أصابتني حالة من الاستفزاز الشديد، وأنا أشاهد بعيني ملعب مركز شباب بلدنا بمدينة أشمون بمحافظة المنوفية تحول إلي وكر لأصحاب الكيف في عز النهار!! كنت أمارس رياضة الجري حول تراك الملعب وفي المنتصف يجلس شباب أمامهم زجاجات «البيرة» وسجائر «البانجو» ولا حياة لمن تنادي أجريت اتصالاً تليفونياً سريعاً، وأنا في منتهي الغضب بالدكتور محمود النحاس رئيس مجلس الإدارة وأبلغته بما شاهدت وسألته هل تحولت المراكز من مراكز الشباب لمراكز ل«الهباب».. والحقيقة أن الرجل أكد لي علي سبيل المجاملة أنه سيتصرف ولكنني في نفس الوقت التمست له العذر. مركز شباب أشمون واحد من آلاف المراكز التي تعاني الإهمال الشديد، فبعد أن تولي الدكتور أسامة ياسين المسئولية والرجل لديه مهام جسام. يأتي في مقدمتها هيكلة إدارات الوزارة المختلفة، وهذا هو ما يهمه وما يسعي إليه حتي لا يكون لديه طابور خامس أو سادس، الرجل مهموم بإقصاء الموظفين الذين ينتمون إلي النظام السابق ويبحث عن أهل الثقة ويعين المستشارين الذين يتقاضون آلاف الجنيهات دون أن يقوموا بأي عمل يُذكر. أعود إلي مركز شباب أشمون وأقول إنه سبق أن تم تشكيل لجنة من وزارة الشباب في عهد المهندس المحترم. خالد عبدالعزيز الذي كان يشغل رئيس المجلس القومي للشباب، وكتب تقريراً عن أن ملعب المركز بلا سور، ومن السهل أن يكون مأوي للبلطجية وأصحاب السوابق، وتم وضع خطة للتطوير، وإقامة سور يحمي الملعب وتم تخصيص مبلغ 750 ألف جنيه علي حد علمي، ومع قدوم الدكتور ياسين ذهب كل شيء أدراج الرياح.. وبقي الوضع كما هو عليه خاصة أنه سبق أن تم اعتماد مبلغ لإقامة سور للملعب وإسناده إلي أحد المقاولين الذي لم يكمله وتقدم مجلس الإدارة بشكوي ضده في النيابة ومازالت القضية منظورة في المحاكم. الإهمال الذي يعاني منه مركز شباب بلدنا.. هو نفس ما يحدث في جميع أنحاء الجمهورية. للأسف الشديد تحدثنا كثيراً عن هذه المآسي وطالبنا الوزير بزيارات مفاجئة لمراكز الشباب في القري والنجوع بدون مواعيد مسبقة ولكن يبدو أنه من نوعية الذين يجعلون لهم أذناً من طين وأخري من عجين ولا يهمه تطهير مراكز الشباب من الفساد والمفسدين لأنه مشغول بهيكلة الوزارة.. كان الله في عونه!! آخر كلام لا تبالي بالذين إذا حضروا لا ينفعون.. وإذا تغيبوا لا يفتقدون!!