«الاختيار» عمل وطنى يوثق لأحداث مهمة فى تاريخ مصر التزمت بالسيناريو فى شخصية بديع.. وصوفية «الشيخ مدين» أبهرتنى «انحراف» أصعب أدوارى.. ووجود سميحة أيوب شجعنى للمشاركة فى العمل «المرشد محمد بديع»،«الشيخ مدين»،«الحاج عبدالتواب»،«كبير العمال سالم الصعيدى».. شخصيات تألق بها النجم القديرعبدالعزيز مخيون فى المارثون الرمضانى الحالى، ليعطى درساً عملياً فى فن الأداء التمثيلى، فهو «جوكر» برع فى أداء شخصيات مختلفة، استطاع أن يقنع مشاهديه بها بشكل مميز، ولًد لديهم شعور بأنها شخصيته الحقيقية، فهو يملك قدرة فائقة على التقمص، جعلت ملامح وجهه ومشاعره وأداؤه تتغير مع كل شخصية يتلبسها ويعيشها بشكل يقنع المشاهد بأنه داخل أحداث حقيقية، والأصعب إذا كان ينافس نفسه ب4 شخصيات مركبة، يحتاج تنفيذ كل منها لمجهود كبير وشاق لتقديمها. نجاح حقيقى ليس بجديد على النجم الكبير عبدالعزيز مخيون، الذى يمتع جمهوره فى كل دور يؤديه.. عن منافسته لنفسه وكواليس مشاركته فى المارثون الرمضانى حاورناه فقال: تفوقت على نفسك ب4 شخصيات ظهرت بها خلال المارثون الرمضانى.. حدثنا عن كواليس تجهيزك لهذه الشخصيات؟ الحمد لله سعدت كثيراً بالشخصيات التى قدمتها، ولم تكن أزمة بالنسبة لى المشاركة فى 4 أعمال، أولاً لأن كلاً منها تصويره فى أيام بسيطة، بالإضافة إلى أننى وجدتها فرصة لمنافسة نفسى وإظهار إمكانياتى كممثل، أن يرانى الجمهور فى طاقات إبداعية مختلفة لم يتسن لى الفرصة لتقديمها من قبل، وما زال لدى أكثر لأقدمه. والجميل أن كل شخصية كانت مختلفة تماماً عن غيرها، وهناك تنويعات فى الأداء ما بين الشخصية الشعبية المثقفة عبدالتواب فى مسلسل توبة، والشيخ «مدين» الصوفى فى مسلسل جزيرة غمام، وكبير العمال الشرير فى مسلسل «انحراف»، والمرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع، وكلها شخصيات بذلت فيها مجهوداً ضخماً لتقديمها بهذا الشكل، وحاولت أن أظهر مختلفاً فى شكل الشعر وحلاقة الذقن بحسب تفاصيل كل شخصية حتى يقتنع الجمهور بأنهما شخصيات مختلفة. شخصيات ثرية ومتنوعة لكن أيا منها كان صعباً فى تنفيذه؟ كل الشخصيات كانت مرهقة فى تنفيذها، ولكن أصعبها كان شخصية الشيخ سالم فى مسلسل انحراف، لأن الشخصية لرجل عتيد فى الإجرام، والعمل رغم أن أحداثه تمر فى 5 حلقات إلا إنه كان مرهقاً للغاية، والصعب هو تصوير الحلقات فى منطقة منشية رضوان، وهى منطقة بعيدة، وكان التصوير فى شهر مارس فى جو سقيع، بالإضافة الى موقع التصوير فى أحد المنازل المفتوحة، وصورنا فى المقابر أيضاً، ما أصابنى بالمرض ولكننى تماسكت حتى نهاية التصوير. أما عن كواليس الشخصية، فالخبرة خدمتنى، لأنها شخصية مركبة وصعبة، هو لرجل حاد فى مشاعره، يقنع شقيقته بأنها قتلت ابنه، ويتظاهر بالحزن الشديد، ويكون السبب فى إعدامها، ليرثها، رغم أنه يعرف عشقها لابنه، الشخصية حاولت فيها أن أقترب من الحياة، والمخرج رؤوف عبدالعزيز له دور كبير فى خروج الشخصية بهذه الطريقة، خاصة فى مشهد النهاية كان صعباً للغاية وكدت أتعرض للاختناق والموت، فكرة قتلى ب«شنطة بلاستيك» كان أمرًا فى غاية الصعوبة واستهلك وقتاً فى التصوير كبيراً، وسعدت بأنه لاقى إعجاب الجمهور بهذا الشكل. العمل يجمعك مع النجمة سميحة أيوب.. حدثنا عن التعاون بينكما؟ وجود سميحة أيوب معى أحد الأسباب التى جعلتنى متحمساً للمشاركة، هى شقيقتى وعشرة عمرى والعمل معها ممتع للغاية، قدمنا أعمالاً كثيرة فى المسرح والدراما، واسمها يحمسنى كثيراً للمشاركة فى أى عمل فنى. المسلسل يحافظ على الدمج بين الأجيال المختلفة مثل لوسى وسميحه أيوب وغيرهم؟ طالما طالبنا بهذا الأمر، أن يهتم الكتاب بكل الشخصيات فى كتابتها، وليس الكتابة للبطل فقط، والمفروض على كل المخرجين أن يقدموا «تركيبة» تجمع الفنانين معاً بمختلف أجيالهم، لأن هذا هو الواقع الذى يجب أن يراه الجمهور، والمخرج رؤوف عبدالعزيز واحد من القلائل الذى يهتم بهذا الأمر فهو يجيد اختيار الشخصيات، أن يمزج بين جيل روجينا وهى فنانة متميزة ومعها أحمد صفوت وهو أيضاً ممثل من العيار الثقيل ومعهما سميحة أيوب وأحمد فؤاد سليم ولوسى، كل هؤلاء يضيفون للعمل الفنى بشكل كبير، ويجعل الجمهور يشاهد مباراة تمثيلية حقيقية. من «الشرير سالم» إلى «الشيخ مدين» الخير.. حدثنا عن الاختلاف بين الشخصيتين؟ الشيخ مدين فى «جزيرة غمام» شخصية صوفية، فهو قديس، وسعدت كثيراً بالمشاركة فى هذا العمل، لأننى أحب الكاتب عبدالرحيم كمال وأقدر كتاباته، وارى ان أبعاده الفلسفيد دائماً مبذول فيها مجهود، وأبعاد شخصية الشيخ مدين هى سره، فأنا أنظر لعمق الشخصية وأهميتها لانها يتأسس عليها احداث كثيرة خلال احداث العمل، وهذه الشخصية استهلكت منى مجهوداً كبيراً، لأنها فلسفية وخلفيتها صوفية، خاصة فى حفظ قصيدة الإمام على رضى الله عنه، بالاضافة الى صعوبة التصوير ما بين «الزعفرانة» فى العين السخنة فى البحر، ومشاهد أخرى فى مدينة الإنتاج الاعلامى، بين الخير والشر انا ممثل، التزم بالورق أقدمه كما يجب أن يكون. المشهد الافتتاحى بينك وبين أحمد أمين ضمن أكثر المشاهد تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعى؟ «يا بحر جزيرة غمام جايب إيه للجزيرة فى موجك» مشهد مميز، وعندما شاهدته على الشاشة أسعدنى، المخرج حسين المنباوى تفهم وعكس الصورة بناء على روح المشهد وظهرت المشاهد والاضاءة والصورة والحوار متميزين، شىء جميل أن يكون هناك إبداع فنى بهذا الشكل، والصورة الجيدة تفرض نفسها وتكسب رضاء الجمهور. شخصية عبدالتواب فى مسلسل «توبه» مثيرة للانتباه.. حدثنا عن كواليسها؟ جسدت شخصية انسانية فيها بعد شعبى ومحبوبة من الجمهور، وأرى انها لمست البيئة الشعبية لأنه لشخصية من حارة شعبية، لكنه يملك بعداً ثقافياً يسيطر على حياته، الحاج عبدالتواب يعمل فى مجال الآلات الدقيقة، والساعات، وكذلك فهو خطاط، ويكتب كلمات لها مضمون حكيم، وهنا الشخصية ليست فقط شعبية، لكنه رجل له بعد فنى، وجمال الشخصية أنها شعبية لمست مع المثقفين، ومن أجل تنفيذها سافرت لبنان مرتين، لتصوير المشاهد. * جوكر الأداء الصعب..تتألق فى شخصية الإخوانى للمرة الثالثة.. فحدثنا عن كواليس «المرشد محمد بديع» فى الاختيار3؟ قدمت شخصية الاخوانى كثيراً، وتعاملت معها كأى شخصية، لأن كل شخصية تعطينى معطيات معينة، شخصية «بهجت السواح» قدمتها فى الجزء الأول من مسلسل الجماعة، وأنا التزمت بالسيناريو بشكل كبير وتابعت خلفيات الحوار، وما يوحى به، وكيف يخرج على الشاشة، أما حسن الهضيبى، فكان فى عصر وبيئه مختلفه تماماً عن عهد محمد بديع، وهناك اختلاف واضح فى أيديولجية كل شخصية، يظهر فى الفارق بين خلفية محامٍ ورجل قانون وآخر استاذ بالجامعة والثنائى يتفقان فقط فى صفة المرشد. وعن استعدادك للشخصية؟ عندما أجسد شخصيات حقيقية، عادة أتابع صورها وحواراتها، لا يهمنى خلفيتها السياسية بقدر اهتمامى بروح الأداء الشكلى للشخصية، وأنا من أضيف روح الشخصية، فمجرد تكوين رؤية، وجمع كل المعلومات عنها كل ذلك يتبلور وأستولد على أساسه روح الشخصية داخلياً، ليظهر الدافع على الشاشة، وشخصية بديع لم تكن مرهقة على الاطلاق لان السيناريو كان واضحاً، لكن روح الشخصية نفسها استلهمتها من مشاهد بديع خاصة أنه كان كثير الظهور إعلامياً. هل خلفيتك السياسية تكون مؤثرة على روح الشخصية؟ أنا لا أدخل خلفيتى السياسية فى أعمالى على الإطلاق، لكننى ملتزم بالسيناريو طالما أننى وافقت عليه. كيف ترى مسلسل الاختيار بأجزائه؟ المسلسل هو عمل وطنى يوثق لأحداث مهمة فى تاريخ مصر، وهذا دور الدراما فى زيادة الوعى، وإتاحة الفرصة لتوثيق الأحداث وحقيقتها لأن لديها القدرة على الوصول إلى قطاعات من الناس لا تقرأ، إضافة إلى أن تأثيرها يفوق تأثير أية وسيلة أخرى. تعاملت مع أجيال مختلفة من الكتاب.. كيف ترى الفارق بينهما؟ بالطبع كل جيل له مميزاته، شاركت مع أجيال مختلفة فى كلاسيكيات الدراما المصرية أمثال أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبدالقوى ويسرى الجندى، ولا يمكن المقارنة بين الأجيال، على سبيل المثال: عندما قدم الكاتب وحيد حامد شخصية الهضيبى، قدمها بعمق وشمول وقدم حياته الأسرية، كاملة عائلياً وكيفية تعاونه مع أصدقائه ومع من حوله، وهنا عندما قدمت الشخصية كنت أقدم شخصية تقوم عليها الأحداث، أما شخصية محمد بديع فى مسلسل الاختيار تعاملت معها كأحداث وليس كشخصيات، وهنا الفارق كبير بين التناول، لا يمكن المقارنة، لأن التناول مختلف، لكن العمل الجيد فى العموم يجبرنى كفنان أن أتعامل معه لأنى ممثل أؤمن بأهمية الورق. وكيف ترى الجيل الجديد مع المخرجين الشباب؟ الجيل الجديد من المخرجين مميزون لأنهم فى واقع مفتوح، ويشاهدون مدارس جديدة ومختلفة من الإخراج، منهم المخرج د.بيتر ميمى مخرج الاختيار يجيد ربط الشخصيات جيداً وموهوب، أيضاً المخرج حسين المنباوى رغم أننى قدمت معه مشهدين فقط فى مسلسل جزيرة غمام، فإننى أعجبتنى صورته ولديه إمكانيات قوية ومستقبله عظيم، ووالده كان صديقى، أما المخرج رؤوف عبدالعزيز، مخرج مسلسل انحراف، فنان محترم وأنا أحببت العمل معه، وقدراته قوية جداً، شاركته قبل رمضان فى مسلسل سوشيال ميديا وسعدت كثيراً بالتجربة معه، لأنه يجيد التغير والاختلاف.