«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الروبوت" القاتل وميلشيات الجنود الإلكترونية أبطال الحروب القادمة
نشر في الوفد يوم 27 - 04 - 2022

ألمانيا أول من ابتكر إنساناً آلياً انتحارياً لزرع وتفجير الألغام فى أراضى العدو
أمريكا أنتجت سلاحاً بحجم ذبابة يتتبع الهدف ويقتله ب«وغز» السم فى العنق
خطة بريطانية لتحويل 25% من قوات الجيش إلى «روبوتات» قتالية
شركات غربية تسعى لبيع «القاتل الآلى» فى السوق السوداء للعصابات الإجرامية والإرهابيين
أخطاء الإنسان الآلى خطيرة.. وخروج برمجتها عن السيطرة يهدد بدمار البشرية
توجيه الأسلحة عن بعد يتعارض مع مبادئ اتفاقية جنيف لحماية المدنيين خلال الحروب
على غرار أفلام الرعب للخيال العلمى، ستدار الحروب القادمة بعناصر غير بشرية، سنشاهد جيوشاً أو ميليشيات ضباطها وجنودها آليين «روبوت»، مدججين بأخطر الأسلحة، ليقتلوا البشر بأدمغة مبرمجة لا تعرف التفاهم ولا التمييز، وسيتم إنزالهم إلى ميادين الحرب عبر طائرات بدون طيار، ليمارسوا تفاصيل الحرب بكل شراسة لقتل أكبر عدد من الضحايا فى إبادة جماعية، وسيكون المحارب الآلى بشكله المرعب وجسده الحديد ذا طاقة ذاتية لا تنفذ بسهولة، يتحرك، يناور، يقتل، يدمر، إنه السلاح الرابع لأسلحة الدمار الشامل بعد النووى، الكيميائى، البيولوجى، وقد ظهر القاتل الآلى أو سلاح «الروبوت» الذكى منذ بضعة عقود فى شكل جندى المدجج بالأسلحة الفتاكة، أو معدات عسكرية كالطائرات بدون طيار، أو الدبابات أو السيارات عسكرية، وغيرها من الآليات سريعة القتل والمتعدد المهام العسكرية، وتطور الأن إلى أحجام صغيرة فى شكل نحلة أو ذبابة تغرس إبرتها المسمومة فى رقبة الضحية أو تفجره بما تحمله من أسلحة دقيقة ذات فعالية تدميرية واسعة، فلم يعد القاتل الآلى الآن ضرباً من الخيال، بل أصبح حقيقة ستغير من موازين الحروب، وستتوحش خطورتهم مع إمكانية خروجهم عن سيطرة من صنعوهم ليسيطروا على البشرية ويقودوها بعقولهم الاصطناعية الفذة إلى الدمار، وسيصبح المستقبل مخيفاً والمعارك أشرس وأشد فتكاً، لأن من يخوض غمارها «آلات» لا تأبه بمن أمامها، سواء كان جنديا مدججا بالسلاح أو مدنيا أعزل، «الوفد» يفتح هذا الملف لكشف أسراره فى الحاضر والمستقبل.
فى فبراير 2018 وأثناء انعقاد مؤتمر بالأمم المتحدة حول مشكلات وخطورة الذكاء الصناعى وظهور الروبوت القتالى، فجرت صحفية أمريكية تدعى «لندا مولتون هاو» حقيقة خطيرة موثقة بالمستندات، حول قيام أربعة من «الروبوتات» القتالية بقتل 29 عالما يابانياً فى أغسطس عام 2017، وذلك داخل إحدى الشركات اليابانية الشهيرة بإنتاج «الروبوتات»، حيث خرجت هذه «الروبوتات» عن السيطرة واستخدمت أسلحة نارية ملحقة بها لقتل العلماء، وتمكن الخبراء من وقف اثنين من ال«روبوتات»» فقط وتعطيل الثالث، غير أن «الروبوت» الرابع تمكن من الاتصال بالقمر الصناعى الخاص، وحصل على المعلومات اللازمة لإعادة برمجة نفسه وأجهز على العلماء، وكان مصدر معلومات الصحفية عميلا سريا بوكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومى الأمريكية، وقد وعدته بعدم نشر المعلومات فى وسائل الإعلام حينذاك، لأن الشركة المعنية لا تسمح بتشويه سمعتها، ولأن اليابان بحاجة إلى «روبوتات» قتالية ولن توقف عملية الإنتاج، ولكن ضميرها الإنسانى دفعها للكشف عن هذه الجريمة الخطيرة أمام المؤتمر.
