فى عام 2010 اتخذ الشيخ أبوالعينين شعيشع خطوة وصفت وقتها بالجريئة عندما قرر ضم 30 قارئة لنقابة قراء القرآن الكريم، وذلك وقت توليه منصب نقيب قراء القرآن الكريم، رغم اعتراضات البعض بأن صوت المرأة عورة ولو بقراءة القرآن، ودعا شعيشع إلى إدخال هؤلاء القارئات للإذاعة المصرية لتلاوة القرآن الكريم. بعيدا عن الفتاوى الفقهية المتعلقة بوجود أصوات نسائية بين قراء القرآن الكريم، التاريخ المصرى يضم قارئات للقرآن الكريم عرفن واشتهرن قديما، وأشهرهن كوكب الشرق أم كلثوم التى يوجد تسجيلات صوتية نادرة لها وهى تتلو آيات الذكر الحكيم، وفى فيلم «ألمظ وعبده الحامولى» ظهرت الفنانة وردة فى أحد المشاهد وهى تتلو القرآن. والإذاعة المصرية عرفت عددًا من القارئات المعتمدات منهن الشيخة كريمة العدلية، ونبوية النحاس، ومنيرة عبده، وسكينة حسن والشيخة مبروكة التى لها تسجيلا عمره مائة عام تقرأ فيه أول سورة الإسراء. اشتهر الشيخ على محمود القارئ وأستاذ الموسيقى فى بداية القرن العشرين وتتلمذ على يده عدد كبير من القراء والفنانين منهم أم كلثوم وعبدالوهاب، لكن أقربهم إلى قلبه كانت تلميذته كريمة العدلية التى أصبحت زوجته فيما بعد، وكليهما كان من مشاهير القراء فى الإذاعة المصرية. «أم السعد» محمد على نجم» الشيخة الحافظة المُحَفِظة المُتْقِنة المُعَمرة أشهر امرأة معاصرة فى قراءات القرآن الكريم، فهى السيدة الوحيدة التى تخصصت فى القراءات العشر، وظلَّت طوال نصف قرن تمنح إجازاتها فى القراءات العشر، وعكفت طوال 60 عاماً على منح الإجازة للقُرَّاء من شتى أنحاء العالم، ومن أبرز من تتلمذوا على يديها الشيخ أحمد نعينع والشيخ مفتاح السلطنى. ولدت «أم السعد» عام 1925 فى محافظة المنوفية، وفقدت بصرها وعمرها عام بسبب الجهل والطب الشعبى اللذين أفقدا طه حسين بصره قبلها، وتزوجت الشيخ محمد فريد نعمان، أول من منحته إجازة فى القراءات، وكان كفيفا أيضا واشتهر بحلاوة صوته. أهدى أحد تلاميذ أم السعد هدية لها عبارة عن رحلة حج وعمرة واستضافة سنة كاملة فى الأراضى الحجازية، وهناك منحت إجازات فى القراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان، السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان، وتوفيت عام 2006. اشتهرت منيرة عبده عام 1920 وكان عمرها 18 سنة، وعرفت بصوتها الجميل، ومع بداية الإذاعة المصرية عام 1934، انضمّت الشيخة منيرة إلى زملائها القرّاء. تعتبر الشيخة سكينة حسن من المقرئات اللاتى تمتعن بموهبة التلاوة للقرآن الكريم فى أوائل القرن العشرين، وقد سجلت القرآن الكريم كاملا على أسطوانات ولكنها لم تصل إلى الإذاعة. اشتهرت الشيخة أم محمد فى عهد محمد على باشا وكانت تقوم بتلاوة القرآن فى المناسبات الرسمية فى قصور مسئولى الدولة وقادة الجيش، بالأخص فى شهر رمضان، وكرمها محمد على، ومنحها الكثير من الهدايا والجوائز وأمر بسفرها إلى اسطنبول لتحيى شهر رمضان فى حرملك السلطانة، ودفنت فى مقبرة خصصت لها فى مقابر الإمام الشافعى، بعد جنازة رسمية وشعبية هائلة. أما عن آخر قارئات الإذاعة استمرت تلاوة النساء، سواء فى الإذاعة أو مختلف المناسبات حتى عام 1973، وكانت الشيخة نبوية النحاس آخر سيدة مصرية ترتل القرآن الكريم فى الاحتفالات العامة عام 1973 .
