يمثل الذهب أهمية كبيرة للشركات والأفراد على حد سواء فى أوقات الحروب والنزاعات، حيث يعد ادخاراً وملاذاً آمناً، ويتميز الذهب عن الكثير من العملات والسلع بغلاء ثمنه. كما يعد بمثابة عملة دولية يمكن بيعها فى أى مكان من العالم دون التعرض لخطر التذبذب الذى تواجهه العملات الورقية. وشهدت أسعار المشغولات الذهبية ارتفاعات غير مسبوقة فى الأسواق المحلية والعالمية، خلال الفترة الحالية، وذلك بسبب الطلب الكبير على الملاذ الآمن، خشية من موجة التضخم العالمى، نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. وأرجع عدد من الخبراء ارتفاع أسعار الذهب فى الأسواق المحلية إلى ارتفاع سعر صرف الدولار، فضلاً عن زيادة أسعار الذهب عالمياً، والذى جاء نتيجة شراء البنك المركزى لنحو 44 طن ذهب عالمياً. ما أدى لنقص حجم المعروض من الخام بالإضافة لوجود صعوبات فى الاستيراد للخام. ومن جانبه أكد نادى نجيب، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية بالقاهرة، فى تصريحات خاصة ل«الوفد»، أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب فى الأسواق المحلية ترجع إلى زيادة الطلب على الملاذ الآمن، موضحاً أن الذهب المطلوب هو الذهب الخام بغرض الاستثمار. وأضاف أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعاً غير مسبوق لم يصل لهذا المستوى منذ سنوات على الإطلاق. وأوضح نجيب أن ارتفاع أسعار الذهب فى مصر جاء نتيجة لاستيراده بالدولار، خاصة بعد ارتفاع أسعار الدولار بعد قرار الفيدرالى الأمريكى برفع سعر الفائدة 0,5%، وأيضاً بسبب الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا. متوقعاً أن يواصل الذهب ارتفاعاته خلال الأيام المقبلة فى ظل حالة عدم الاستقرار، وفى ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية وارتفاع التضخم. وسجل سعر الذهب فى مصر عيار 21 وهو الأكثر رواجاً فى الأسواق المصرية نحو 1220 جنيهاً للجرام الواحد دون المصنعية. فيما سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 13835 جنيهاً، كما ارتفع الذهب فى المعاملات الفورية 0,7% إلى 1851,26 دولار للأوقية (الأونصة)، عقب انخفاض السعر إلى أدنى مستوياته منذ 11 فبرايرالماضى وارتفعت أسعار العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0,6% لتصل إلى 1851,50 دولار، كما انخفض سعر الدولار 0,3%، لكنه لم يكن بعيداً عن أعلى مستوى له فى عقدين، كما انخفضت أسعار عوائد سندات الخزانة الأمريكية من أجل 10 سنوات من أعلى مستوياتها التى سجلتها مؤخراً. من جانبه قال هانى ميلاد، رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالغرف التجارية، إن الأسواق المصرية قد انفصلت عن السوق العالمى مع صعوبة الاستيراد. وأضاف رئيس شعبة الذهب أن السعر يحدد حاليًّا وفق لسياسة العرض والطلب وليس مرتبطًا بأسعار الذهب فى البورصات العالمية. مؤكداً أن هناك إقبالًا كبيرًا من الناس على شراء السبائك الذهبية والجنيهات الذهبية، وطلباً متزايداً تسبب فى قلة المعروض، ومن ثم ارتفاع الأسعار، موضحاً ان هناك فقداناً لقيمة الجنيه الشرائية وبالتالى فإن المواطنين أقبلوا على شراء الذهب باعتباره الملاذ الآمن للمستقبل.