لا إله إلا الله فيها نفى وإثبات، النفى فى «لا إله» والإثبات فى «إلا الله» «لا إله» فيها دلالة على العدم لأنه إذا انتفى وجود الإله يصير الوجود كله عدما و«إلا الله» فيها دلالة على إثبات الوجود بالله, فمعنى لا إله إلا الله أنه لا وجود إلا بالله، أى أن الكون كله عدم إلا بك يا الله، فلولا الله لما كنا ولاك ان الوجود فكل شىء من دون الله عدم مطلق وكل شىء بأمداد الله له وجود وحياة وبإمكاننا أن نرى «لا إله إلا الله» بأكثر من معنى من تلك المعانى: فالكون كله من تجليات الله، كل شىء فى الكون يهتف, لولا الله لما كنا فلا ترى فى الكون جماله ولكن ترى فى الكون جمال تجليات الله عليه، فالكون مرآة تعكس أسماء الله الحسنى وكل ذرة فى الكون عليها ختم «لا إله إلا الله» فقبل أن تسرح بعقلك فى صور الكون الكثيرة ركز فكرك وقلبك على الواحد الأحد ترى به كل الوجود. ومن معانى لا إله إلا الله أن الكون ساجد بين يديه سبحانه، فلو عرفت مقدار لا إله إلا الله والثواب المترتب عليها لما توقف لسانك عن التحرك بها يقول النبى صلى الله عليه وسلم «أفضل الذكر لا إله إلا الله, وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله» فهى جوهر الدين وجوهر كل الرسالات التى نزل بها كل الأنبياء، والذكر بها يحرق كل الذنوب ويميتها فى القلب، وتجربة الذاكرين تؤكد أن المداومة على ذكر «لا إله إلا الله» يخرج المعصية من القلب فهى تحدث فى قلبك عملية تخلية وتحلية، تخلية من كل معصية، وتحلية بكل ما يحبه الله. فمع كثرة الذكر ب«لا إله إلا الله» ستظهر تساؤلات جديدة فى حياتك, ستبدا فى سؤال نفسك: هل ربى راض عنى ؟ هل انا غال عند الله ؟ هل انا ممن يحبهم الله؟ سيأخذك الذكر الى افاق جديدة اكثر عمقا، تتفتح لها ابواب النور والاشراقات فى محبة الله.