تحدث د. ماهر فرغلي، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عن تباين المنطلقات الفكرية للجماعات المتطرفة من حيث حجم الثابت والمتغير فيها، ومن حيث المصادر والموضوعات وطرق الاستدلال، وهو ما تهتم به ورقته البحثية المشارك بها في الجلسة، حيث أشار إلى مناقشة مجموعة من الأفكار وهي: محددات الثابت والمتغير، والمصادر المعرفية كثابت لدى المتطرفين، ومجموعة الثوابت العقدية التأسيسية، ثم طرح التفرعات والمتغيرات من تلك الثوابت، لنخلص إلى النتيجة التي مفادها أن هناك ثابتًا عامًّا لدى المتطرفين، ومتغيرات تحكمها كل جماعة مع نفسها. اقرأ أيضًا..انطلاق أولى جلسات اليوم الثاني لمؤتمر سلام العالمي وأضاف أن المقصود بالثابت في المنطلقات الفكرية هو تلك الأمور التي ينبغي أن تظل دون تغيير أو تبديل على مر الزمان واختلاف المكان، وهي بمثابة القواعد الحاكمة على الأفراد، والإطار الضابط لسلوكهم وتصرفهم، والميزان الدقيق الذي لا يخطئ، والذي يتميزون به عن غيرهم، وهي بمثابة العقائد والأصول القاطعة التي لا تحتمل تأويلًا ولا تبديلًا، ولا تغييرًا لا مكانًا ولا زمانًا ولا شخصًا. أما المتغيرات فهي الأمور التي يمكن أن يعتريها التبديل والتغيير والتأويل والتطوير، ويعتبر التغيير فيها أمرًا لا يخرج الأصل عن استمراريته وخصائصه المميزة التي لا تمسُّ أساسياته، موضحًا أنها أمور مرنة لأن تغيير الزمان والمكان يحتاج إلى مرونة وتكيف، وتجاوب مع الاحتفاظ بالثوابت، والله عز وجل أودع في الإسلام من الثوابت ما يضمن به الاستمرار، ومن المتغيرات ما يكفل له بها الصلاحية، والملاءمة لكل الظروف والأزمان. افتتح اليوم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، الجلسة النقاشية الأولى لليوم الثاني من مؤتمر مركز سلام لدراسات التطرف، التي بدأت في الساعة 9 صباحًا، تحت عنوان: (الثابت والمتغير في المنطلقات الفكرية للتطرف بين الماضي والحاضر)، حيث ترأس الجلسة الأستاذ الدكتور بوعبد الله غلام الله – رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجمهورية الجزائرية.