نتفاءل كثيراً عندما يكون لدي المسئول اهتمام بما يكتب في الصحف وبما يوجه إليه من انتقادات .. الاهتمام يدل علي أن لديه سعة صدر وأنه يرغب في العمل الجاد مادامت الانتقادات بعيدة عن التجريح الشخصي وهو ما نرفضه ولا نسلكه أبداً لأن هدفنا هو المصلحة العامة. منذ عدة أسابيع تناولت بالنقد مراكز الشباب في محافظات مصر المختلفة والتي تحولت إلي أوكار إجرامية وعزب خاصة لفلول النظام السابق وأصبحت تمارس فيها الأعمال المنافية للآداب ودعوت الدكتور أسامة ياسين، وزير شئون الشباب أن يقوم بزيارات مفاجئة وسيكتشف «بلاوي».. وسعدت كثيراً عندما تلقيت اتصالاً من أحد مسئولي العلاقات العامة أو إدارة الإعلام وأبلغني أن الوزير مهتم شخصياً بما كتب ويريد أن يتواصل معي تليفونيا للتحدث بشأن ما كتبت ويرد علي هذه الانتقادات ويتبادل معنا الأفكار. رحبت وانتظرت مكالمة السيد الوزير للتواصل وفي نفس الوقت تابعت نشاط الوزارة بشأن مراكز الشباب وتلقيت عدة نشرات إخبارية قمنا بنشرها في الصفحة الرياضية عن زيارات للوزير لمراكز الشباب في أبوالنجا وأبوالغيط وأخري بمحافظة القليوبية ولكننا لم نقرأ سطراً واحداً أن سيادة الوزير اكتشف مخالفة واحدة.. في طريق عودتي علي سبيل المثال متوجها إلي بلدتي مدينة أشمون بمحافظة المنوفية أشاهد مركز شباب باسوس بالقليوبية وآخر مركز شباب أبوالنجا وعزبة الأهالي وأراها مأساوية عبارة عن مواقف للسيارات المستعملة وأخري مقالب للزبالة.. ناهيك عن مركز شباب أشمون الذي يخدم 56 قرية وتحول ملعبه إلي مأوي لعابري السبيل ومنتزه لأصحاب الكيف والسبب أنه حتي الآن بدون سور بدعوي أن المقاول الذي حصل علي حق بناء السور تم تحويل أوراقه إلي النيابة بسبب مخالفات.. أتدرون منذ متي تحول هذا الملف للنيابة منذ عامين ولم يحرك أحد ساكناً.. وهناك مراكز أخري في الجيزة ومدن الصعيد يرثي حالها ولا أحد يتحرك.. وكنت أتمني أن أقرأ كلمة واحدة عن مخالفات تم اكتشافها وفاسدين تمت إقالتهم وتحويلهم إلي المحكمة ولكنني لم أسمع ولن أسمع ومازالت في انتظار مكالمة السيد الوزير!! آخر كلام إذا رضي الله عن عباده ولي عليهم خيارهم وإذا سخط وغضب عليهم ولي عليهم شرارهم