وقد أمن العلماء المشاركون بالمؤتمر على ما أعلنته الصحفية من حقائق، لعلمهم بما يحدث سرا فى تطور خطير لتصنيع «الروبوت» القاتل، وأشار الخبراء إلى ما سبق تنبأ به، «إيلون موسك» مصمم البرمجيات الأمريكى الكندى الأصل، بأن بعض الدول والمراكز والشركات لا تكترث للأهداف النبيلة من وراء منتجات الذكاء الصناعى، بل تسعى لكسب الأرباح وتجميع «الروبوتات» القاتلة وتقديمها للعصابات الإجرامية أو الإرهابيين وطرحها فى السوق السوداء لتقوم بعمليات قتل جماعى، ف«الروبوت» ليست له عاطفة ولا يعرف معنى الرحمة أو يحترم الكرامة الإنسانية وليس لديه القدرة الكاملة على التمييز، وهنا يصبح الذكاء الاصطناعى غباءً لأنه يحول تلك «الروبوتات» الآلية لتصبح عصابة أو ميليشيات من القتلة، وقد اتفق ما أعلنته الصحفية تماماً مع أبحاث ودراسات عسكرية عالمية تؤكد أن عام 2025 سيشكل تحولاً مهمًا فى الحروب التى تعتمد على الجندى الآلى على نطاق واسع فى العمليات العسكرية فى أمريكا والدول المتقدمة.
وقبل هذا المؤتمر بثلاث سنوات، فى مارس 2015 أعلن مسئول بالأمن التقنى فى غزة، أن إسرائيل أطلقت أجهزة تجسس فى القطاع غزة تعرف باسم «الحشرات الإلكترونية» وهى تطير وبحجم العصفور الصغير، لرصد تحركات عناصر من الفصائل الفلسطينية المقاومة وتصفيتهم بإطلاق الرصاص أو تفجير نفسها، كما تلتقط الصور وتنقل المعلومات وتحدد المواقع، وقادرة على بث الإشارة لاسلكياً، وتستطيع الطيران والتسلل إلى داخل الأبنية المختلفة عبر فتحات صغيرة تماماً،
مثل العصافير أو الذباب، وتتم قيادتها عبر مركز التحكم عن بعد متصل بالأقمار الصناعية.
البداية
لا تندهش حين تعلم أن كلمة «روبوت» اصلها مستمد من اللغة التشيكية وتعنى «العمل الشاق والإجبارى» وظهرت الكلمة أول مرة عام 1920، فى مسرحية لمؤلف تشيكى يدعى «كارل تشابيك» للتعبير عن اسم الآلات الحية التى استخدمها فى العمل المسرحى، وتم تداول الكلمة بعد ذلك فى روايات وأفلام الخيال العلمى التى تسرد حكايات عن بطولات عسكرية، أو مواجهة قوى شر غامضة، وعرف «الروبوت» فى بداية تصنيعه على أنه الإنسان الآلى الذى تتم برمجته عبر برامج «الحاسوب» الذكاء الاصطناعى، للقيام بأعمال سلمية محددة غالبا ما تكون شاقة أو خطيرة أو دقيقة، لا يمكن للعنصر البشرى القيام بها، مثال البحث عن الألغام وتحديد أماكنها والتخلص منها لحماية البشرية من مخاطرها، أو دفن النفايات الخطيرة كالمشعة والكيمائية فى مقابر خاصة، أو الكشف عن وجود أسلحة سرية عادية أو نووية وكيميائية أو متفجرات.
