التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وإنّ لسورة البقرة فضلٌ في حفظ البيت من الشياطين ومن شرورهم وممّا جاء في ذلك، ما رواه سهيل بن سعد -رضي الله عنه- أنّ رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- قال: "إنَّ لكلِّ شيءٍ سَنامًا وإنَّ سَنامَ القُرآنِ سورةُ البقرةِ مَن قرَأها في بيتِه ليلًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثَ ليالٍ ومَن قرَأها نهارًا لَمْ يدخُلِ الشَّيطانُ بيتَه ثلاثةَ أيَّامٍ". والمقصود من هذا الحديث أنّ المسلم إذا قرأ سورة البقرة في مكان سكنه، أكان بيتًا أو غيره فإنَّ الشيطان لا يدخل هذا المكان لمدَّة ثلاث ليال بسب الإحاطة والحفاظ الحاصلين من قراءة سورة البقرة. اشتملت سورة البقرة على أمهاتِ الأحكام الشرعية: ومعظم أصول الدين وفروعه، كما بيَّنت نظام الحياة للمسلمين، وقامت بإرشادهم إلى ما يَصلُحُ لهم فيها، كما بيَّنت لهم سُبل النجاة يوم القيامة، لذلك سمِّيَت بفسطاطِ القرآن. ميَّزت سورة البقرة من يحفظها عن غيره من الناس: ودليل ذلك أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعث جماعةً من المسلمين فسأل كلّ واحدٍ منهم ما معه من القرآن؛ أي ما يحفظ من القرآن حتى وصل إلى رجل كان من أصغرهم سنًا فسأله ما معك فأجاب كذا وكذا وسورة البقرة، فقال رسول الله: "أمعك سورةَ البقرةِ؟!، فقال: نعم، قال: فاذهبْ، فأنت أميرُهم"، فكان لحفظ الصحابي سورة البقرة موضع تقديم له على غيره. احتوَت سورة البقرة على أعظم آية في القرآن الكريم: وهي آية الكرسي، ودلَّ على ذلك ما رواه أبو المنذر أنّ النبي-صلّى الله عليه وسلّم- سأله عن أعظم آيات القرآن الكريم فأجابه أبا المنذر بقوله أنّ الله ورسوله أعلم، فكرَّر النبي سؤاله ثانية فأجابه أبو المنذر بأنّها آية: "{اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ}، قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ". وسبب عظمتها أنّها اشمتلت على مجموعة من صفات الله -عزّ وجلّ- لم تجتمع في غيرها من آيات القرآن الكريم.