اعرف طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الروبوت" القاتل وميلشيات الجنود الإلكترونية أبطال الحروب القادمة
نشر في الوفد يوم 27 - 04 - 2022

ألمانيا أول من ابتكر إنساناً آلياً انتحارياً لزرع وتفجير الألغام فى أراضى العدو
أمريكا أنتجت سلاحاً بحجم ذبابة يتتبع الهدف ويقتله ب«وغز» السم فى العنق
خطة بريطانية لتحويل 25% من قوات الجيش إلى «روبوتات» قتالية
شركات غربية تسعى لبيع «القاتل الآلى» فى السوق السوداء للعصابات الإجرامية والإرهابيين
أخطاء الإنسان الآلى خطيرة.. وخروج برمجتها عن السيطرة يهدد بدمار البشرية
توجيه الأسلحة عن بعد يتعارض مع مبادئ اتفاقية جنيف لحماية المدنيين خلال الحروب
على غرار أفلام الرعب للخيال العلمى، ستدار الحروب القادمة بعناصر غير بشرية، سنشاهد جيوشاً أو ميليشيات ضباطها وجنودها آليين «روبوت»، مدججين بأخطر الأسلحة، ليقتلوا البشر بأدمغة مبرمجة لا تعرف التفاهم ولا التمييز، وسيتم إنزالهم إلى ميادين الحرب عبر طائرات بدون طيار، ليمارسوا تفاصيل الحرب بكل شراسة لقتل أكبر عدد من الضحايا فى إبادة جماعية، وسيكون المحارب الآلى بشكله المرعب وجسده الحديد ذا طاقة ذاتية لا تنفذ بسهولة، يتحرك، يناور، يقتل، يدمر، إنه السلاح الرابع لأسلحة الدمار الشامل بعد النووى، الكيميائى، البيولوجى، وقد ظهر القاتل الآلى أو سلاح «الروبوت» الذكى منذ بضعة عقود فى شكل جندى المدجج بالأسلحة الفتاكة، أو معدات عسكرية كالطائرات بدون طيار، أو الدبابات أو السيارات عسكرية، وغيرها من الآليات سريعة القتل والمتعدد المهام العسكرية، وتطور الأن إلى أحجام صغيرة فى شكل نحلة أو ذبابة تغرس إبرتها المسمومة فى رقبة الضحية أو تفجره بما تحمله من أسلحة دقيقة ذات فعالية تدميرية واسعة، فلم يعد القاتل الآلى الآن ضرباً من الخيال، بل أصبح حقيقة ستغير من موازين الحروب، وستتوحش خطورتهم مع إمكانية خروجهم عن سيطرة من صنعوهم ليسيطروا على البشرية ويقودوها بعقولهم الاصطناعية الفذة إلى الدمار، وسيصبح المستقبل مخيفاً والمعارك أشرس وأشد فتكاً، لأن من يخوض غمارها «آلات» لا تأبه بمن أمامها، سواء كان جنديا مدججا بالسلاح أو مدنيا أعزل، «الوفد» يفتح هذا الملف لكشف أسراره فى الحاضر والمستقبل.
فى فبراير 2018 وأثناء انعقاد مؤتمر بالأمم المتحدة حول مشكلات وخطورة الذكاء الصناعى وظهور الروبوت القتالى، فجرت صحفية أمريكية تدعى «لندا مولتون هاو» حقيقة خطيرة موثقة بالمستندات، حول قيام أربعة من «الروبوتات» القتالية بقتل 29 عالما يابانياً فى أغسطس عام 2017، وذلك داخل إحدى الشركات اليابانية الشهيرة بإنتاج «الروبوتات»، حيث خرجت هذه «الروبوتات» عن السيطرة واستخدمت أسلحة نارية ملحقة بها لقتل العلماء، وتمكن الخبراء من وقف اثنين من ال«روبوتات»» فقط وتعطيل الثالث، غير أن «الروبوت» الرابع تمكن من الاتصال بالقمر الصناعى الخاص، وحصل على المعلومات اللازمة لإعادة برمجة نفسه وأجهز على العلماء، وكان مصدر معلومات الصحفية عميلا سريا بوكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومى الأمريكية، وقد وعدته بعدم نشر المعلومات فى وسائل الإعلام حينذاك، لأن الشركة المعنية لا تسمح بتشويه سمعتها، ولأن اليابان بحاجة إلى «روبوتات» قتالية ولن توقف عملية الإنتاج، ولكن ضميرها الإنسانى دفعها للكشف عن هذه الجريمة الخطيرة أمام المؤتمر.