ولكن طاقة الإنسان الآلى المتميزة بالقوة والقدرات الخاصة كانت السبب وراء توجيه أهدافه من السلمية إلى الحرب وصناعة «روبوت» قتالى، ولم يكن ذلك فى شكل إنسان آلى فى البداية، بل تمثل فى صناعة أول سيارة تعمل بالتحكم اللاسلكى عن بعد فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1921، وظهر بعدها «الروبوت» المحارب فى الحرب العالمية الثانية، حيث صنعت وحدات الجيش الأحمر السوفيتى دبابات صغيرة يتم توجيهها عن بعد بأجهزة لاسلكى تحمل الألغام والأسلحة لنقلها إلى مناطق العدو دون تعريض جنودها البشرية للخطر، ثم تم تعديلها لتتمكن من إطلاق النيران وقاذفات اللهب عن بعد، واستخدمت الدبابات من هذه النوعية ضد الجيش الفنلندى عام 1940، وضد الجيش النازى عام 1941.
فيما التقطت ألمانيا الفكرة عقب عثور مهندسين بالجيش الألمانى على سيارات صغيرة مجنزرة فى فرنسا، يتم تحريكها عن بعد، فطورها الألمان ل«روبوت مجنزر» انتحارى أطلقوا عليه اسم «جولايث»، يمكنه حمل 60كجم من متفجرات، وتم صناعة الآلاف من هذه «الروبوتات»، لمثل ثورة فى عالم التكنولوجيا العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية.
كما قامت أمريكا من خلال وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة فى الستينيات بصناعة «روبوت» متحرك أطلقوا عليه اسم «شاكى» ليقوم بمهام ملاحيّة عسكرية، ثم طورت المصانع العسكرية الأمريكية الفكرة لإنتاج «روبوتات» قتالية متعدّدة المهام، ويعد المهندس الأمريكى (جو أنجرى برجر) هو أول من اخترع الإنسان الآلى الحديث «الروبوت» وذلك فى عام 1960، ونجحت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا فى صناعة «الروبوت» المحارب الذى يمكنه قفز الحواجز، والسباحة والمراقبة واستطلاع خطوط العدو، والتحرك الذاتى لضرب الأعداء من خلال برمجة شرائح إلكترونية ذات حساسية عالية للحرارة والحركة، تصدر أوامر داخلية له لإطلاق أسلحته على الأعداء.
سباق على القتل
أصبح السباق على امتلاك سلاح «الروبوت» القتالى غير مقصور على الدول الكبرى، بل تنافست 50 دولة خلال فى السنوات الأخيرة على شرائه وتطوير «الروبوت» الطائر، المتمثل فى طائرات تجسس، استطلاعية وقتالية صغيرة الحجم موجهة إلكترونيا وكلها بدون طيار، وعلى رأس هذه الدول أميركا، بريطانيا، كوريا الجنوبية، إسرائيل وألمانيا والصين وروسيا وإيران، وأعلنت عدة دول أوروبية وآسيوية عن خطط لتصنيع جيوش ضخمة من «الروبوتات» القتالية، ومؤخراً صرح أحد قادة الجيش البريطانى ويدعى الجنرال «نيك كارتر» بأن 25% من قوات الجيش البريطانى ستصبح من «الروبوتات» القتالية متعددة المهام بحلول العام 2030، أى ما يعادل 30 ألف «روبوت»، وتستثمر بلاده 17.5 مليون إسترلينى فى تطوير أجهزة «الروبوت».
