أصبح إيهاب جلال هو المدير الفني الجديد لمنتخب مصر بعدما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم اختيار مدرب محلي لقيادة الفراعنة خلال المرحلة المقبلة خلفًا للبرتغالي كارلوس كيروش. ويعد إيهاب جلال أحد أبرز المدربين في مصر فقد استطاع ترك بصمته الفنية والتكتيكية بعيدًا عن النتائج مع كل الأندية التي تولى تدريبها في الدوري المصري الممتاز. وسبق للمدرب صاحب ال 54عامًا تدريب أندية مصر المقاصة وإنبي والزمالك، بالإضافة إلى المصري والإسماعيلي في الدوري المصري، كما يستعد لإنهاء مشواره التدريبي مع بيراميدز حيث سيخوض مواجهتي مازيمبي الكونغولي بربع نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقي قبل قيادة منتخب مصر.او إيهاب جلال يفضل طريقة لعب 4-3-3 يفضل إيهاب جلال طريقة لعب 4-3-3 التي يعتمد عليها تقريبًا في كل مبارياته، فقد قال في تصريحات صحفية أن هذه الطريقة هي الأفضل بالنسبة له لأنها توفر كل شئ فنيًا في المقابل لا يحبذ طريقة 4-2-3-1، مع إمكانية استخدمه طريقة 4-4-2 لكن بشكل مختلف عن طريق تمركز الجناحين في مناطق العمق أو اللعب بطريقة 4-4-2 دايموند بتواجد رباعي في وسط الملعب كما فعل في مباراة بيراميدز أمام الزمالك في الجولة الحادية عشر من الدوري المصري خلال الموسم الحالي. القواعد الأساسية في الفكر التدريبي لإيهاب جلال ينتمي إيهاب جلال إلى مدرسة الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة في أطول فترة ممكنة من المباراة مع الاعتماد على البناء والتدرج بالهجمة من الخلف بطريقة محددة مع توفير العديد من الحلول لتسهيل مهمة اللاعبين. وقال المدير الفني الجديد لمنتخب مصر خلال مقابلة سابقة في برنامج العين الثالثة على قناة أون سبورت: "أهم شئ بالنسبة لي هو الاحتفاظ بالكرة والخروج بها بطريقة محفوظة مع خلق الحلول". وبرر إيهاب جلال إصراره على البناء من الخلف قائلا : "أنا احسبها مميزات وعيوب لكني مدرب مخاطر بطبعي، فمثلا إذا قمت ببناء 25 هجمة صحيحة من أصل 30 هجمة فهذا أفضل بكثير من الاعتماد على الحل الأمن بدون مخاطرة بإرسال الكرة الطويلة والمباشرة". وأضاف : "اللعب على الكرة المباشرة والطويلة بدلا من تحضير الهجمة من الخلف سينتج عنه هجمات أكثر على فريقي". ولكن لماذا اللعب على الكرات الطويلة سينتج عنه هجمات أكثر على عكس البناء من الخلف بحسب ما قاله مدرب الفراعنة الجديد؟ بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، كان قد أوضح سبب إصراره على البناء من الخلف وعدم الاعتماد على الكرات الطويلة خلال تصريحاته في المؤتمر الصحفي بعد مباراة نابولي في دوري أبطال أوروبا عام 2017. وبالتالي اللعب الطولي والمباشر بدلا من التحضير يمكن أن يؤدي إلى استبقال هجمات أكثر بنفس السرعة التي ذهبت بها الكرة الطويلة، والتي يكسبها المدافع 8 مرات من أصل 10 مرات، وهي إحصائية مهمة ذكرها بيب جوارديولا خلال تواجده في مهرجان الرياضة بإيطاليا 2018 ليدعم بها موقفه وإصراره على البناء من الخلف. الملامح الفنية للبناء من الخلف واللعب تحت الضغط وتطوير الهجمة أصبح اللعب تحت الضغط من أهم المعايير التي يمكن من خلالها تقييم الفرق في كرة القدم الحديثة حيث تتميز الأندية التي يشرف إيهاب جلال على تدريبها بالقدرة على اللعب تحت الضغط وتطبيق أسلوب البناء من الخلف بالتمرير القصير والتدرج بالكرة من حارس المرمى والدفاع ووسط الملعب. وفي الحالات التالية لا يقوم شريف إكرامي حارس بيراميدز بتشتيت الكرة أو لعب الكرة الطويلة بل يمررها للدفاع أو خط الوسط رغم