الكلام الذي نقله أبو العلا ماضي عن الرئيس مرسى بأن جهاز المخابرات المصرية شكل تنظيما من البلطجية قوامه 300 ألف بلطجي سلمه فيما بعد إلى جهاز أمن الدولة، قصد منه تشويه جهاز المخابرات المصرية الحالي تمهيدا لتفكيكه وتغيير جميع قياداته وإدخال قيادات تتبع جماعة الإخوان لكى تديره، وللأسف الذين استمعوا لأبو العلا ماضى فات عليهم مراجعته فيما كلف بترويجه، وكان من أبسط الأمور أن يسألوا ماضى كيف عرف الرئيس بوجود هذه التنظيم؟ فالتوصل لمعلومة مثل هذه تحتاج إلى جهاز أمنى، فهل جماعة الإخوان تمتلك جهاز مخابرات موازى لجهاز الدولة؟. على أية حال الكلام الذى كلف أبوالعلا ماضى بترويجه بين الناس خلال هذه الأيام، سبق وقام الدكتور محمد البلتاجى بمحاولة ترويجه ولكن لتفاهة ادعاءاته فشلت المحاولة، قبل عام من اليوم، وتحديا فى شهر فبراير قبل الماضى، استضاف الكاتب والإعلامى خالد صلاح رئيس تحرير «اليوم السابع»، الدكتور محمد البلتاجى فى برنامجه فى قناة النهار، وأكد يومها أن جهاز المخابرات هو المسئول عن الفوضى التي تشهدها البلاد، وحكي في البرنامج تجربته في الوفاق بين وزارة الداخلية والشباب الثائر في محمد محمود، ذكر انه ذهب إلى الوزارة واتفق مع قياداتها على وقف إطلاق قنابل الدخان لمدة معلومة، واتفق مع الشباب على الامتناع عن رمى جنود وضباط الشرطة بالحجارة لنفس الفترة، واعتبر هذه الفترة بمثابة هدنة يتم خلالها الاتفاق على فض الاشتباك بين الطرفين، وإقناع الشباب بالعودة إلى ميدان التحرير، الدكتور البلتاجي أكد للزميل خالد ان الطرفين قبل أن يتركهما نقضا الاتفاق وعن عمد، حيث تم إطلاق قنابل الغاز من قبل ضباط الشرطة، وقام بعض الشباب برمي الحجارة على الجنود، الدكتور بلتاجى يرى أن الذين خرقوا الاتفاق عن عمد هم الذين يتبعون جهاز المخابرات، وأنه من مصلحتهم عدم التوصل إلى اتفاق والإبقاء على اشتعال الموقف كما هو، وحسب نظرية الدكتور البلتاجي فإن جهاز المخابرات يخترق جميع الأجهزة والمؤسسات والتجمعات في الدولة حتى الأحزاب والائتلافات السياسية حتى إنها تخترق شباب الثورة، وأكد أكثر من مرة خلال اللقاء التلفزيوني أن جهاز المخابرات هو الذى يدير البلاد بعد سقوط جهاز أمن الدولة، وأنها المسئولة عن الفوضى المتفشية في البلاد، وقال أيضا إن هذه الفوضى منظمة ومخطط لها بكل دقة، وأن أعوان أو توابع جهاز المخابرات في ميدان التحرير وشارع محمد محمود وفى وزارة الداخلية وفى القطاعات والهيئات المختلفة بالقاهرة والمحافظات تشيع الفوضى كما خطط لها قيادات المخابرات، وكلما أطفئت النيران المشتعلة أوقدتها المخابرات مرة أخرى، الدكتور البلتاجي حمل خلال اللقاء جهاز المخابرات مسئولية مجزرة مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد. نظرية المخابرات هذه قد تكون صحيحة، وقد يكون قيادات هذا الجهاز هم الذين يشيعون هذه الفوضى، لكن السؤال هنا: لماذا؟، لماذا يشيعون الفوضى؟، وما الهدف من الفوضى؟، هل استمرار البلاد في فوضى؟، ولمصلحة من تشيع الفوضى؟، لمصلحة المجلس العسكري؟، هل لحساب دولة عربية أو أجنبية؟، هل لمصلحة قيادات الجهاز؟، هل من أجل النظام السابق؟. نسيت أذكر لكم أن الدكتور البلتاجي قد عرف جهاز المخابرات بجهاز النظام السابق أو جهاز الرئيس مبارك، وقد أكد للزميل خالد صلاح أنهم في لجنة الأمن القومي (عندما كان البرلمان مازال موجودا) سوف يستدعون جميع القيادات في هذا البلد ويخضعونها للسؤال، منها قيادات جهاز المخابرات،وقال أيضا إنهم في المجلس لن يتركوا هذا الملف قبل معرفة من يتبع من؟، وأكد أنهم من خلال الأسئلة سوف يكشفون عن المؤامرة وسوف يقفون على تفاصيلها. نسيت أذكر أيضا أن الدكتور البلتاجي لم يحدد حجم التعاون بين جهاز المخابرات وأعضاء المجلس العسكري الحاكم، عندما سأله الزميل خالد: هل باتفاق مع المجلس العسكري؟، لم تكن إجابة الدكتور البلتاجي واضحة ولا محددة، ولم يقل صراحة إن كان مخطط الفوضى الذي ينفذه جهاز المخابرات بعلم المجلس العسكري أم من خلف ظهره. خلاصة القول إن جماعة الإخوان خططت لتدمير جميع الأجهزة الأمنية المصرية بهدف تشكيل أخرى تتبع المرشد العام وليس الرئيس المنتخب، وعندما فشلت محاولة البلتاجى منذ عام، أعادوا الكره هذه الأيام من خلال فلولهم.