كما أعلنت كوريا الجنوبيّة أنها مع بداية عام 2024، ستدخل «الروبوتات» ضمن قواتها المسلحة بجانب تطوير الطائرات بدون طيار، للقيام بمهام قتالية واستخباراتية، ومؤخرا أنفقت أمريكا 60 مليون دولار لصناعة سلاح «روبوت ميكروهوائى» صغير جدا بحجم الذبابة، يمكنه مراقبة الأعداء، تتبعهم ومطاردتهم لقتلهم بوغز السم فى أعناقهم عبر
إبرة صغيرة دقيقة، كما يمكن تحميل هذه «الروبوتات» الميكروهوائية بالمتفجرات أو الأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية، لتتحرك عبر توجيهها إلى الأماكن المستهدفة لتفجيرها أو لنشر الأمراض، ويمكن للروبوت المتطور وفقاً لبرمجته التحدث بعدة لغات والقيام بأدوار القيادة، وطاقته فى الحركة والقيام بالمهام المنوطة به يستمدها بطارية قابلة للشحن، ويقوم «الروبوت» نفسه بشحنها من أقرب مصدر للكهرباء عندما يستشعر اقتراب نفادها، وهناك «الروبوت» الكهروضوئى، وهو مزود بخلايا شمسية تستمد طاقتها من الشمس.
ويقوم الجيش الأمريكى حاليا باختبار 4 نماذج جديدة من «روبوت» قتالى يطلق عليه اسم «ريبسو إم 5»، لإدخاله إلى الخدمة العسكرية ضمن الترسانة الأمريكية، يمكن لهذا الربوت أن يتحول من شكل سيارة مجنزرة إلى طائرة بدون طيار أو إلى كاسحة ألغام متنقّلة، أو يحول إلى منصة رادار أرضية، ومؤخرا أعلنت موسكو عن إنتاج «الروبوت» القتالى «ماركير»، وأنه يجرى حاليا إدخاله إلى الخدمة الرسمية فى الجيش الروسى، ويتمتع بقدرات تحديد الهدف وسرعة الاستجابة للأوامر، وتغيير المهام القتالية، فيما تقوم حاليا كوريا الشمالية عبر أحد معاهد التكنولوجيا وشركة لتطوير أنظمة الدفاع، بتطوير «روبوتات» قاتلة، وعرضها للبيع والمتاجرة للراغبين، كما لم يمر تصنيع «الروبوت» القتالى مرور الكرام على الدول العربية، فهناك بعض الدول منها العراق حاولت تصنيع «الدرونز» القتالى، عام 2016، وهو روبوت يشبه الصندوق الطويل مزوّد بدروع وكاميرات مراقبة ورصد، ويمكنه إطلاق القذائف والقنابل، واستخدمته العراق فى معارك بالموصل وضد تنظيم داعش.
استخدامات ميدانية
وقد استخدمت أمريكا سلاح الآليات الإلكترونية لتحقيق أهداف عسكرية كبيرة فى مناطق محفوفة بالمخاطر كأفغانستان وباكستان والعراق، حتى تجنب جنودها التعرض للخطر والموت، حيث نفذت فى أفغانستان فقط ما بين عامى 2004: 2010 أكثر من 118 ضربة جوية عبر طائرات بدون طيار، تم خلالها قتل 1000 شخص ما بين مقاتلين من حركة طالبان ومدنيين، بجانب إرسالها طائرات تجسس بدون طيار للتجسس أفغانستان للبحث عن أسامة بن لادن فى حينه، كما استخدمت روسيا نوعين من «الروبوت» القتالى خلال المعارك فى سوريا، الأول «روبوت» متعدد المهام «أوران-9» فى عام 2018، وأعلنت موسكو صراحة عن استخدامه فى سوريا فى مؤتمر عقدته أكاديمية «كوزنتسوف» البحرية فى سانت «بطرسبورج» فى أبريل من نفس العام، وكان يقوم بمهام اطلاق المدافع بشكل أوتوماتيكى واطلاق صواريخ يصل مداها إلى 6 كيلومتر، وصواريخ مضادة للطائرات، والثانى روبوت قتالى من نوع كاسحة الألغام «أوران-6»، وفى يونيو2020 فجّر تقرير للأمم المتحدة مفاجأة مدوية عن استخدام تركيا أسلحة ذاتية التحكم فى ليبيا وطائرات بدون طيار ذاتية التحكم، وهى طائرات تدمر نفسها فى الهجوم، أى يمكن اعتبارها طائرات مفخخة.