وقد أمن العلماء المشاركون بالمؤتمر على ما أعلنته الصحفية من حقائق، لعلمهم بما يحدث سرا فى تطور خطير لتصنيع «الروبوت» القاتل، وأشار الخبراء إلى ما سبق تنبأ به، «إيلون موسك» مصمم البرمجيات الأمريكى الكندى الأصل، بأن بعض الدول والمراكز والشركات لا تكترث للأهداف النبيلة من وراء منتجات الذكاء الصناعى، بل تسعى لكسب الأرباح وتجميع «الروبوتات» القاتلة وتقديمها للعصابات الإجرامية أو الإرهابيين وطرحها فى السوق السوداء لتقوم بعمليات قتل جماعى، ف«الروبوت» ليست له عاطفة ولا يعرف معنى الرحمة أو يحترم الكرامة الإنسانية وليس لديه القدرة الكاملة على التمييز، وهنا يصبح الذكاء الاصطناعى غباءً لأنه يحول تلك «الروبوتات» الآلية لتصبح عصابة أو ميليشيات من القتلة، وقد اتفق ما أعلنته الصحفية تماماً مع أبحاث ودراسات عسكرية عالمية تؤكد أن عام 2025 سيشكل تحولاً مهمًا فى الحروب التى تعتمد على الجندى الآلى على نطاق واسع فى العمليات العسكرية فى أمريكا والدول المتقدمة.
وقبل هذا المؤتمر بثلاث سنوات، فى مارس 2015 أعلن مسئول بالأمن التقنى فى غزة، أن إسرائيل أطلقت أجهزة تجسس فى القطاع غزة تعرف باسم «الحشرات الإلكترونية» وهى تطير وبحجم العصفور الصغير، لرصد تحركات عناصر من الفصائل الفلسطينية المقاومة وتصفيتهم بإطلاق الرصاص أو تفجير نفسها، كما تلتقط الصور وتنقل المعلومات وتحدد المواقع، وقادرة على بث الإشارة لاسلكياً، وتستطيع الطيران والتسلل إلى داخل الأبنية المختلفة عبر فتحات صغيرة تماماً،
مثل العصافير أو الذباب، وتتم قيادتها عبر مركز التحكم عن بعد متصل بالأقمار الصناعية.
البداية
لا تندهش حين تعلم أن كلمة «روبوت» اصلها مستمد من اللغة التشيكية وتعنى «العمل الشاق والإجبارى» وظهرت الكلمة أول مرة عام 1920، فى مسرحية لمؤلف تشيكى يدعى «كارل تشابيك» للتعبير عن اسم الآلات الحية التى استخدمها فى العمل المسرحى، وتم تداول الكلمة بعد ذلك فى روايات وأفلام الخيال العلمى التى تسرد حكايات عن بطولات عسكرية، أو مواجهة قوى شر غامضة، وعرف «الروبوت» فى بداية تصنيعه على أنه الإنسان الآلى الذى تتم برمجته عبر برامج «الحاسوب» الذكاء الاصطناعى، للقيام بأعمال سلمية محددة غالبا ما تكون شاقة أو خطيرة أو دقيقة، لا يمكن للعنصر البشرى القيام بها، مثال البحث عن الألغام وتحديد أماكنها والتخلص منها لحماية البشرية من مخاطرها، أو دفن النفايات الخطيرة كالمشعة والكيمائية فى مقابر خاصة، أو الكشف عن وجود أسلحة سرية عادية أو نووية وكيميائية أو متفجرات.
