المجالس مدارس ولكن حين أجلس مع والدي أعرف أنني في حضرة جامعة كاملة أتعلم منها كل دروس الحياة باستثناء دروس الاقتصاد التي لا يفقه بها والدي أي شيء نهائيا. حين يستمع والدي لبعض النقاشات السياسية التي تدور أمامه وخصوصا حين يتعلق الأمر في الديمقراطية الكويتية يبتسم للجميع ويشبه الكويت بالروض الخضراء الذي تجد بها كل شيء. ففي هذه البقعة الجميلة تجد الأزهار الرائعة التي نبتت بفضل الله ودون أن يكون لنا تدخل بها وتجد بها الكمأ «الفقع» وتجد فيها من كل الطيور والتي تختلف أصواتها وأشكالها وأجناسها. ومثلما هذا المكان مطمع لكل الطيور فإن هناك كثيراً من الحشرات ستتكاثر في الروضة الغناء وحتما أن بعضها سيكون نافعا لها مثل النحل والفراشات الجميلة وبعضها سيكون ضارا على الجميع ومن الطبيعي أن نجد في روضنا الجميلة بعض أنواع القوارض مثل الجرابيع والجرذان. كل ما ذكرناه عن روضة الكويت الرائعة لا يخيفنا ولكن ما نتخوف منه ونتحرز من غدره هو تلك الأفاعي التي عرف عنها ملمسها الناعم ولكن بين أنيابها السم الزعاف التي تتهيأ الفرصة لتنهشنا. حين أبدي تخوفي من تلك الزواحف القاتلة التي تعادي البشر منذ كان أبونا آدم في الجنة فهي من أدخلت إبليس اللعين بعد أن طرده الله عز وجل منها ولكن والدي أطال الله عمره يطمئنني حين يكمل حديثه ويقول إن الله قد حماها بفضله ثم بصقرها الحر الذي يحوم حولها دائما ليحميها من كل ما نتخوف منه ولن يسمح لكائن من كان بأن يقترب منها بسوء. لذلك أرجو ممن يعيشون في «روضة» الكويت ويعتقدون أنني أقصدهم فهم صادقون بما يظنون ولكن عليهم أن يختاروا التشبيه المناسب لهم فكلنا عيال قرية واحدة ونعرف بعضنا فلا تتشبهوا بشيء لا يمت لكم بصفة. أدام الله صقر الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد ليحميها من كل سوء ولا دامت الأفاعي التي تتهيأ الفرصة للدغ أهلها..