جهود حظر فاشلة
إدارة الحروب عبر الأسلحة الإلكترونية عن بعد تتعارض مع مبادئ اتفاقية جنيف لحماية المدنيين خلال الحروب، فكثيرا ما تتسبب هذه الأسلحة فى وقوع كوارث إنسانية، ف«الروبوت» المحارب لا يشعر بغضب ولا يقتل بدافع الثأر أو الانتقام، هو يقتل لهدف القتل ولا يفرق أبدا بين مدنى ومقاتل، ولا بين عجوز مشلول، وبين دبابة أو هدف عسكرى، كل الأهداف بالنسبة له مجرد أرقام، وهنا تكمن الخطورة، ونذكر فى هذا قيام طائرة قتالية أمريكية بدون طيار بقصف طائرة ركاب إيرانية فى يوليو عام 1988 على أنها طائرة حربية، وتحذر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وكافة العلماء الذين شاركوا فى إنتاج الأنواع المختلفة من «الروبوت» سواء السلمية أو القتالية، من التوسع فى استخدام «الروبوت» القتالى، ففى عام 2009 تشكلت لجنة دولية للحد من أسلحة «الروبوتات»، وضمت اللجنة نخبة هائلة من خبيرا علم «الروبوتات» والتقنية، وفى أبريل 2013 انطلقت أول حملة دولية فى لندن للتنديد بصناعة «الروبوت» القاتل والمطالبة بوقف تصنيعه، وجاء ذلك على هامش مؤتمر مركز حقوق الإنسان، وقال «نويل شاركلى»، أستاذ تكنولوجيا «الروبوت» ورئيس اللجنة الدولية للحد من أسلحة «الروبوت»: «لا يمكن التنبؤ بأن نظم أسلحة القتل الآلية ستلتزم بالقانون الدولى، فالدول لا تتحدث مع بعضها البعض فى هذا الشأن، الأمر الذى سيجعل مستقبل البشرية وحشيا، لا سيما إذا ما وقعت هذه التكنولوجيا فى أيدى خاطئة».
وفى مايو 2014 عقدت الأمم المتحدة اجتماعاً لمعارضة «الروبوت» القاتل وذلك ضمن فعاليات اجتماع الأمم المتحدة حول معاهدة حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية بعينها، وأكد الخبراء أن «الروبوت» القاتل سلاح يهدد البشرية ونقمة عليهم ويجب حظره، وفى يوليو 2015، وقع أكثر من 1000 خبير فى مجال الذكاء الاصطناعى خطاباً تحذيرياً من سباق التسلح فى مجال الذكاء الاصطناعى العسكرى ومن ثورة ثالثة فى الحروب، وكان ضمن الموقعين خبراء البرمجيات والذكاء الصناعى منهم جان تالين أحد مؤسسى سكايب، ومؤسس جوجل ديب مايند، وقالوا أن تكنولوجيا «الفتك ذاتية التحكم» بمثابة صندوق للويلات.
كما قاطع 50 باحثاً فى مجال الذكاء الاصطناعى جامعة «كايست» إحدى أكبر الجامعات فى كوريا الجنوبية لقيامها بتطوير «الروبوت» القاتل، بالشراكة مع «هانوها» أكبر مصنعى السلاح فى كوريا الجنوبية، وفى ديسمبر 2018 عقد خبراء بالأمم المتحدة مؤتمراً فى جنيف حول نفس القضية، وطالبوا بإعلان معاهدة لحظر أو تقييد استخدام هذه النوعية الخطيرة من الأسلحة، وحذروا من إمكانية خروج «الروبوتات» عن السيطرة البشرية، بل تحولها لتقضى على من صنعوها أو يتحكمون فى توجيهها، رغم كل هذه الجهود، لم تظهر اتفاقية ولا معاهدة واضحة لحظر «الروبوت» القاتل، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تنافس الدول لتطويع الذكاء الصناعى ليدمر البشر بكل ذكائهم الطبيعى، لأنهم هم من صنعوا آلات القتل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.