بعد أن تقرأ: سوف تكتشف أن عملية «مسخ مصر» تتم بنجاح ساحق.. وأن «الفيلم» الردىء الذى يوثق لهذه العملية لايزال يعرض بنجاح مستمر كل ليلة.. وصدق أو لا تصدق أن «الماسخين» يقومون بذلك وهم متجهون صوب القبلة.. وهم يبتهلون الى الله.. وحتى وهم راكعون على السجادة لأداء الشعائر المقدسة.. «مفيش مشكلة خالص فاللي اختشوا ماتوا». - يتوضأون للصلاة ثم يخرجون للسعى فى الأرض, فيقتلون أو يخطفون أو يعتقلون أو يعذبون المعارضين والمخالفين لهم فى الرأى؟ سبعون شهيدا حتى الآن منذ تولى الرئيس «المؤمن» محمد مرسى وحتى اليوم ولايزال الحبل على الجرار!.يتركون الصلاة فى المساجد وتستهويهم عضلات حشودهم - بين حين وآخر - فيذهبون بدون وعى الى جهاد «الاعلاميين» الشياطين, فيحاصرونهم ويرهبونهم متذرعين بأنهم غير مؤهلين.. (صلاة النبى على «قناة 25» المقتدرة و«الحافظ» الكفء و«الناس» المحترفة الصاعدة للعالمية!) وما إن ينتهوا من هؤلاء الشياطين حتى يهرولوا لجهاد «القضاة» الفاسدين فيحاصرون شرهم أيضا ويمنعونهم عن النطق بأى كلام أو أحكام تتعارض مع ثقافة القطيع.. عملية مسخ مستمرة يوميا وبلا هوادة.. وبلا خجل.. ومن اسف أنه لا يخرج أحد فى أى مكان على شعب مصر باعتذار عن «صفع امرأة» ولانقول عن قتل مواطن أو حتى الترحم على شهيد, أو حتى مواساة أم شهيد, كل ذنبها أن ابنها كسر جدران الخوف التى احاطته بها وخرج شاهرا غضبه فى وجه كل «الكاذبين».. العسكر والشرطة والجماعة وثلة المتاجرين بالدين.. ففى مواجهة هؤلاء فى الميادين فقد حياته والبعض «كوموه» بجوار حاويات القمامة كالنفاية, ولايزال مسلسل الفقدان مستمرا, والمسخ مستمرا, والقصاص غائبا ولا أمل فى تحقيقه, سواء فى عهد «المجلس العسكرى» أو عهد الوزير السيسى أو فى عهد الرئيس المؤمن.. بل وفى هذا العهد تحديدا يسقط الضحايا كل لحظة.. قتلا أو تعذيبا أو سحلا أو دهسا أو صفعا.. وبكل بجاحة يخرج علينا رجال حكم - وأشباههم - قساة غلاظا يقولون لشعب مصر ما معناه «اخبط دماغك فى أسمك جدار واقذر حائط»! - وبينما يكشف جورج اسحق عن امتلاكه فيديوهات حصرية لعمليات قتل ممنهجة دبرت ضد المواطنين الأبرياء فإن العم أحمد فؤاد نجم يقذف بمصباح لهب فى وجه القتلة المجرمين قائلا: ملعون جنابك ملعون كمان اللى جابك.. ملعون قطيعك على اللى فكر يوم يطيعك.. على اللى سابك تنشر كلابك.. اما الغاضبون الذين لايزالون يتحدون هؤلاء القتلة بصدورهم العارية – مصرين على إسقاطهم كسابقيهم - فقد أشهروا سيف لافتاتهم فى وجوههم: (احتمى بجماعتك كما شئت، اسحل واقتل كما شئت، سترحل الى سجن وادى النطرون كما جئت). - «ملعون اللى سابك تنشر كلابك».. ولم يقدم اعتذارا عن ذلك حتى الآن.. اذا لم أكن مخطئا فان قيادة الجيش الثانى كرمت (50) أسرة من أمهات الشهداء فى أحداث بورسعيد ضمن احتفالات عيد الأم.. ونقلت إليهن تعازى الفريق السيسى؟؟ إذن فضحايا بورسعيد شهداء (احترنا والله هل هم بلطجية أم كسيبة كما وصفهم الرئيس على مرتين من قبل؟!).. وتكريم أسرهم فى عيد الأم واجب.. لفتة نشكرها للجيش (ولكن!) لكن ماذا عن الرئيس.. الذى أقسم بأغلظ الايمان انه لن يدخل القصر الجمهورى الا و«أمهات الشهداء» فى يديه, فأين كان فى مناسبة جليلة كهذه؟خاصة وأنه مع توالى أعداد الشهداء فى عهده.. تسحق قلوبهن وتداس حقوق أبنائهن وتؤذى مشاعرهن ايذاء شديدا وهن يسرن فى رحلة الدم والدموع بحثا عن جثامين أولادهن الأبطال, ويدخن الدوخات السبع وتراق مياه وجوههن وهن يبحثن عن التقارير الطبية التى تحدد كيفية قتلهم, وتدوس مصلحة الطب الشرعى الفاسدة على قلوبهن وحقوقهن, بكتابة تقارير كاذبة عن أسباب وفاة فلذات أكبادهن, ماتلبث ان تصبح فضيحة نظام بأسره أمام العالم كله. - يسقط الشهداء والمصابون وتندلع أحداث العنف بلا هوادة.. ولا يخرج علينا رجل رشيد واحد ممن يملكون صنع القرار فى مصر بأى أفكار أو اقتراحات لوقف نزيف الدماء والانجراف الى الحرب الأهلية.. وإنقاذ مصر «الغرقانة» - بتعبير لعادل إمام - والتى تتعلق بقشة؟ لا وجود للرئيس ولا لرئيس الوزراء ولكن هناك وجود لاستخدام القوم المفرطة فى وجه المتظاهرين, وبسبب فداحة عملية المسخ الجارية يجد البعض نفسه أمام أهون الشرين.. يرفض ممارسات «المجلس العسكرى» الذى تسبب فى كل هذا الخراب.. لكنه يجد نفسه مضطرا للرهان مرة أخرى على وطنية الجيش وإمكانية أن يعيد تصحيح الأوضاع لوقف المزيد من المسخ والضياع؟!. - فى أقصى تلافيف الدماغ المصرى «المنهك» يقبع «حلم يقظة» غريب عجيب يقول: ماذا لو أن «وزارة الداخلية» أفاقت من غفوتها ونفضت ما ران على جسدها من جرائم تراكمت على مدى عقود وأقسم ضباطها وجنودها ان يكونوا جنودا لمصر لا «للاخوان»؟ هل هذا ممكن؟ ماذا لو ان «المجلس العسكرى» أيضا- قرر ان يساهم حقيقة – لا تزويرا - فى انجاح الثورة, واعتذر الفريق السيسى وبقية الأعضاء عن أوزار الماضى.. وهبوا الآن لوقف عملية المسخ الدائرة الآن وقالوا :stop .. ياجماعة الاخوان!