كثرة مرشحى الرئاسة وتهافتهم عليها، إن دلّ على شىء فإنما يدل على أننا كنا نفتقد إلى خبرات وقدرات، لم نكن نعلمها. فعندما أعلن الإعلان الدستورى فى مارس كان بمثابة بوابة"على بابا" بالنسبة لأناس كثيرين، فقد رأينا أمامنا صنبور مياه كانت تنتظر، أحدًا يفتحها لتأتى بكل هؤلاء، وكل منهم حتى الآن لم يعلن عن برنامجه الانتخابي، وما عليهم سوى التحدث لهذه الفضائية، والظهور فى أخرى أو إجراء حوار صحفى هنا أو هناك، ولم يتحدث أحد منهم عن نائبه المفترض أن يعيّنه بعد ستين يوما من توليه الرئاسة، والجميع يتحدث بلغة واحدة وكأنهم قد اتفقوا جميعا، على هذا المبدأ وهى سنراجع معاهدة السلام وسنغيّر بعض بنودها، سننظر لمحددى الدخل وفى غضون سنتين سنعدل من مستواهم وإلخ. ألم يفكر أحدهم فى كيفية استعادة الأموال المنهوبة في الخارج التي ابتلعها حيتان النظام البائد، ألم يفكّر أحد فيهم فى بناء مستقبل مصر واستعادة عافية اقتصادنا وهيبة الدولة والأمن مرة أخرى، بعد الفوضى والبلطجة وما نحن فيه الآن من عدم احترام للقانون؟!. الكل يقول عندما أكون رئيس مصر سوف أفعل كذا وكذا ، فما المانع من العمل الآن بعيدًا عن قصر الرئاسة بعيدًا عن الحاشية الرئاسية؟!، هذه بلدنا نحن، أيًا كنا فنحن جميعًا مصريون، فما ستفعله وأنت فى الرئاسة افعله الآن والكل "يشغّل" عقله لخدمة البلد، لخدمة الشعب الذى ذاق الكثير والكثير من العذاب، واستشهاد العديد من خيرة شبابه ورجاله حتى ننال حريتنا وينال هذا البلد حريته التى سلبت منذ أكثر من 3أو 4 عقود. على الجميع أن يعلم أن الشعب المصرى قد أفاق مما كان فيه، وليعلموا أن مصر هى ملك للجميع، وقبل أن تكون رئيسًا لها فأنت ابن لها، إن أصلحت أعنّاك، وإن أخفقت قومناك، وليعلم أن هذا البلد أمانة فى عنقه سيُسأل هذا الراعى عن رعيته، فليحكم بعدل الله وبشرعه، وليكن قريبا من شعبه.. كما كان يفعل عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما كان يتفقد"بنفسه" أحوال رعيته ويرى ما يحتاجون إليه، وألا يسمع لحاشيته أيا كانت، عليه أولا مراعاة الله جل علاه فى كل تصرفاته، نريد رئيسًا عاش بيننا، وتربى في قرى المحروسة، عمل بيده وتعب وكدّ حتى وصل إلى ما مقعد الرئاسة ، لا ينظر إلينا على أننا لا نريد الديمقراطية، وإننا غير مؤهلين لها، فإن هذا الشعب بداخله الكثير والكثير من الإيجابيات لكنه يفتقد إلى الأدوات والوسائل لتنفيذها. هذه رسالة إلى كل مصرى يريد أن يترشح لرئاسة هذا الشعب الأصيل الأبىّ: حافظ على مصر وارفع قامتنا بين الدول الأخرى حتى لا يهان أى مصرى خارج وطنه، فهو ما خرج منها إلا رُغمًا عنه بحثًا عن مصدر رزق له ولأولاده، فمصر أمانة وليست ملكًا لأحد مهما كان منصبه.