النقد الموضوعى، ويتقبله بصدر رحب لكن من خلال متخصصين وأن يكون النقد موضوعيًا وفق أطر علمية وضوابط أخلاقية، وإنما الهجوم من أجل الجهوم، والتطاول، وترديد الكلام دون الوقوف على حقيقة الأمور هذا لا يعد نقدًا إنما تطاول، إن فضيلة الإمام الأكبر دائمًا يقول عليكم بالنقد الذاتى لأنه أول طرق الوصول إلى الغاية المرجوة.
كيف ترى التعايش الإسلامى- المسيحى.. وبماذا ترد على دعوات تحريم التعايش مع أهل العقائد الأخرى؟
يهدف الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب إلى دعم التعايش السلمى المشترك والسلام العالمى القائم على احترام الآخر وقطع السبيل أمام كل من يحاول المتاجرة باسم الدين، بالإضافة إلى توحيد الجهود المبذولة من أجل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والإرهاب، كما أكد فضيلة الإمام فى كل المناسبات التى شارك فيها أن الأديان السماوية، لا تدعو إلى العنف أو الغلو فى الفكر أو نبذ الآخر ولكنها تدعو إلى التعايش وأنه ضرورة حياتية، كما قيل الإنسان مدنى بطبعه فتعدد الثقافات والأفكار من عمارة الكون وتطوره.
والأزهر الشريف كان ولا يزال يعمل ويؤكد ذلك سواء داخل مصر أو خارجه من خلال إصداراته العلمية التى ترسخ لمفاهيم الإنسانية والعيش المشترك بين الناس، وكذلك فى العمل الدعوى من خلال وعاظه والتعاون المثمر بينه وبين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية من أجل نشر القيم الإنسانية وضرورتها فى بناء المجتمع.
انتشرت ظاهرة الإلحاد فى الآونة الأخيرة.. فماذا عن أسبابها فى رأيكم، خاصة أن البعض يرجع بروزها إلى التيارات الدينية؟
إن من أبرز الأسباب المؤدية إلى الإلحاد الجانب الاجتماعى حيث الإهمال من الأسرة ومن ثم ينعكس ذلك على الفرد نفسيًا مما ينتج عنه ذلك، فالتربية السليمة وفق منهج وأسس تقى الإنسان من الإلحاد وقد يكون سبب الإلحاد الجانب الاقتصادى، إلا أن هذا لا يمنع من إلحاد البعض بسبب التيارات الدينية ولكن هذا ليس مبررًا للإلحاد لأن المنهج الوسطى وأتباعه ونهجه لا يتعارض مع العقل السليم، وما زلنا الأزهر نحذر من تلك التيارات وأفكارها حتى لا يقع الشباب فى براثنها سواء بالتشدد أو رد الفعل المعاكس وهو الإلحاد ولكن هذا ليس مبررًا للملحد فهو المخطئ، حيث يستمع ويتابع من ليسوا أهلًا للعلم الشرعى.
أخيرًا.. ما نصيحتك للدعاة والأئمة من الوعاظ والشباب؟
نحتاج إلى مزيدٍ من الجهد والعمل برفع النقاب عن الأفكار الهدامة والفتاوى الشاذة وأن يتسلحوا بالعلوم والأدوات الحديثة، فضلًا عن الإخلاص، فمحاربة تلك التيارات المتشددة يعد من الجهاد فى سبيل الله وفى سبيل الوطن، وأن يضيقوا الخناق على أنصاف المتعلمين الذين يحاولون أن يتصدروا على الساحة الدينية، كذلك مراعاة مقتضى الحال، مستخدمين لغة العصر مع الشباب وأن يكونوا أكثر نشاطًا على وسائل التواصل الاجتماعى، فيكون عملهم على ثلاثة محاور رئيسة تحصين المجتمع من الأفكار المغلوطة التى تتبعها التيارات والجماعات، وتحصين المجتمع من التيارات المتسيبة التى تؤدى إلى الإلحاد، وبيان المنهج الإسلامى الصحيح فى كل القضايا مع مراعاة مقتضى الحال والأعراف والثقافات والعادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.