ضغط المنافس وذلك من أجل التدرج بالكرة وفقًا لتعليمات إيهاب جلال في بداية الهجمة. ويجب أن تمتلك فرق إيهاب جلال مدافع واحد على الأقل قادر على إخراج الكرة من أجل بناء الهجمات بالشكل الذي يريده مدرب الفراعنة الجديد وبتمريرات تتجاوز ضغط لاعبي المنافس وتصل لنقطة أعلى من الملعب، وبالتالي تطبيق عملية التسلسل والتدرج بالكرة. وبرز أحمد سامي مع إيهاب جلال في مصر المقاصة سابقًا ثم في الوقت الحالي مع بيراميدز حيث يمتلك القدرة على إخراج الكرة وإنجاز التمريرات التي يطلبها مدربه. كما تظهر أهمية امتلاك إيهاب جلال لثنائي وسط من ثلاثي الوسط في طريقة 4-3-3 أصحاب جودة مرتفعة بالكرة، خاصة لاعب الارتكاز الصريح أو كما يسمى اللاعب رقم 6 من أجل إنجاز العديد من التمريرات في بداية الهجمة نحو مساحات ومناطق معينة لذلك يجب أن يمتلك اللاعب في هذا المركز القدرة على إخراج الكرة بشكل صحيح وبدقة جيدة للغاية. وكان إيهاب جلال يستخدم هشام محمد في المركز رقم خلال تدريبه لفريق مصر المقاصة، وكذلك لعب معه محمد مجدي أفشة في إنبي بنفس المركز خلال بعض المباريات بسبب دقة تمريراته وقدرته على لعب التمريرات بشكل جيد للغاية مع تواجد حمدي فتحي لاعب الأهلي الحالي وإنبي السابق في مركز الارتكاز المساند، بينما في بيراميدز كان الاعتماد على عماد نبيل دونجا لاعب الارتكاز الصريح الذي يمتلك دقة في التمريرات. أما بالنسبة لتطوير الهجمة، يقوم أحد لاعبي الوسط المساند صاحب القدرات الهجومية بهذه المهمة كلاعب محرك ومطور لحركة الكرة عبر إرسال تمريرات تقديمة حسب التمركزات والتحركات التي يتم تطبيقها وفقًا لتعليمات إيهاب جلال. ويعد عبد الله السعيد هو اللاعب المحرك والعقل المدبر لفريق بيراميدز تحت قيادة إيهاب جلال باستلام الكرة من الدفاع أوالوسط، ثم القيام بتطوير الهجمات وتحريك زملائه بعد تطبيق التحركات المتفق عليه من المدرب. التمركزات والحركة بدون الكرة أثناء الاستحواذ يقوم إيهاب جلال بالمخاطرة أثناء الاستحواذ على الكرة عن طريق منح تعليمات للظهيران بالتمركز عاليًا لتطبيق مبدأ الحركة بدون كرة في الثلث الأخير لتوفير حلول التمرير للاعبي الوسط والمدافعين، وهي الحلول التي تحدث عنها مدرب مصر الجديد في مقابلته مع برنامج العين الثالثة. بينما تتمركز الأجنحة في العمق لخلق المساحات للأظهرة أو تقوم أيضا بالتحرك بدون الكرة في الفراغات بين خط دفاع المنافس. وفي كرة القدم يقسم اللاعبين إلى نوعين وهم اللاعبين المكلفين ببناء الهجمة، ولاعبين مطالبين بتطوير الهجمة عبر التمركز أو التحرك بدون كرة في المساحات أو تمرير الكرة في الفراغات التي تظهر لكي تكتمل الهجمة بشكل ناجح، وهذه المعادلة يسعى إيهاب جلال لتحقيقها من أجل ضمان تطبيق أسلوب الاستحواذ الإيجابي على الكرة. الأفكار التكتيكية لإيهاب جلال أثناء الاستحواذ على الكرة تظهر أفكار إيهاب جلال التكتيكية باستمرارمع الفرق التي تولى تدريبها حيث يعتمد على أشياء أساسية وواضحة من أجل الوصول للثلث الأخير خاصة عن طريق الأطراف. وصرح إيهاب جلال لبرنامج العين الثالثة على أون سبورت : "نحن نقوم بتطبيق جمل محفوظة من بداية الهجمة مع تنفيذ أشياء معية لخلق المساحات". وتابع : يجب أن يفهم اللاعب كيف يتحرك عندما يقوم زميله بتوسيع المساحة له في منطقة معينة". كلمات المدرب إيهاب جلال عن الجمل المحفوظة وخلق المساحات وتحركات اللاعبين، تظهر بالفعل على أرضية الملعب. والجملة الفنية والفكرة التكتيكية الأكثر تكرارًا لفرق إيهاب جلال أثناء الاستحواذ على الكرة هي أن يقوم لاعب الارتكاز