ولكن طاقة الإنسان الآلى المتميزة بالقوة والقدرات الخاصة كانت السبب وراء توجيه أهدافه من السلمية إلى الحرب وصناعة «روبوت» قتالى، ولم يكن ذلك فى شكل إنسان آلى فى البداية، بل تمثل فى صناعة أول سيارة تعمل بالتحكم اللاسلكى عن بعد فى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1921، وظهر بعدها «الروبوت» المحارب فى الحرب العالمية الثانية، حيث صنعت وحدات الجيش الأحمر السوفيتى دبابات صغيرة يتم توجيهها عن بعد بأجهزة لاسلكى تحمل الألغام والأسلحة لنقلها إلى مناطق العدو دون تعريض جنودها البشرية للخطر، ثم تم تعديلها لتتمكن من إطلاق النيران وقاذفات اللهب عن بعد، واستخدمت الدبابات من هذه النوعية ضد الجيش الفنلندى عام 1940، وضد الجيش النازى عام 1941.
فيما التقطت ألمانيا الفكرة عقب عثور مهندسين بالجيش الألمانى على سيارات صغيرة مجنزرة فى فرنسا، يتم تحريكها عن بعد، فطورها الألمان ل«روبوت مجنزر» انتحارى أطلقوا عليه اسم «جولايث»، يمكنه حمل 60كجم من متفجرات، وتم صناعة الآلاف من هذه «الروبوتات»، لمثل ثورة فى عالم التكنولوجيا العسكرية أثناء الحرب العالمية الثانية.
كما قامت أمريكا من خلال وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة فى الستينيات بصناعة «روبوت» متحرك أطلقوا عليه اسم «شاكى» ليقوم بمهام ملاحيّة عسكرية، ثم طورت المصانع العسكرية الأمريكية الفكرة لإنتاج «روبوتات» قتالية متعدّدة المهام، ويعد المهندس الأمريكى (جو أنجرى برجر) هو أول من اخترع الإنسان الآلى الحديث «الروبوت» وذلك فى عام 1960، ونجحت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا فى صناعة «الروبوت» المحارب الذى يمكنه قفز الحواجز، والسباحة والمراقبة واستطلاع خطوط العدو، والتحرك الذاتى لضرب الأعداء من خلال برمجة شرائح إلكترونية ذات حساسية عالية للحرارة والحركة، تصدر أوامر داخلية له لإطلاق أسلحته على الأعداء.
سباق على القتل
أصبح السباق على امتلاك سلاح «الروبوت» القتالى غير مقصور على الدول الكبرى، بل تنافست 50 دولة خلال فى السنوات الأخيرة على شرائه وتطوير «الروبوت» الطائر، المتمثل فى طائرات تجسس، استطلاعية وقتالية صغيرة الحجم موجهة إلكترونيا وكلها بدون طيار، وعلى رأس هذه الدول أميركا، بريطانيا، كوريا الجنوبية، إسرائيل وألمانيا والصين وروسيا وإيران، وأعلنت عدة دول أوروبية وآسيوية عن خطط لتصنيع جيوش ضخمة من «الروبوتات» القتالية، ومؤخراً صرح أحد قادة الجيش البريطانى ويدعى الجنرال «نيك كارتر» بأن 25% من قوات الجيش البريطانى ستصبح من «الروبوتات» القتالية متعددة المهام بحلول العام 2030، أى ما يعادل 30 ألف «روبوت»، وتستثمر بلاده 17.5 مليون إسترلينى فى تطوير أجهزة «الروبوت».
