رأت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن العراق في طريقه حاليا للتفتت في ظل عدم اتخاذ الولاياتالمتحدة أي اجراءات تحول دون ذلك. وذكرت الصحيفة - في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني - أن سياسات الحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية برئاسة نوري المالكي تسببت في زيادة حدة التوترات في المناطق السنية بالعراق، وهو ما خرج في شكل مظاهرات حاشدة سعت لمحاكاة ما حدث بدول الربيع العربي. واستدلت الصحيفة على طرحها في هذا الصدد بذكر أن المالكي أرسل في وقت سابق من الشهر الجاري قوة أمنية مزودة بمروحيات عسكرية إلى غرب العراق للقبض على وزير المالية السابق وأحد أبرز المعارضين السنة رافي العيساوي. وأوضحت الصحيفة أن قرار المالكي في هذا الشأن تم عقب محادثة هاتفية اجريت مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من دون اخباره بما ينوي فعله، مشيرة إلى قراره السابق أيضا باعتقال نائب الرئيس السني طارق الهاشمي مما اضطره إلى الهروب من العراق عام 2011. واعتبرت (لوس أنجلوس تايمز) أن سياسات الحكومة العراقية تسببت نوعا ما في عزلة الأكراد العراقيين، الذين نجحوا في إدارة اقليم كردستان بطريقه شبه انفصالية من خلال تشكيل قوات أمنية خاصة بهم بخلاف السنة، غير أن العلاقات بين آربيل وبغداد لا تزال تعاني جمودا في ظل رفض الأخيرة محاولات كردستان لإبرام عقود نفطية مع شركات أجنبية بدون استشارتها. وفي سياق متصل، قالت الصحيفة إن تعامل المالكي مع الأزمة السورية يعد دافعا جوهريا وراء سياساته . فقد تنامت مخاوف المالكى ،الناجمة من إدراكه بأن الرئيس السوري بشار الأسد أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط، حيال احتمالات دخول المقاتلين السنة عبر الحدود مع سوريا وتشكيل تهديد على بقاء الحكومة العراقية بالاضافة الى يقينه بأن استقلال الأكراد سيتحقق مع مرور الوقت. ورأت الصحيفة أن ما يشغل شاغل المالكي خلال الوقت الحاضر يتمثل في تعزيز قبضته على المناطق الشيعية بالعراق بجانب العاصمة بغداد. وفي ختام تقريرها، ذكرت (لوس أنجلوس تايمز) أن السبيل للحيلولة دون تفكك العراق لا يتمثل في تعزيز قبضة شخص بعينه على البلاد، بل في تطوير وتنمية الهياكل الاتحادية للبلاد وجعل بغداد مدينة فيدرالية تمد باقي المدن والأقاليم بالطاقة.