يتوقف براين ويتاكر فى كتابه: «عرب بلا رب» عند إسماعيل أدهم واصفًا إياه بأنه كان مِنْ أعتى الملحدين المصريين، وكتب سنة 1936 كتابًا يشكّك فيه بمصداقية «السنة»، ما أثار غضب شيخ الأزهر مصطفى المراغى فتقدّم بشكوى حُظِرَ بعدها الكتابُ، ثم ألّفَ كتابه: «لماذا أنا ملحد؟»، وقدم «نظرية التطور» كعقيدةٍ جديدةٍ تحلُّ محلَّ العقيدة الدّينية. وربما لخوفه من ألّا تؤخذَ أعماله بجدية دون مؤهلاتٍ جامعية عالية، جمع قائمةً متخيَّلةً من المؤهلات المثيرة للإعجاب، وكتبَ على غلاف أحد كتبه (وهو فى الخامسة والعشرين): «الدكتور ليت (هون)، دكتوراه فى الفلسفة والعلوم (موسكو)، ونائب رئيس المعهد الروسى السوفييتى للدراسات الإسلامية، وعضو الأكاديمية السوفيتية الروسية للعلوم، وأستاذ سابق فى الرياضيات العالية فى جامعة سان بطرسبرج، وأستاذ فى التاريخ الإسلامى فى كلية التاريخ، إسطنبول». ادّعى أدهم أنّه كتب أيضاً سيرةً للنبى (بالألمانية)، وثلاثةَ مجلّداتٍ تّاريخ إسلامى بالتركيّة، ومجلّدى رياضيّاتِ وفيزياء (بالألمانية والروسية)، وثلاثة مجلداتٍ عن «النسبية» (بالألمانية والروسية)، وفى 1972 كشفت «مجلة الأدب العربى» أنه: لم يحصل على «أيّةِ شهادةِ دكتوراه، ولم يكن يومًا عضوًا فى أكاديمية العلومِ، ولم ينشر أى كتابٍ أو مقال، لا بالروسية ولا بالألمانية ولا حتى الفرنسية، ولا صحةَ لما قيلَ عن تأليفه مجلّدين باللغة التركية بعنوان: «تاريخ الإسلام»، كما ولمْ تكن هنالك أيةُ علاقةِ صداقةٍ بينه وبين المستشرق الروسى «بارثولد» الذى توفى سنة 1930م، أى قبل عامٍ من ادعاء أدهم بأنه ذهب إلى روسيا، ولم يتلقَّ أى إطراءٍ من المستشرق الروسى «كازيميرسكى» لأنه لم يكن هنالك شخصٌ بهذا الاسم أصلًا». وأدهم الذى لم يغادر مصر أبداً عُثِر عليه منتحراً (1940) وهو فى التاسعة والعشرين!!. وللحديث بقية