الصريح "رقم6" أو المدافع بتمريرات مباشرة على أطراف الملعب للظهيران بعد تحركهم في المساحات التي تظهر نتيجة دخول الجناح للعمق (هذا تمام ما يقصده إيهاب جلال بتوسيع المساحة وفهم اللاعبين للتحركات). وأيضا تراجع لاعب الارتكاز المساند"عبد الله السعيد في بيراميدز" المكلف بتطوير الهجمة للخلف قليلًا ليقوم بالتمريرات المباشرة في نفس المساحات للظهير الذي يعد أحد مفاتيح اللعب في المنظومة الهجومية لإيهاب جلال. وتكررت هذه الجملة مع كل الفرق المختلفة التي تواجد بها إيهاب جلال، وعلى سبيل المثال إنبي والزمالك سواء عن طريق تمريرات محمد مجدي أفشة "إنبي" أو طارق حامد ومحمود عبد العزيز "الزمالك" بتمريرات مباشرة للظهيران في المساحات على الأطراف بعد دخول الجناحين للعمق لسحب أظهرة المنافس. وقام إيهاب جلال بتطوير هذه الفكرة وتطبيقها بمخاطرة أكبر في مباراة الزمالك وبيراميدز في الدوري المصري خلال الموسم الحالي حيث لعب بطريقة 4-4-2 دايموند ليتحول الظهير أحمد فتحي ومحمد حمدي لجناحين صريحين على الخط أثناء الاستحواذ مع تمريرات من المدافع أحمد سامي ولاعبي الوسط عماد نبيل دونجا عبد الله السعيد وبلاتي توريه نحو المساحات على الأطراف للظهيران خاصة محمد حمدي بعد سحب ثنائي هجوم بيراميدز لأظهرة الزمالك للعمق. وتعد أحد أبرز الحلول التكتيكية في فرق إيهاب جلال من أجل تطوير الهجمة هي خلق الحركية وتبادل التمريرات السريعة في المساحات الضيقة بين لاعب الوسط والجناح ثم تمرير الكرة للظهير على الخط في المساحة. الزمالك مع إيهاب جلال بيراميدز تحت قيادة إيهاب جلال وأيضا يتم تبادل المراكز والأماكن بين لاعب الجناح ولاعب الوسط المساند بعودة الأول للخلف قليلًا مع تقدم الثاني للأمام من أجل تشتيت المنافس ذهنيا، وبالتالي يصبح لاعب الجناح الذي يتراجع بدون رقابة كما يحصل على الوقت والمساحة لاستلام الكرة وصناعة اللعب. وكذلك ظهر حل أخر حيث يقوم لاعب الارتكاز المساند بسحب لاعب وسط المنافس لخلق مساحة في العمق لكي يستلم فيها لاعب الجناح في العمق ثم يمرر للظهير على الخط في المساحة. ما يمكن ملاحظته في الحالات السابقة أن الظهير يمثل قطعة مهمة للغاية في الحلول والأفكار التكتيكية الخاصة بالمدرب إيهاب جلال والذي يمنحه اللاعبين في هذا المركز حرية كبيرة وأدوار هجومية مؤثرة من أجل الوصول للثلث الأخير، وغالبًا ما تحاول فرق إيهاب جلال صناعة الفرص وإنهاء الهجمات بالعرضيات عن طريق الظهير. طريقة إنهاء الهجمات في فرق إيهاب جلال يحرص إيهاب جلال على خلق كثافة عددية كبيرة في منطقة الجزاء بعد تطبيق اللاعبين لأفكاره والوصول للثلث الأخير من الملعب بعد تنفيذ التمريرات والتمركزات والتحركات المطلوبة، حيث غالبًا يجد الظهير نفسه في مساحة جيدة لإرسال العرضيات. ويشكل المهاجم بالإضافة إلى الجناح ولاعب الوسط العكسي لجهة الكرة كثافة عددية لاستغلال الكرات العرضية بالتمركز في أماكن مختلفة داخل منطقة الجزاء. الضغط والدفاع المتقدم أسلحة إيهاب جلال في الحالة الدفاعية قال إيهاب جلال في تصريحات صحفية : "لا توجد فلسفة هجومية ودفاعية في كرة القدم، يجب أن تجيد الفرق الجانبين معًا". وبالفعل يحرص مدرب منتخب مصر الجديد على الاهتمام بالجانب الدفاعية حيث تتمثل أسلحته في الضغط العالي والدفاع المتقدم مع تمركز لاعبي خط الدفاع على خط واحد لتطبيق مصيدة التسلل بالإضافة إلى استخدامه لدفاع المنطقة للتحكم في المساحات عن طريق تقارب اللاعبين والتركيز دائما على تضيق المسافات بينهم، كما يتحرك اللاعبين وفقًا لحركة الكرة. "الضغط