كما أعلنت كوريا الجنوبيّة أنها مع بداية عام 2024، ستدخل «الروبوتات» ضمن قواتها المسلحة بجانب تطوير الطائرات بدون طيار، للقيام بمهام قتالية واستخباراتية، ومؤخرا أنفقت أمريكا 60 مليون دولار لصناعة سلاح «روبوت ميكروهوائى» صغير جدا بحجم الذبابة، يمكنه مراقبة الأعداء، تتبعهم ومطاردتهم لقتلهم بوغز السم فى أعناقهم عبر
إبرة صغيرة دقيقة، كما يمكن تحميل هذه «الروبوتات» الميكروهوائية بالمتفجرات أو الأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية، لتتحرك عبر توجيهها إلى الأماكن المستهدفة لتفجيرها أو لنشر الأمراض، ويمكن للروبوت المتطور وفقاً لبرمجته التحدث بعدة لغات والقيام بأدوار القيادة، وطاقته فى الحركة والقيام بالمهام المنوطة به يستمدها بطارية قابلة للشحن، ويقوم «الروبوت» نفسه بشحنها من أقرب مصدر للكهرباء عندما يستشعر اقتراب نفادها، وهناك «الروبوت» الكهروضوئى، وهو مزود بخلايا شمسية تستمد طاقتها من الشمس.
ويقوم الجيش الأمريكى حاليا باختبار 4 نماذج جديدة من «روبوت» قتالى يطلق عليه اسم «ريبسو إم 5»، لإدخاله إلى الخدمة العسكرية ضمن الترسانة الأمريكية، يمكن لهذا الربوت أن يتحول من شكل سيارة مجنزرة إلى طائرة بدون طيار أو إلى كاسحة ألغام متنقّلة، أو يحول إلى منصة رادار أرضية، ومؤخرا أعلنت موسكو عن إنتاج «الروبوت» القتالى «ماركير»، وأنه يجرى حاليا إدخاله إلى الخدمة الرسمية فى الجيش الروسى، ويتمتع بقدرات تحديد الهدف وسرعة الاستجابة للأوامر، وتغيير المهام القتالية، فيما تقوم حاليا كوريا الشمالية عبر أحد معاهد التكنولوجيا وشركة لتطوير أنظمة الدفاع، بتطوير «روبوتات» قاتلة، وعرضها للبيع والمتاجرة للراغبين، كما لم يمر تصنيع «الروبوت» القتالى مرور الكرام على الدول العربية، فهناك بعض الدول منها العراق حاولت تصنيع «الدرونز» القتالى، عام 2016، وهو روبوت يشبه الصندوق الطويل مزوّد بدروع وكاميرات مراقبة ورصد، ويمكنه إطلاق القذائف والقنابل، واستخدمته العراق فى معارك بالموصل وضد تنظيم داعش.
استخدامات ميدانية
وقد استخدمت أمريكا سلاح الآليات الإلكترونية لتحقيق أهداف عسكرية كبيرة فى مناطق محفوفة بالمخاطر كأفغانستان وباكستان والعراق، حتى تجنب جنودها التعرض للخطر والموت، حيث نفذت فى أفغانستان فقط ما بين عامى 2004: 2010 أكثر من 118 ضربة جوية عبر طائرات بدون طيار، تم خلالها قتل 1000 شخص ما بين مقاتلين من حركة طالبان ومدنيين، بجانب إرسالها طائرات تجسس بدون طيار للتجسس أفغانستان للبحث عن أسامة بن لادن فى حينه، كما استخدمت روسيا نوعين من «الروبوت» القتالى خلال المعارك فى سوريا، الأول «روبوت» متعدد المهام «أوران-9» فى عام 2018، وأعلنت موسكو صراحة عن استخدامه فى سوريا فى مؤتمر عقدته أكاديمية «كوزنتسوف» البحرية فى سانت «بطرسبورج» فى أبريل من نفس العام، وكان يقوم بمهام اطلاق المدافع بشكل أوتوماتيكى واطلاق صواريخ يصل مداها إلى 6 كيلومتر، وصواريخ مضادة للطائرات، والثانى روبوت قتالى من نوع كاسحة الألغام «أوران-6»، وفى يونيو2020 فجّر تقرير للأمم المتحدة مفاجأة مدوية عن استخدام تركيا أسلحة ذاتية التحكم فى ليبيا وطائرات بدون طيار ذاتية التحكم، وهى طائرات تدمر نفسها فى الهجوم، أى يمكن اعتبارها طائرات مفخخة.
