قالت دار الإفتاء المصرية، إن نزول البلاء سنة كونية لتمحيص العباد، وابتلاء الله تعالى للعباد ليس مخصوصًا بالظالمين والعصاة والمذنبين، بل يصيب أيضًا الأنبياء والأولياء والصالحين. اقرأ أيضًا.. "البحوث الإسلامية" يعلن تفاصيل مبادرة مواجهة المغالاة في تكاليف الزواج أوضحت الدار، أن ابتلاء الله للصالحين لا يُعدّ هوانًا بهم أو ظلمًا لهم، وإنما هو علامةٌ على حبّه لهم، ورِفعةٌ في درجاتهم، ما لم يُقَصِّرُوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فأخرج البيهقي في "الآداب" عن أنسٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ»، وعنه رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا أَرَادَ الله بِقَوْمٍ خَيْرًا ابْتَلَاهُمْ». والعبادة هي الغاية من الخلق والإيجاد؛ لقول الله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ولا يُتصور عبادةٌ أصلًا بغير تكليف، وكان التكليف عين البلاء؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ﴾ [الإنسان: 2]، قال الإمام الواحدي في "الوجيز": [خلقناه كذلك؛ لنختبره بالتَّكليف والأمر والنَّهي] اه. وإلى ذلك المعنى أيضًا أشار العلامة الألوسي في "روح المعاني" فقال: [نَبْتَلِيهِ: مريدين ابتلاءه واختباره بالتكليف]. وعن العلة التي من أجلها عُدَّ التكليف بلاءً، قال العلامة الراغب الأصفهاني في "المفردات في غريب القرآن": [وسُمِّي التكليف بلاءً من أوجه: أحدها: أن التكاليف كلها مشاق على الأبدان، فصارت من هذا الوجه بلاءً، والثاني: أنَّها اختباراتٌ. والثالث: أنَّ اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسارِّ؛ ليشكروا، وتارة بالمضارِّ؛ ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعًا بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر]. لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news