المسلم فى عمره القصير أكرمه الله بمواسم للخيرات، وأعطاه من شرف الزمان ما يستطيع به أن يسرع فى السير إلى مرضاته، وأن يعوض ما فاته من تقصير فى حياته، إذا وُفِّق لاستغلال هذه المواسم فى الطاعات والعبادات والخيرات، ومن أهم هذه المواسم وأفضلها شهر رمضان ومن هنا أقول إن الحرمان هو ألا يحضر قلبك فى رمضان. إن كنت لا تجد قلبك فى ذكر أو صلاة, لا تستشعر حلاوة القرب إن قمت بطاعة تجدها فاترة جافة لا روح فيها ولا شعور, قلبك ضائع مشتت ما بين شغل ومال وأولاد ومهاترات الدنيا التى لا آخر لها مشاغلك لا تنتهى, أخذتك الدنيا بعيداً حتى أصبح قلبك كالحجارة أو أشد قسوة يعرض عليك القرآن فلا يجد فى قلبك له مكان فيردد فقط باللسان. إن كنت من هؤلاء فعليك ان تعالج قلبك, اختلِ بنفسك وقت ما تغلق عليك بابك لا أحد معك تأمل كل ما فعلته سابقاً من ذنوب ومظالم هل أنت راضٍ عن نفسك هل لو حاسبت نفسك وكنت أنت القاضى وحكمت عليها، هل ستنجو أم ستهلك؟ إن أدركت جرمك فى هذه الخلوة فهذه أول خطوة لصلاح فساد قلبك فبداية الحل هو معرفة المشكلة, وأول التوبة هو الاعتراف بالذنب, وهنا عليك ان تعلن توبتك بينك وبين نفسك, أنوى الصلاح فيما تبقى من عمرك حتى إن وقعت مرة أخرى فالله لا يمل من توبتك, جدد النية أنك ستكون غير ما كنت. ابدأ مجاهدة نفسك فى استحضار قلبك فى صلاتك, عليك أن تدرك أن الصلاة ليست حركات إنما هى تواصل بالقيام وركوع لخالق السماء والأرض وسجود للتقرب وطلب العفو, كل تفصيلة فى صلاتك انما هى تعظيم لخالقك فإن وجد منك سعى الى القرب منه قربك هو اليه وتولى أمرك ومن تولى الله أمره نجا فى دنياه وآخرته. الزم الذكر واستشعر معناه، افهم معنى «لا حول ولا قوة إلا بالله» تمعن فى قول «الحمد لله» أدرك حقيقة «لا إله إلا الله».