جهود حظر فاشلة
إدارة الحروب عبر الأسلحة الإلكترونية عن بعد تتعارض مع مبادئ اتفاقية جنيف لحماية المدنيين خلال الحروب، فكثيرا ما تتسبب هذه الأسلحة فى وقوع كوارث إنسانية، ف«الروبوت» المحارب لا يشعر بغضب ولا يقتل بدافع الثأر أو الانتقام، هو يقتل لهدف القتل ولا يفرق أبدا بين مدنى ومقاتل، ولا بين عجوز مشلول، وبين دبابة أو هدف عسكرى، كل الأهداف بالنسبة له مجرد أرقام، وهنا تكمن الخطورة، ونذكر فى هذا قيام طائرة قتالية أمريكية بدون طيار بقصف طائرة ركاب إيرانية فى يوليو عام 1988 على أنها طائرة حربية، وتحذر المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وكافة العلماء الذين شاركوا فى إنتاج الأنواع المختلفة من «الروبوت» سواء السلمية أو القتالية، من التوسع فى استخدام «الروبوت» القتالى، ففى عام 2009 تشكلت لجنة دولية للحد من أسلحة «الروبوتات»، وضمت اللجنة نخبة هائلة من خبيرا علم «الروبوتات» والتقنية، وفى أبريل 2013 انطلقت أول حملة دولية فى لندن للتنديد بصناعة «الروبوت» القاتل والمطالبة بوقف تصنيعه، وجاء ذلك على هامش مؤتمر مركز حقوق الإنسان، وقال «نويل شاركلى»، أستاذ تكنولوجيا «الروبوت» ورئيس اللجنة الدولية للحد من أسلحة «الروبوت»: «لا يمكن التنبؤ بأن نظم أسلحة القتل الآلية ستلتزم بالقانون الدولى، فالدول لا تتحدث مع بعضها البعض فى هذا الشأن، الأمر الذى سيجعل مستقبل البشرية وحشيا، لا سيما إذا ما وقعت هذه التكنولوجيا فى أيدى خاطئة».
وفى مايو 2014 عقدت الأمم المتحدة اجتماعاً لمعارضة «الروبوت» القاتل وذلك ضمن فعاليات اجتماع الأمم المتحدة حول معاهدة حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية بعينها، وأكد الخبراء أن «الروبوت» القاتل سلاح يهدد البشرية ونقمة عليهم ويجب حظره، وفى يوليو 2015، وقع أكثر من 1000 خبير فى مجال الذكاء الاصطناعى خطاباً تحذيرياً من سباق التسلح فى مجال الذكاء الاصطناعى العسكرى ومن ثورة ثالثة فى الحروب، وكان ضمن الموقعين خبراء البرمجيات والذكاء الصناعى منهم جان تالين أحد مؤسسى سكايب، ومؤسس جوجل ديب مايند، وقالوا أن تكنولوجيا «الفتك ذاتية التحكم» بمثابة صندوق للويلات.
كما قاطع 50 باحثاً فى مجال الذكاء الاصطناعى جامعة «كايست» إحدى أكبر الجامعات فى كوريا الجنوبية لقيامها بتطوير «الروبوت» القاتل، بالشراكة مع «هانوها» أكبر مصنعى السلاح فى كوريا الجنوبية، وفى ديسمبر 2018 عقد خبراء بالأمم المتحدة مؤتمراً فى جنيف حول نفس القضية، وطالبوا بإعلان معاهدة لحظر أو تقييد استخدام هذه النوعية الخطيرة من الأسلحة، وحذروا من إمكانية خروج «الروبوتات» عن السيطرة البشرية، بل تحولها لتقضى على من صنعوها أو يتحكمون فى توجيهها، رغم كل هذه الجهود، لم تظهر اتفاقية ولا معاهدة واضحة لحظر «الروبوت» القاتل، مما يفتح الباب على مصراعيه أمام تنافس الدول لتطويع الذكاء الصناعى ليدمر البشر بكل ذكائهم الطبيعى، لأنهم هم من صنعوا آلات القتل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.