العالي لفريق بيراميدز" وفي ظل الضغط العالي الذي يطبقه إيهاب جلال فإن الفرق المنافسة غالبًا ما تلجأ إلى الكرات الطويلة لذلك يحرص المدرب السابق للزمالك على تعامل خط الدفاع مع الكرات الطويلة بشكل جيد ومنظم. وكان الإيطالي أريجو ساكي أحد أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم قد أوضح أحد مميزات دفاع منطقة في أحد الندوات الصحفية عندما قال : "هو محاولة لإجبار الخصم على التمرير الطويل لكن تستطيع فعل ذلك فقط إذا دافعت في منطقة لاتتجاو 25 مترا" وتحدث إيهاب جلال في تصريحات صحفية عن تعامله مع الكرات الطويلة قائلا : " أكثر من فريق في الدوري المصري يعتمد على الكرات الطويلة لذلك يجب أن نحاول التعامل معها". وبالفعل ظهر اهتمام المدرب صاحب ال 54 عامًا بالتعامل مع الكرات الطويلة، حيث يخرج مدافع لمواجهة مهاجم المنافس في الهواء بينما يقوم المدافع الأخر مع الظهيران بالتقارب لتوفير التغطية خلف المدافع الذي يخرج للصراع الهوائي بالإضافة إلى عدم ظهور أي مساحات في العمق الدفاعي. وفي الحالات التالية تظهر أفكار إيهاب جلال مع فريق بيراميدز في الاعتماد على الدفاع المتقدم ودفاع الخط في الكرات العرضية إلى جانب تقارب المسافات بين اللاعبين لخنق مساحات اللعب على المنافس من أجل استعادة الكرة سريعا وإعادة الاستحواذ على الكرة. التحول من الهجوم للدفاع والتعامل مع الهجمات المرتدة يهتم إيهاب جلال بمرحلة التحول من الهجوم للدفاع من أجل منع المنافسين من الهجمات المرتدة وتعطليها، وغالبًا ما يهاجم مدرب الفراعنة الجديد بتواجد 6 لاعبين في الأمام مع تمركز 4 لاعبين خلف خط الدفاع، وهم ثنائي الدفاع ولاعب الارتكاز الدفاعي بالإضافة إلى الظهير العكسي لجهة الكرة والذي يدخل للعمق لكي يتمركز بجانب لاعب الارتكاز الصريح ليصبح فريق إيهاب جلال في حالة استعداد وتنظيم دفاعي أثناء الهجوم لحماية المساحات في المناطق الخلفية إذا خسر الكرة لمنع المرتدة. بيراميدز تحت قيادة إيهاب جلال يهاجم ب6 لاعبين مع تواجد رباعي خلف الكرة منهم لاعب الارتكاز الصريح والظهير العكسي لحماية منطقة العمق كما يرغب إيهاب جلال في تطبيق الضغط العكسي كأداة مهمة للغاية من أجل استعادة الكرة سريعا وتعطيل المنافس من التحول من الدفاع للهجوم. تحديات فنية وتكتيكية تنتظر إيهاب جلال مع منتخب مصر يعد الوقت هو أكبر تحدي أمام إيهاب جلال من تطبيق فكره التدريبي بسبب قلة التجمعات الدولية على عكس الأندية التي تتدرب بشكل يومي، وبالتالي يحصل المدرب على الوقت الكافي للقيام بالوحدات التدريبية اللازمة لتطبيق أفكاره. ويحتاج إيهاب جلال للاعتماد على أفضل العناصر الممكنة والمناسبة من أجل تنفيذ ما يريده من الناحية الفنية والتكتيكية في أقل وقت ممكن. كما تتخوف معظم الجماهير المصرية من عدم نجاح الفكر التدريبي لمدرب منتخب مصر الجديد أمام المنتخبات الكبيرة خاصة فيما يتعلق ببناء الهجمات من الخلف لذلك قد يتجه إيهاب جلال للمرونة التكتيكية عن طريق الكرات المباشرة بدلا من تحضير الهجمة أو التمركز خلف الكرة واستقبال اللعب في وسط ملعبه على حساب الضغط العالي وذلك في بعض اللقاءات القوية أو المباريات التي يعاني فريقه من مشاكل فنية وتكتيكية. وكشف إيهاب جلال عن تغيير أسلوبه خلال أحد مباريات مصر المقاصة أمام الزمالك في الدوري المصري خلال مقابلته مع برنامج العين الثالثة على قناة أون سبورت قائلا : " فريقي مصر المقاصة واجه مشاكل في تطبيق ما أريده أثناء الشوط الأول أمام الزمالك لذلك قررت الاعتماد على دفاع المنطقة في الشوط الثاني".