يمر اليوم 50 عاماً على رحيل أسطورة الكوميديا فى كل العصور، إسماعيل يس، أبو ضحكة جنان، وكان بحق فناناً أسطورة، 50 عاماً مرت على رحيله ومازال فنه باقياً يسعد الملايين كبارا وصغاراً. إسماعيل يس قصة كفاح فهو من مواليد مدينة السويس 1912 عاش طفولة بائسة بعد رحيل والدته وانشغال والده عنه بالزواج اضطر للعمل وهو فى سن صغيرة حتى يستطيع العيش وقبل مرحلة الشباب كان لديه ميول فنية وكان مغرما بالموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب كان حلمه أن يصبح مطرباً. وسافر للقاهرة بحثا عن تحقيق حلمه فى الغناء ولكنه اكتشف أنه لن يستطيع ذلك، فقرر الاتجاه لغناء المونولوجات فى العديد من المسارح والفرق الاستعراضية التى كانت منتشرة فى القاهرة فى منتصف الثلاثينيات. وعمل فى العديد من الفرق منها فرقة بديعة مصابنى وفتحية محمد وببا عز الدين واستطاع أن يلفت النظر إليه بموهبته الفطرية وتعرف فى هذه الأثناء على عمالقة الكوميديا نجيب الريحانى وعلى الكسار. وظل يغنى المنولوجات حتى حصل على أول فرصة للعمل فى السينما كان ذلك 1936 حينما شارك بدور مساعد فى فيلم «خلف الحبايب» مع تحية كاريوكا. وشارك فى العام الثانى فى فيلمين مع على الكسار «على بابا والأربعين حرامي» و«نور الدين والبحارة الثلاثة». وقام بأول بطولة مطلقة 1949 من خلال فيلم «الناصح» مع الوجه الجديد فى ذلك الوقت ماجدة الصباحى. وبداية من عام 1950 بدأ إسماعيل يس مشوار الانطلاق فى عالم السينما حيث قدم عشرات بل مئات الأفلام. كان يقدم فى العام الواحد 16 فيلما، من أبرز أفلامه فى بداية الخمسينات «ليلة الدخلة، بنات حواء، الستات مايعرفوش يكدبوا، البطل، الزوجة السابعة، ولا ننسى الآنسة حنفى وصاحبة العصمة». وبسبب نجاحه الطاغى حاول المنتجون استغلال موهبته وتحقيق أكبر استفادة بعمل مجموعة كبيرة من الأفلام تحمل اسم إسماعيل يس منها «إسماعيل يس فى الجيش، إسماعيل يس فى الأسطول، إسماعيل يس فى الطيران، إسماعيل يس فى حديقة الحيوان». وحققت تلك الأفلام بالطبع نجاحا هائلا ووصل لقمة التألق 1958 بفيلم «ابن حميدو»، ومع مطلع الستينات قدم أفلام «الفانوس السحرى، حلاق السيدات، المجانين فى نعيم»، ولا ننسى أنه فى عام 1954 أنشأ مسرحا يحمل اسمه ليقدم عشرات المسرحيات مع نجوم الكوميديا فى ذلك العصر، واستمرت الفرقة لسنوات فى القاهرة والإسكندرية ولكنه فى منتصف الستينات بدأ نجم إسماعيل يس فى الخفوت بسبب المنتجين الذين ساهموا فى حرق موهبته الفذة وما زاد الطين بلة، تعرضه لمحنة مادية قاسية وحجزت الضرائب على معظم ثورته واضطر للسفر للبنان للعمل هناك واشتدت الأزمة بعد حدوث نكسة 1967 وعاد للقاهرة فى نهاية الستينات. لم يجد أى عمل سوى الغناء فى الملاهى الليلية ليمر بظروف إنسانية صعبة. حتى وفاته يوم 24 مايو 1972. إسماعيل يس أسعد الملايين ومات حزيناً. ولكن بعد رحيله ربما أدرك الملايين حجم موهبته الفذة عاش فقط ليسعد الملايين من حوله. ولكن بعد 50 عاما من رحيله مازال إسماعيل يس يسكن وجدان الملايين بموهبته الفطرية الفذة. مهما تحدثنا عن إسماعيل يس لن نوفيه حقه، عشرات الكوميديانات جاءوا بعده ولكنه ظل اسماعيل يس الذى يجعلك دائماً تضحك من قبل نصف قرن على رحيله ومازال يحيا بيننا بفنه الرفيع الذى يسعد الكبار والصغار.