كثير من يعرف ويسمع لعديد من قارئى القرآن الرجال، والذين اشتهروا بالحناجر الذهبية من خلال إذاعة القران الكريم، غير أن المقرئات لا يحظين بنفس الشهرة، إذ كان لهن أيضًا دور مهم جدا داخل الإذاعة المصرية وأصوات مختلة فى تلاوة القرآن الكريم . اقرأ ايضًا:-محطات في حياة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وبرغم ذلك أثبت المرأة وجودها وإبداعها فى الإذاعة المصرية بقوة أصواتهن فى تلاوة القرآن الكريم حتى وصلن لمراكز متقدمة داخل الإذاعة، وفي بداية القرن العشرين لمعت أسماء العديد من المقرئات المصريات واللاتي وصلن لمكانة عالية تمكنهن من إعطاء إجازة القرآن، كما تتلمذ على أيديهن كبار القراء من الرجال أمثال الشيخ أحمد نعينع، والشيخ مفتاح السلطني. تستعرض الوفد فى هذا التقرير ابرز الاسماء لقارئات القرآن فى الإذاعة المصرية : الشيخة كريمة العدلية: ولدت الشيخة كريمة في 1914 وتوفي والدها وهي في سن الخامسة، وتولى أخيها تحفيظها القرآن الكريم، لتتم حفظه في سن الحادية عشر، ثم تدرس لثلاث أعوام في معهد الموسيقى العربية لتتعرف على المقامات العربية وتدرس آلة العود، وقد لحن لها الموسيقار الكبير محمد القصبجي أغنيتين وتم طرحهما في إسطوانات قبل أن تتوقف عن الغناء . عانت الشيخة كريمة العدلية من ضعف البصر منذ الصغر حيث كانت تحظى ب10% فقط من البصر في طفولتها ونصح الطبيب بعدم تعريضها لأي جراحة حتى لا تصاب بالعمى وأن تتمكن من رؤية العالم قبل أن تفقد بصرها بالكامل وأن هذا أمر حتمي لتفقد بصرها في سن 16 سنة. وكانت الشيخة كريمة العدلية من أوائل المنضمات إلى الإذاعة المصرية عند افتتاحها في 1934، وذاع صيتها لتحيي ليالي قرآنية وعزاءات السيدات، فأحيت عزاء الراحلة أسمهان وكذلك عزاء عالم الفيزياء على مصطفى مشرفة، وكانت على علاقة طيبة بكل زوجات رجال الثورة وكانت تحيي أي عزاء تابع لهن. استمرت الشيخة كرمية العدلية في القراءة والتلاوة في الإذاعة حتى نهاية الخمسينيات قبل أن تصدر فتوى من أحد المشايخ تحرم قراءة النساء للقرآن لأن صوت المرأة عورة وطالما يقوم الرجال بهذا الدور فلا داعي لقراءة النساء. الشيخة منيرة عبده: ولدت الشيخة منيرة فاقدة للبصر، داخل إحدى القرى، في بدايات القرن ال19، نحيفة القوام، كانت تجوب قريتها وتتلو آيات القرآن الكريم في المآتم، التي كانت تُقام لمدة 3 أيام للرجال و3 للنساء. وحينما وصلت الراحلة سن ال18 عامًا، أحدثت ضجة كبيرة في الأوساط المصرية، وذاع صيتها بين المحافظات وكبارالمقرئين كالشيخ محمد رفعت عام 1920. تلقت منيرة عبدة، الشابة الكفيفة عام 1920، عرضًا من أحد أثرياء صفاقس في تونس، للسفر لإحياء ليالي رمضان مقابل 1000 جنية مصري، وكان مبلغا كبيرا آنذاك، إلا أنها رفضت عرضه، ليأتي الرجل خصيصا للقاهرة للاستمتاع بصوتها العذب. وفور افتتاح الإذاعة المصرية، جرى اعتماد الشيخة منيرة عبده، كقارئة وكانت تحصل على نصف الأجر الذي يحصل عليه القارئ الشيخ محمد رفعت؛ إذ كانت تتقاضي أجرًا وصل إلى 5 جنيهات. سجلت منيرة عبدة، بصوتها في إذاعتي باريس ولندن، وظلت تقدم الابتهالات والتواشيح الدينية ما بين 1920 إلى 1934، إلى أن صدرت فتوى تحريم قراءة المرأة للقرآن، بحجة أن صوت المرأة عورة، لتختفي الشيخة عن الأنظار وتعتكف ببيتها. الشيخة ام السعد محمد: ولدت أم السعد محمد علي نجم في قرية البندارية بمحافظة المنوفية في الحادي عشر من يوليو عام 1925، وفقدت بصرها بعد ولادتها بنحو عام، ومن هنا بدأت رحلتها مع القرآن الكريم، حيث أتمت حفظه وهي في الخامسة عشرة من عمرها، وبعد ذلك اتجهت إلى الشيخة "نفيسة أبو العلا" وكانت حينها من أشهر معلمات القرآن الكريم حتى تحصل على إجازة في القراءات العشر، لكن الشيخة نفيسة اشترطت عليها ألا تتزوج أبدًا، وقبلت أم السعد الشرط، وحصلت على إجازة منها في القراءات العشر في الثالثة والعشرين من عمرها، لكنها خالفت تلك الوصية بعد وفاة الشيخة نفيسة بعد مرور 6 سنوات على وفاتها. "كانت الشيخة أم السعد خفيفة الظل رغم وقارها الشديد، وحين كنت تجلس في مجلسها تشعر كأن الملائكة تزاحمك في المكان، لأن حياتها كلها ليل نهار كانت في القرآن" يقول عنها الشيخ محمد اسماعيل المقدم، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، وكان المقدم من المقربين للشيخة أم السعد ونعاها في إحدى محاضراته وكان زوجها محمد فريد نعمان أحد شيوخ المقدم. رحلت أم السعد عن عالمنا في العاشر من رمضان الموافق 9 أكتوبر عام 2006، وأطلقت بعدها لجنة شئون القرآن الكريم بالدعوة السلفية مسابقة باسمها للقرآن الكريم وعلومه، أما تركتها العلمية، فقد أوصت بها كاملة للشيخ أسامة الأباصيري، حيث ذكر في أحد الحوارات الصحفية أنها أوصت له بكل متعلقاتها من أختام إجازة القرآن الكريم وغيرها. طالع المزيد من الأخبار على موقع alwafd.news